الأحد 2014/10/26

آخر تحديث: 16:13 (بيروت)

التحولات في جيش النظام

الأحد 2014/10/26
التحولات في جيش النظام
الحسن، يتبع مع المناطق الثائرة، سياسة الأرض المحروقة، ويقتل بوحشية عناصره الذين يُكشف تعاملهم مع الثوار (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
بعد اقتحام قوات النظام، منطقة الدخانية المحاذية لأحياء دمشق الشرقية، قامت بإيقاف عربات النقل العامة، وخطفت منها الشباب، ممن يتمتعون ببنية جسدية جيدة، وذلك من أجل أعمال "السخرة"؛ كحفر الخنادق ونقل أكياس الرمل وبناء الدشم وإخلاء الجرحى. وقد يغيب هؤلاء الأشخاص لمدة أسبوع أحياناً، وتنقطع أخبارهم عن ذويهم، بعد أن تُؤخذ منهم بطاقاتهم الشخصية، وهواتفهم المحمولة. هذا السلوك بدأته حواجز النظام المنتشرة في قلب دمشق، وقد تكرر الأمر في مناطق مختلفة.

في السياق ذاته، تم إيقاف شباب جامعيين، وتمزيق أوراق تأجيلهم العسكري، وسوقهم فوراً، إلى مراكز التوزيع العسكري، للتدريب، ومن ثم إلى جبهات القتال ضد المناطق السورية المنتفضة. هذه الواقعة معروفة منذ فترة طويلة، ولكنها بدأت تحدث على نطاق واسع مؤخراً. ويتم الأمر عبر مخاتير الأحياء، ومن دون تبليغ مسبق، وكأن هناك قراراً مركزياً بذلك، خشية تهرب المطلوبين من الخدمة العسكرية الإجبارية. ووصلت نسبة التهرب من "خدمة العلم" إلى مئات الآلاف، على امتداد الخارطة السورية. وأكد بعض المتابعين هروب مجموعات من الشباب إلى أعالي الجبال، وتحديداً في اللاذقية، معقل النظام، خوفاً من إجبارهم على القتال. ويشار أن أعداد القتلى، في مناطق العلويين في طرطوس واللاذقية تصل إلى عشرات الآلاف.

ويذكر أنّ انشقاق أعداد كبيرة من ضباط جيش النظام، وسجن وقتل الآلاف منهم، والاستعاضة عنهم بـ"الشبيحة"، ومليشيا حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية، أحدث خللاً خطيراً في بنية جيش النظام. وهو يحافظ أيضاً، على قسم من قوات النخبة لديه لحماية العاصمة، في حين يحرص على عدم اشراك فرق وقطع عسكرية كاملة، بالعمل الميداني خشية الانشقاق. هذا النقص في القوات، والنزيف الحاد لافراد الجيش، دفع النظام لسوق المطلوبين إلى الخدمة قسرياً، وخطفهم على الحواجز، وتمزيق أوراق تأجيل طلاب الجامعات عن خدمة العلم. كما تمّ مؤخراً تخفيض سن المطلوبين إلى خدمة الإحتياط إلى مواليد العام 1982، في حين يؤكد بعض المطلعين أن خدمة الاحتياط تشمل حتى مواليد العام 1972.

من جهة أخرى، تناقلت وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الإجتماعي، خبراً يقول بإن الضابط الكبير في قوات النظام، العقيد سهيل الحسن، صار يقود جيشاً خاصاً. وقوة الحسن، تأتي من صلاته القريبة بالنواة الصلبة للنظام، وبسبب خدمته لها من دون شروط ولا طموح سياسي. يضاف إلى ذلك، وجوده المستمر في ميدان القتال، واستفادته من تسهيلات خاصة تعطى له؛ من قوات برية وجوية واستخباراتية، بإشراف روسي وإيراني. كما يتمتع بـ"كاريزما" خاصة لدى جنوده. الأمر الذي مكّنه من احتلال مناطق، في حلب وحماة. الحسن، يتبع مع المناطق الثائرة، سياسة الأرض المحروقة، ويقتل بوحشية عناصره الذين يُكشف تعاملهم مع الثوار، ويقال إنه لم يذهب إلى منزله أبداً منذ دخوله الحرب. للحسن تؤلف الأغاني، ويوصف بأنه الجندي المخلص للرئيس السوري.

وبالاضافة الى أن قوات الدفاع الوطني "الشبيحة"، توالي رموزاً في النظام؛ فإن جيش النظام، تحول مع الوقت إلى قوات لها ولاءاتٍ شخصية. وإذا تمّ استثناء قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، اللتين تتمتعان بدعم مالي وعسكري كبير، فإن بقية فرق الجيش باتت تعتاش من نهب المناطق التي تُخضعها. الأمر الذي فرّغ مؤسسة الجيش من أي ميل أو عقيدة وطنية، وجعل من مناصب الضباط ومواقعهم فيها، تتحدد وفق الولاء الكامل لرأس النظام. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها