الخميس 2015/02/05

آخر تحديث: 18:18 (بيروت)

"جيش الاسلام"يفرض حالة طوارئ في دمشق..والنظام يدمّر الغوطة

الخميس 2015/02/05
"جيش الاسلام"يفرض حالة طوارئ في دمشق..والنظام يدمّر الغوطة
نسف طيران النظام المشفى الميداني في دوما، وأسفرت الغارات عن مقتل 16 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
فرضت الحواجز المنتشرة بكثافة في شوارع العاصمة السورية دمشق، صباح الخميس، تشدداً استثنائياً. فخضع كافة المارة لتفتيش دقيق، شخصي. وتمّ التدقيق في بطاقات أصحاب السيارات المتحركة، النادرة هذه الأيام، وفي رخص سوقها. وقد منعت الدراجات الهوائية من الحركة في الشوارع. ومُدت حبال في الشوارع لقطعها، ومنع حركة السيارات فيها.

وظهر التوتر على عناصر قوات النظام، المتأهبة على الحواجز، واضحاً، الخوف بادٍ على وجوههم، ربما بسبب تفجير جبهة النصرة لحافلة قبل أيام، في قلب دمشق. وقد تغيب كثير من الناس عن أعمالهم، وظلوا في منازلهم، يقضون الوقت بمتابعة ماذا سيحدث في قلب دمشق.

صباح الخميس، انهمرت الصواريخ بشكل كبير على قلب العاصمة، وأصابت كافة الأحياء تقريباً؛ أبو رمانة حيث قصر الرئاسة والمربع الأمني، والمهاجرين والبرامكة، إلى باب توما والعباسيين، وشارع بغداد والمزرعة والتجارة والقصور، وساحة الأمويين وساحة المرجة، وكفر سوسة وبالقرب من القيادة العامة للمخابرات. وسقطت قذائف الهاون بالقرب من مدرسة عباس الحامض، جوار وكالة الأنباء السورية "سانا"، وفي محيط مدرسة الأندلس في الحلبوني، ومدرسة جميل الخاني في باب السريجة. وقتلت امرأة في مدرسة ابن خلدون. وسقطت القذائف على منطقة المزة 86، والتي تعدّ مقراً للشبيحة، والتي تقع بالقرب من المزة فيلات المنطقة الخاصة بكبار الضباط والوزراء ورجال الأمن.

أوقفت المدارس الحصص الدراسية، وتمّ إنزال الطلاب إلى الأقبية، وتوافد الأهالي لاصطحاب أولادهم إلى المنازل، مع تزايد سقوط القذائف. وأصدرت جامعة دمشق قراراً بتأجيل الامتحانات، ليوم واحد. وسقطت قذيفة هاون على كلية التربية وأخرى على كلية الحقوق المقابلة لها، وثالثة على كلية التجارة تسببت بقتل شخص. دمشق الفارغة من الحركة، أصبحت منطقة عسكرية، كما أعلنها، منذ الثلاثاء، قائد جيش الإسلام زهران علوش.

النظام أخذ تهديدات زهران بجدية، فتهيأت المشافى والهلال الأحمر انتظاراً للصواريخ والقذائف، ونشرت الكثير من المواقع والصحف أن أعداد الجرحى كبيرة، وأما القتلى فأقل من عشرة أشخاص.

لم يحقق زهران أية إصابات لمراكز أمنية ولا عسكرية، رغم أنه قال، الثلاثاء: "رداً على الغارات الجوية الهمجية التي ينفذها النظام على مدينة دوما وبقية مدن الغوطة الشرقية، وبسبب اكتظاظ العاصمة بالثكنات العسكرية والمراكز الأمنية ومقرات القيادة والسيطرة التابعة للنظام، فإننا نعلن مدينة دمشق بالكامل منطقة عسكرية ومسرحاً للعمليات، ونرجو من كافة المدنيين وأعضاء البعثات الديبلوماسية، وطلاب المدارس والجامعات عدم الاقتراب من أي مقر من مقرات النظام أو حواجزه أو المسير بجانب السيارات التابعة للنظام أو التجول أثناء أوقات الدوام في شوارع العاصمة، مع توخي الحيطة والحذر الشديدين".
وفي تغريدة جديدة، الخميس، في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال زهران، بإن معلومات مؤكدة لديه، تفيد بأن قوات النظام في فرع فلسطين وإدارة أمن الدولة، تقوم بإطلاق قذائف الهاون على التجمعات المدنية، وخاصة حي الميدان، لتشويه صورة جيش الإسلام.

وتأتي الصورايخ على دمشق بعد أن فرض زهران سلطته المطلقة، على معظم أرجاء الغوطة، ويريد أن يتفرغ الآن، لمهاجمة العاصمة، الحصن الأخير للنظام؛ الهدف الذي تأخر كثيراً التصويب نحوه. لكنه بصواريخه وقذائفه، يقتل المدنيين والطلاب، وبذلك ينتقل إلى منافسة النظام في قتل الأبرياء.

وكان طيران النظام الحربي، قد نفّذ الخميس، ما لا يقل عن 34 غارة، على الغوطة الشرقية، وسط استمرار قصف قواته لمدن دوما وعربين وزملكا. ونسف طيران النظام المشفى الميداني في دوما، وأسفرت الغارات عن مقتل 16 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء، وسقوط مئات الجرحى. كما قتل 20 شخصاً بغارات على مدينة كفربطنا.

وشهد فجر الخميس، محاولة النظام اقتحام مدينة دوما، عبر حشود عسكرية ضخمة على جبهة مخيم الوافدين. وتمكنت قوات المعارضة من صد الهجوم، بالتزامن مع قصف عنيف من قبل ثكنات قوات النظام في المخيم، المطلة على دوما. واستخدمت قوات النظام الأسلحة الثقيلة وصواريخ أرض –أرض، وبراميل الفيل المتفجرة، والقنابل الفراغية. وكان جيش الإسلام قد شنّ من جهته هجوماً مباغتاً على تل كردي شرقي الغوطة، قتل خلاله 20 عنصراً من قوات النظام.

وكانت قوات المعارضة المسلحة، قد استعادت السيطرة، الأربعاء، على مسجد بدر وعدد من الأبنية، في حي جوبر شرق العاصمة دمشق. في حين تستمر المعارك على أطراف جوبر، وعلى المتحلق الجنوبي، بعد حشد النظام لقوات ضخمة في محاولة لاقتحام الحي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها