الجمعة 2014/06/13

آخر تحديث: 14:45 (بيروت)

سامبا البرازيل: في أقدام اللاعبين دون الاستعراض

الجمعة 2014/06/13
increase حجم الخط decrease

أكثر من نصف سكان الأرض، بحسب التقديرات، شهدوا أمس حفل افتتاح كأس العالم 2014 الذي تستضيفه البرازيل في مدينة ساو باولو. الحفل الذي اعتبره البعض أدنى من التوقعات، أقيم في ملعب أرينا ساوباولو، وحضره 12 رئيس دولة والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقام فيه كل من النجوم بيت بول وجنيفر لوبيز وكلاوديا لييت، بأداء الإصدار الجديد من أغنية كأس العالم "نحن واحد" We Are One.

الملعب الضخم، بسعة 57 ألف متفرج، لم يكن ممتلئاً أثناء الحفلة كما كان متوقعاً، المقاعد البيضاء الفارغة بدت واضحة عبر الشاشات والكاميرات التي حاولت إخفاءها بالإلتفاف والتركيز على العرض. في الخارج، وعلى الطرق المؤدية إلى الملعب، شهدت المدينة الجنوبية تظاهرات منددة بالمونديال والحكومة البرازيلية، وقد تمت مواجهتها من قبل رجال الأمن حيث أصيب اثنان من مراسلي "سي إن إن" في المواجهات. خبر التظاهرات تمثّل في تغريدة، انتشرت بشكل كبير في "تويتر" ورافقتها عشرات التعليقات للمستخدمين حول العرض القائم.

داخل الملعب أدّى ما يقارب الـ660 راقصاً وراقصة لوحات جميلة ومتناغمة تمثل مشاهد حركية في غابات الأمازون، حيث أدت راقصات دور قطرات المياه في شكل أنهار تحمل قواربن وارتدى آخرون أزياء تمثّل أشجاراً أمازونية ونباتات الأروكاريا (كما يظهر في صور "وكالة الصحافة الفرنسية" أعلاه). وفي فصل خاص بكرة القدم قام استعراضيون، يرتدون ملابس تشبه تفاصيل الكرة، باستعراض مميز.


كل هذه الاستعراضات ورقصات "السامبا" تمركزت حول كرة رقمية ضخمة وملونة، توسطت الملعب، عُرضت عليها لقطات من المونديال الماضي وعبارات ترحيب بلغات مختلفة، إضافة إلى الخلفيات المتحركة والمشاهد اللونية المتناغمة مع ثيمات العرض المتوالية على أرض الملعب.


الكرة الرقمية كانت مركز الانتباه لكل من تابع العرض. ضخامتها وتقنيتها العالية أدهشت الجمهور حينما فتّحت كالوردة لتتحول إلى مسرح خرج إليه المغنون لتأدية نشيد المونديال. لكن عدا عن الكرة الفاتنة، وُصف العرض في وسائل التواصل الاجتماعي بالعادي و"المخيب للآمال"، مقارنة بالاحتفالات السابقة التي اتسمت بتقنيات أعلى ومشاهد مدهشة، خصوصاً على مستوى الإضاءة، اللعبة التي افتقدها البرازيليون بسبب إقامة الحفلة في ضوء النهار.

وكان لافتاً أن حفلة الافتتاح، التي بلغت كلفتها ثماني ملايين دولار أميركي، لم تعجب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. أغنية المونديال لهذا العام بحسب المغردين في "تويتر"، لم ترق إلى أغنية شاكيرا "واكا واكا" في المونديال الفائت، إضافة إلى أنها، بحسب أحد المغردين "تمثيل رديء لتاريخ غني من الموسيقى البرازيلية". أداء الرقصات أيضاً كان فقيراً وضعيفاً، مقارنة بقدرة البرازيليين على الرقص والأداء، حيث لم تنل السامبا حصتها كما يجب من العرض. كثير من المعلقين في وسائل التواصل الاجتماعي لم يصدقوا أن العرض انتهى هكذا، "بهذه السهولة".

بعد انتهاء العرض امتلأت المدرجات بمشجعي فريق البرازيل لتشجيع فريقهم في مواجهة منتخب كرواتيا. بدا البرازيليون غير مهتمين بالعرض ذي التكاليف الباهظة. شغفهم بكرة القدم وبتاريخ فريقهم العريق طغى على اهتمامهم بالشكل والاستعراض، خصوصاً في الظروف الحالية للبرازيل. 


فاز البرازيليون، كعادتهم، في المباراة الافتتاحية، لكنهم في المقابل خسروا استنهاض دهشتنا واهتمامنا بثقافتهم وفنهم أسوة برقص لاعبيهم في كرة القدم.

increase حجم الخط decrease