الأربعاء 2013/07/17

آخر تحديث: 06:58 (بيروت)

"طيارة من ورق".. بلا إيديولوجيا

الأربعاء 2013/07/17
"طيارة من ورق".. بلا إيديولوجيا
increase حجم الخط decrease
 "مجلة سورية نصف شهرية للأطفال بين سن السابعة والرابعة عشرة"... هكذا تعرف عن نفسها مجلة "طيارة ورق"، الابن الشرعي الأول لجريدة "عنب بلدي" الصادرة في مدينة داريا بريف دمشق، بالتعاون مع مجموعة الدعم النفسي وحماية الطفل و"منظمة الحراك السلمي السوري". وتُميز المجلة توجهها مباشرة عن مجلة "أسامة" الصادرة عن وزارة الثقافة السورية، والتي تصف نفسها بأنها "مجلة الطفل العربي"، مقصية بذلك الطفل السوري الكردي أو الأرمني أو الشركسي أو الآشوري أو التركماني.
 
في بداية آذار/مارس الماضي، صدر العدد الأول من "طيارة ورق"، بينما صدر العدد الأخير، الأحد الماضي. عشرة أعداد حتى الآن أصدرها طاقم عمل لا يزيد عن سبعة أشخاص بالإضافة إلى رسامين يعملون بشكل تطوعي.
 
تقول رئيسة تحرير المجلة حنان لكود لـ"المدن إن "هناك أهداف نود إيصالها للطفل.. أهمها زرع مبادئ الحب والسلام والتعاون والتضامن وقيم المساواة والمصداقية والإبداع". وتضيف أن "طيارة ورق" تعمل على "دعم الطفل السوري ليكون أقوى في مواجهة ظروف العنف التي يعيش في ظلها منذ أكثر من سنتين، فنعلمه كيف يفرغ انفعالاته ويستفيد من اللعب في دعم ذاته وتكوين شخصيته المستقلة والسليمة".
 
وتتم طباعة عدة آلاف من النسخ لكل عدد، وبشكل متفاوت بين عدد وآخر، مع توزيعها في مناطق مختلفة داخل وخارج سوريا منها: مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، وفي مركز منظمة "نجدة ناو" في مخيم شاتيلا في لبنان، وفي مدينتي مرسين وأطمة التركيتين حيث لجأ عدد كبير من السوريين، وفي مناطق متعددة من الغوطة الشرقية وداريا بريف دمشق وفي مناطق من ريف إدلب.
وتوضح لكود أن "من أبرز المصاعب التي تواجهنا هي توزيع الأعداد في المناطق التابعة للنظام (السوري) فالحواجز لا تسمح بمرور القرطاسية والألعاب للأطفال ولا حتى المجلات كمجلة طيارة ورق وتوزيعها يشكل خطورة على الناشطين". وتشير رئيسة تحرير المجلة إلى أن عدم وجود تمويل كاف هو ما يحول دون طباعتها وتوزيعها في أماكن أكثر داخل سوريا وفي مناطق تواجد اللاجئين السوريين في دول الجوار، داخل المخيمات وخارجها.
 
بدأت المجلة المخصصة للأطفال بثماني صفحات نصف شهرية وبأبواب بسيطة، ثم أخذت تجربتها تنضج العدد تلو الآخر، فارتفع عدد الصفحات إلى 12 ودخلت القصص المصورة- الكوميك عبر تعاون مع صفحة "كوميك لأجل سوريا" في تقديم سلسلة بعنوان "مغامرات عزة وعلاء". وتضم صفحات "طيارة ورق" قصصاً عن شخصيتين إضافيتين هما "يوميات هبة"، و"ليلى وأبجدية الربيع"، ما قد تحتاجه المجلة أيضاً قصصاً متسلسلة أبطالها من الذكور، لخلق حالة من التوازن، خاصة أن طاقم التحرير أنثوي في معظمه.
 
ما نجحت فيه المجلة النصف شهرية بامتياز كان ابتعادها عن الأدلجة، إذ لم تسقط في فخ قولبة الأطفال سياسياً في ظل الاستقطاب الحاد الذي تشهده البلاد، وهو فخ سقطت فيه مشاريع تعليمية وفنية عدة موجهة للأطفال السوريين، رغم أنها خرجت عن أشخاص يفترض أنهم أكثر خبرة وتأهيلاً.
وتحمل المجلة، كما معظم مجلات الأطفال، أبعاداً تعليمية، وقصصاً ذات جوانب تعليمية وتوعوية، وقسماً ثابتاً للأشغال اليدوية وفقرات ورسوم علمية. وعلى الرغم من كل المصاعب، فقد فتحت في الباب في أكثر من عدد لمساهمات أصدقاء المجلة من الأطفال الذين قدموا عددا من الرسوم.

298550_586790251354326_1756841812_n.jpg
increase حجم الخط decrease