الجمعة 2018/04/06

آخر تحديث: 12:14 (بيروت)

"جيش الإسلام" يُفرّغُ دوما من معارضيه؟

الجمعة 2018/04/06
"جيش الإسلام" يُفرّغُ دوما من معارضيه؟
تعثر تنفيذ اتفاق دوما (Getty)
increase حجم الخط decrease
منع النظام خروج قافلة جديدة من المُهجّرين قسرياً من مدينة دوما في الغوطة الشرقية إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي، الخميس، لقلة عدد المغادرين على متنها. وحلّق الطيران الحربي في سماء دوما كتهديد للمدنيين داخلها.

وبُعيد منع القافلة من الخروج أعلنت وسائل إعلام موالية للنظام عن تعثر تنفيذ اتفاق دوما بسبب ما وصفته ب"خلاف بين الجناحين العسكري والسياسي لجيش الإسلام". وقال مصدر محلي لـ"المدن": "خرجت الدفعة الجديدة من مدينة دوما، الخميس، عبر مخيم الوافدين ولكن أعداد المهجرين على متنها قليل جداً، فمنعها النظام من مواصلة طريقها إلى الشمال، وأعاد القافلة إلى داخل المدينة"، مشيراً أن النظام استعرض طيرانه الحربي فوق سماء المدينة مهدداً المدنيين". المصدر ذاته قال إنه من المفترض أن تخرج القافلة الأخيرة من دوما إلى جرابلس الجمعة.

وبلغ عدد المُهجّرين من مدينة دوما نحو 4500 شخص، خرجوا على أربع دفعات، ثلاث منها اتجهت إلى مناطق "درع الفرات" المدعومة من تركيا، وواحدة إلى إدلب تحمل على متنها نحو 1400 شخص ضمن اتفاق "فيلق الرحمن" مع روسيا. مصادر محلية قالت لـ"المدن" إن "القوافل التي خرجت إلى جرابلس في ريف حلب حملت على متنها جرحى ومقاتلين لجيش الإسلام".

وأفرغت القوافل مدينة دوما من معظم الناشطين الإعلاميين والعاملين في منظمات المجتمع المدني، فضلاً عن رموز ثورية مثل رئيس "مجلس محافظة ريف دمشق الحرة" المهندس أكرم طعمة، وغيره من أعضاء حاليين وسابقين في المجلس المحلي لمدينة دوما. ووجه ناشطون اتهامهم لـ"جيش الإسلام" بإفراغ دوما من معارضيه.

وقال مصدر لـ"المدن" إن "جيش الإسلام" أخفى بنود الاتفاق مع الروس، وفتح الطريق أمام الراغبين في الخروج، فيما ضغط على شخصيات معارضة له للخروج ومن بينهم قائد ما كان يُعرفُ بـ"جيش الأمة" أبو صبحي طه، والذي كان معتقلاً في سجون "جيش الإسلام" منذ ثلاث سنوات، وأطلق سراحه خلال حملة النظام العسكرية الأخيرة على الغوطة.

مصدر آخر مقرب من شخصية ثورية غادرت دوما إلى جرابلس، قال لـ"المدن" إن "الجيش أرسل رسائل لبعض الشخصيات الثورية في المدينة تحمل لغة تهديد بضرورة مغادرة المدينة، رغم أنه كان قد أقنعهم في الأيام السابقة بضرورة خروج كامل المدينة بموقف واحد وثابت وهو البقاء في المدينة".

ويشكو مدنيون غموض موقف "جيش الإسلام" وضبابية مصير مدينة دوما. وبينما يرسل "جيش الإسلام" رسائل طمأنة للمدنيين بسير عجلة التفاوض نحو الأفضل لصالح المدينة وأهلها، يوجه رسائل عسكرية للنظام، آخرها جولة لقائد أركان "الجيش" في المدينة، الخميس، وهو يتفقد نقاط الرباط في محيطها. مصادر محلية قالت لـ"المدن": "بين سياسة جيش الإسلام وعسكرته نقف حائرين.. هل نغادر المدينة قبل أن تتحول إلى منطقة عسكرية؟ أو يجد جيش الإسلام حلاً يوقف عملية التهجير القسري؟".

وكان "جيش الإسلام" قد قال تقارير سابقة لـ"المدن" إن "مفاوضاته للبقاء وليس للخروج" من دوما.

ويبدو أن غموض سياسة "جيش الإسلام" الأخيرة حيال الحلول السياسية والعمليات العسكرية، انعكست على مكونات الجيش ذاته، فالقرارات السياسية تدار من مجموعة صغيرة من القادة قد لا يعلمها حتى قادة عسكريين في الجيش.

وقال مصدر مقرّب من "الجيش" إن عسكريين منه يتتبعون أخبار المفاوضات التي تجريها قياداتهم من مصادر خارجية، لعدم توفر المعلومات من جهة، وخشية عدم دقتها من جهة أخرى، وطلب بعض العاملين في "الجيش" مغادرة دوما، ولكن طلبهم قوبل بالرفض. المصدر قال لـ"المدن" إن "الراغبين بالخروج من دوما إلى جرابلس عبر قافلة التهجير القسري عليهم الحصول على ورقة موافقة من مكتب جيش الإسلام الأمني، وطلبات عسكريين من الجيش جاءت بالرفض".

ويعّول من تبقى في مدينة دوما من المدنيين إلى جانب عاملين في "جيش الإسلام" على "الورقة التفاوضية" التي يملكها "الجيش"، والتي لم تُعرف ماهيتها حتى الآن، لإنقاذ مدينة دوما من أي عملية عسكرية مستقبلية. ولكن لهجة النظام التصعيدية وتلويحه بالحل العسكري إذا رفض "جيش الإسلام" الخروج من دوما، تزعزع الثقة بين الجيش وحاضنته الشعبية، وتُظهر خلافات جديدة بين أركان "الجيش".

وأعلنت روسيا والنظام عبر منصاتهما الإعلامية أن "جيش الإسلام" وافق على إجلاء المسلحين من دوما، وهو ما نفاه الأخير. وخرج على متن القافلات عدد قليل من مقاتلي "جيش الإسلام" إلى جانب جرحى ومدنيين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها