الأحد 2014/08/17

آخر تحديث: 18:15 (بيروت)

بوصعب والناجحون بالإفادات سواسية.. وأقوى من "ديتول"!

الأحد 2014/08/17
بوصعب والناجحون بالإفادات سواسية.. وأقوى من "ديتول"!
من الصور التي تم تداولها في مواقع التواصل
increase حجم الخط decrease

"وزير التربية أيضاً يحمل إفادة". قد تكون هذه التغريدة، الأكثر تداولاً في صفحات لبنانيين أسرهم حدث منح الطلاب اللبنانيين إفادات نجاح مدرسية في الشهادتين الثانوية والمتوسطة. تهكموا وتضامنوا وسخروا.. ولم ترحم تعليقاتهم الدولة اللبنانية، ولا هيئة التنسيق النقابية ولا الطلاب أنفسهم. تساوى الناجح بالفاشل، والمجتهد بالمتقاعس... وكثرت صور "الحمير" في إشارة الى فاشلين ما كانوا لينجحوا لولا قرار الوزير.

والحدث، كما سائر المنعطفات اللبنانية، أثار إنقساماً سياسياً بين مؤيد لقرار الوزير، ومدافع عن هيئة التنسيق التي "خرجت من المولد بلا حمّص". صدامها مع السلطة، وتعنّتها في حقها بسلسلة الرتب والرواتب، "أديا الى خسارتها الرهان مع سلطة لا يتحداها احد". و"بسبب بوصعب"، أي وزير التربية، "لبنان يدخل كتاب غينيس بنسبة نجاح ١٠٠٪ في الشهادات الرسمية لهذا العام"، كما قال أحد المغردين، في حين غرد آخر "طلع حنا غريب عن هالشعب.. ونعمة غير محفوظة حقوقو"!

وما كان الكشف عن أن وزير التربية يحمل إفادة بدلاً من الشهادة ليتحقق، لولا تأييد الإعلامي طوني خليفة لقراره، بالإعلان عن أنه يحمل إفادة ايضاً، قائلاً: "عفكرة معالي الوزير انا ناجح سنة الـ87 بافادة.. مبين على شكلي شي؟"، فجاء رد الوزير "تويتر" قائلاً: "انا كمان يا طوني في نفس السنة"، فرد عليهما  احد المغردين "شي مرة حدا سأل عن شهادتن مثلاً؟" وأعيد توجيه التغريدة مرات عديدة، فيما تداولها الناشطون كصورة، للدلالة على أن الناجحين بإفادة، "يستكملون دفعة الوزير"، وأنه "يتقاسم معهم المصير نفسه"، على الرغم من أن مؤيدين له جددوا الإشارة الى أنه "كان يتبوّأ منصباً أكاديمياً ما يعني أن الإفادة مفيدة".

ولم ترحم تعليقات الناشطين في مواقع التواصل أياً من فرقاء القرار، ولا حتى المستفيدين منه. وتحت هاشتاغ #إفادات، كان للفاشلين حصة كبيرة من التعليقات. وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات وصور كتب فيها "فادي ما انتحر.. فادي اخذ افادة يا ام فادي، وطلع ناجح مش حمار". كما استعان المغردون بمسرحية زياد الرحباني الذي قال فيها "ابنك ذكي يا ثريا بس حمار". وشنت حملات على الفاشلين، مثل "فاشل نجح بافادة والو عين يفرقع!".

تفاوتت التعليقات بين المواقف من هيئة التنسيق. وعلى الرغم من أن مطالبها تمثل غالبية الاساتذة، إلا أن للمغردين رأياً آخر. رأى بعضهم ان "حنا غريب ونعمة محفوظ يتنافسان على نجومية إعلامية"، فيما اعتبر آخرون أن "هيئة التنسيق تبحث عن هيبتها لا عن حل للتلاميذ". ووسط هذا الجدل، يخرج مؤيدون لها، وهم كثر، بالقول إن "هيئة التنسيق تتظاهر منذ 3 سنوات ويجب ان تضغط على الدولة اكثر وقرارها بعدم التصحيح صائب".

والى جانب التعليقات الكثيرة، إتشرت صور مركبة في "انستغرام"، فنشرت صفحة "نكتجية لبنانية" صورة كتب عليها "هل تعلم ان نسبة النجاح في لبنان 2014 فاقت نسبة قضاء ديتول على الجراثيم؟" كما نشرت صفحة  "nekat free style" صورة كتب عليها "هل تعلم ان نسبة النجاح في لبنان بلغت 100 بالـ100.. عباقرة يا اخي عباقرة".

وفيما جذبت الصور والتغريدات، أنظار عدد كبير من الجمهور اللبناني والعربي من جميع الاطياف، بقيت الأسئلة الجدية بلا إجابات: هل تستطيع الجامعات والمدارس اللبنانية ان تحمل عبء 148 الف طالب؟ وماذا عن العام الدراسي الجديد؟ أسئلة لم يجد لها الناشطون حلولاً بموازاة بحثهم عن نكتة تجذب متابعين وعلامات الإعجاب.

increase حجم الخط decrease