الخميس 2018/08/30

آخر تحديث: 10:17 (بيروت)

قادة فصائل المعارضة في الحج: البحث عن الدعم؟

الخميس 2018/08/30
قادة فصائل المعارضة في الحج: البحث عن الدعم؟
(المدن)
increase حجم الخط decrease
جمع الحج هذا العام، وفي مشاعر واحدة، معظم قادة فصائل المعارضة السورية، فيما تعيش حاضنتهم الشعبية حالة خوف من مجهول مقبل على إدلب، أو شظف العيش في خيام التهجير المنتشرة في ريفي حلب الشمالي وإدلب، آخر معاقل الثورة السورية.

في عرفات حيث "الحجّ عرفة"، ركن الحج الذي لا يصحّ دونه، جَمَعت خيمة مُخصّصة للحجاج السوريين قياديين بارزين في "جيش الإسلام" مع مدنيين بعضهم كانوا ضحايا الجيش في الغوطة الشرقية. حاج سوري قال: "الحمد لله الذي أكرمني الحج، ولكن كتب الله علي أن يحجّ معي بنفس السنة.. لا بل بنفس الفندق ونفس خيمة عرفات، قيادات جيش الإسلام الذين ظلمونا واختطفوا والدي منذ أكثر من سنتين ونصف".

وانتشر قادة الفصائل بين الخيام المخصصة للسوريين. في إحدى خيام عرفات، كان قائد أركان "جيش الإسلام" علي عبدالباقي، حاضراً ومعه نحو 20 قيادياً من الصف الأول والثاني، أبرزهم القائد الأمني ومسؤول السجون المكنّى بـ"أبو قصي توبة"، ومن بينهم عبدالله علوش، نجل مؤسس "جيش الإسلام" زهران علوش.

وعلى بعد أمتار من خيمة قياديي "جيش الإسلام" كان القائد العام لـ"فيلق الرحمن" عبدالناصر شمير، وقياديين آخرين من "الفيلق"، خصم "جيش الإسلام"، بعدما فرّقهما الخلاف وجمعهما التهجير القسري إلى الشمال السوري.

ويُديرُ ملف الحج السوري مكتب الحج التابع لـ"الائتلاف السوري" المعارض. وبحسب إحصائيات شبه رسمية، فقد بلغ عدد حجيج هذا العام نحو 19000 حاج سوري، يضاف إليهم 200 حاج سوري استفادوا من منحة ملكية سعودية، تحت وصف "ضيوف خادم الحرمين الشريفين".

وانتشر على صعيد عرفات قياديون آخرون من مختلف مناطق المعارضة السورية، ما أثار غضب المدنيين المعارضين للنظام، إذ أن الحجّ لهذا العام جاء في وقت يترقب فيه الجميع مصير إدلب الغامض، وتحشيد النظام وحليفه الروسي عسكرياً وإعلامياً للمعركة. كما أن آثار عمليات التهجير القسري بحق عشرات الآلاف لا تزال بادية على المهجرين، ويُحمّلُ أولئك قيادات المعارضة العسكرية مسؤولية الوصول إلى هذه النتائج، خاصة فصائل الغوطة وجنوب دمشق.

وما زاد من حنق الحاضنة الشعبية للمعارضة السورية على حجيج هذا العام، انتشار صور لقائد "فرقة الحمزات" الملقب بـ"أبو عمشة" في حجّ بيت الله الحرام، في الوقت الذي سُرِّبت فيه مقاطع مصورة وصوتية تشير إلى تورطه بقضية اغتصاب زوجة أحد عناصره.

وكان لمحافظة حلب حضور قوي في حجّ هذا العام، فضمت قوافل الحج السورية قياديين عسكريين بارزين في فصائل المعارضة بحلب، سواء من "درع الفرات" المدعومة من تركيا، أو فصائل أخرى كـ"فيلق الشام"، وأعضاء مجالس محلية ومجلس محافظة حلب الحرة.

عيون الحجيج من الفصائل كانت متجهة نحو شخصيات المعارضة من "درع الفرات"، وتحديداً المقربة من تركيا. مصدر مطلع، قال لـ"المدن"، إن "عيون الفصائل، وتحديداً المُهجّرة التي فقدت أرضها ومكانتها العسكرية، كانت متجهة لشخصيات لها وزنها في ريف حلب الشمالي، تتلمس إعادة تشغيلها في محلّ إقامتها الجديد".

ويشير إلى ذلك، ما نشره "جيش الإسلام" قبل موسم الحج بأيام لصور قال إنها لبناء مقرات له في ريف حلب الشمالي، وسبق ذلك إقامة "فيلق الرحمن" معسكر تدريبي لعناصره في إحدى المناطق العسكرية في مدينة عفرين.

ومن الشخصيات التي كانت حاضرة في حجّ هذا العام، القائد العام لـ"لواء السلطان مراد" محمود حاج حسن، أحد أبرز الفصائل المدعومة من تركيا، وذات النفوذ القوي في ريف حلب الشمالي. وبحسب شهود عيان، تحدثوا لـ"المدن"، فقد لازم حاج حسن عدداً من الشخصيات العسكرية خلال مشاعر الحج، بمن فيهم قيادي في "جيش الإسلام". مصدر قال لـ"المدن"، إن "جيش الإسلام يبحث عن إعادة تفعيل نشاطه العسكري في مهجره، وبدأ فعلاً بتحضير قوائم بأسماء عناصره المتبقين في الشمال، ولكن حتى الآن لم يتمكن من تجميع 15 في المائة من أصل عناصره السابقين".

ولم يخلُ حج الفصائل والشخصيات المعارضة من تحديد مصالحهم المستقبلية، أو الحديث بخلافاتهم الفصائلية، أو التحضير لانتخابات هيئات إدارية. وكان بإمكان المتجول بين خيام الحجيج تصنيفهم وفقاً لتوجهاتهم السياسية، أو تصنيفهم إذا كانوا معارضة عسكرية أو مدنية من خلال الأحاديث الجانبية هنا وهناك.

ورغم تغيّر الموقف السعودي الرسمي من دعم المعارضة في سوريا، إلا أن مصادر قالت لـ"المدن" إن الفصائل المقربة من السعودية استغلت موسم الحج لإجراء اتصالات جديدة مع الجانب السعودي على هامش موسم الحج. مصدر قال لـ"المدن" إن "وفد جيش الإسلام إلى الحج أقام طيلة فترة الحج مع الحجاج السوريين، ونزل بمكان إقامتهم"، ولكنه لم يستبعد في الوقت نفسه، حضور الوفد اجتماعات، أو إجرائه اتصالات على هامش إقامته، إذ كان "اختفائهم عن الناس واضحاً".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها