الخميس 2014/08/14

آخر تحديث: 10:53 (بيروت)

مصر: عام على مذبحة رابعة.. أين القتلة؟

الخميس 2014/08/14
مصر: عام على مذبحة رابعة.. أين القتلة؟
أنصار الإخوان: الميادين ستشهد أعداداً غفيرة تطالب بالقصاص العادل لدم من قُتلوا غدراً (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

تمر الخميس، الذكرى الأولى لأكبر مذبحة في تاريخ مصر الحديث. فض اعتصام الاخوان المسلمين في ميدان رابعة عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. ذكرى القتل العشوائي والدماء التي سالت ولم تتوقف حتى الآن، على الرغم من تصفية الجماعة سياسياً بسيف القضاء، وإبعادها عن سدة الحكم، بل والحياة أيضاً.

في الرابع عشر من آب/ أغسطس 2013 اقتحمت قوات الأمن ( الجيش والشرطة والقوات الخاصة) ميدان رابعة العدوية، حيث اعتصم الآلاف من أعضاء الجماعة والمتعاطفين معهم، ليسقط نحو ألف شخص بحسب تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش قبل يومين، و650 قتيلاً طبقاً لبيان وزارة الصحة المصرية، في واحدة من أبشع جرائم القتل الجمعي التي لم تشهد لها مصر مثيلاً في تاريخها الحديث. وبعيداً عن أرقام الضحايا المفجعة، يظل السؤال الحائر منذ عام: أين القتلة؟ أين لجان تقصي الحقائق التي تم تشكيلها من قبل الدولة للوقوف علي حقيقة ما جرى وإعلانه للرأي العام؟ المحصلة بعد عام: لا شيء.


لا التقارير التي قدمتها جهات محسوبة على النظام، المتورط في المذبحة ، ذكرت تفاصيل ما جرى، ولا الحديث المحموم عن وجود أسلحة في خيام الاعتصام ذكر أين اختفت الأسلحة بعدما تم سحق الميدان بمن فيه. لتتواصل الأسئلة ويستمر البحث عن حل اللغز: لماذا لم تعلن وزارة العدل عن نتائج التحقيقات حتى الآن؟ أين اختفى تقرير لجنة تقصي الحقائق الأولى والثانية؟


أين العدالة؟ حاضرة بالتأكيد في البث العبثي لمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك على شاشات التلفزيون، وسرده لانجازاته وصموده في وجه المؤامرات الدولية التي حيكت ضد مصر وشعبها، لكنها غائبة عن معرفة من قتل كل هذه الأعداد فى أقل من ثلاث ساعات.
النظام الجديد بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي استعد للحدث مبكراً، حيث بدأ منذ مساء الأربعاء بنشر مكثف لقوات أمن القاهرة والجيزة في جميع الأمكنة والنقاط الشرطية، حيث أعلنت وزارة الداخلية في بيان، حالة التأهب استعداداً لأي أعمال عنف محتملة، الخميس، من جانب جماعة الإخوان، وتم استدعاء وإلغاء الإجازات – طبقاً للبيان- حتى الانتهاء من الذكرى الأولى لفض اعتصام رابعة.

وقالت مصادر في وزارة الداخلية لـ"المدن" إن وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، اجتمع بعدد من القيادات الأمنية، وشدد خلال اللقاء على ضرورة الحذر في جميع المحافظات وتوقع حدوث أعمال عنف وإجراء الاحتياطات الاحترازية لها وتكثيف التواجد الأمني في مداخل ومخارج المحافظات، وتواجد القوات بالكامل في أقسام الشرطة ومباني مديريات الأمن. مضيفاً أن "ميدان رابعة" خط أحمر ولن يسمح لأحد بالتواجد أو الاقتراب منه.

قوات الأمن بدأت بالفعل مساء الأربعاء بإغلاق جميع ميادين القاهرة الحيوية (التحرير- مصطفى محمود- النهضة- رابعة العدوية) وكل الطرق المؤدية اليها، لقطع الطريق على أي محاولة من جانب أنصار الاخوان للتجمع بهذه الميادين.

لكن المواجهة بين أنصار الجماعة وقوات الأمن بدأت مبكراً، حيث خرجت تظاهرات عديدة في أماكن متفرقة بالقاهرة والجيزة في وقت متأخر من ليلة الأربعاء-الخميس، ورغم أن أعداد المتظاهرين كانت قليلة إلا أنها أرهقت قوات الأمن، وهي الاستراتيجية التي أعلنتها مواقع تابعة للاخوان حول استعداداتها لإحياء ذكرى رابعة. وأعلن تحالف دعم الشريعة الداعم للرئيس السابق محمد مرسي أن الخميس هو يوم الثأر للشهداء من القتلة وأن "الميادين ستشهد أعداداً غفيرة تطالب بالقصاص العادل لدم من قُتلوا غدراً".

وإذا كانت الدولة قد تحركت مبكرا من خلال قوات الأمن، فالجناح الإعلامي لها بدأ عملية الإسقاط مبكراً أيضاً. حيث ظهرت البرامج المسائية لتحذر الناس وتنذر الاخوان من عواقب ما سيجري الخميس. البرامج في مجملها ركزت على أن هناك خطة وضعها التنظيم الدولي للجماعة وأن القيادي محمود عزت هو صاحب الخطة التي تعتمد على "الاشتباك المباشر مع قوات الشرطة المكلفة بتأمين الميادين، بالمولوتوف أو الأسلحة النارية والبيضاء، بغرض إجبارهم على الاحتكاك وتصدير النساء والأطفال في مقدمة التظاهرات، علاوة على استهداف أقسام الشرطة بشكل مباشر".

هذا الحديث المتكرر على لسان مقدمي البرامج انتشر أيضا على المواقع الاخبارية الالكترونية مثل موقع "صدى البلد" التابع لقناة تحمل الاسم نفسه وقامت بالحصول على حق بث محاكمة مبارك ورموز نظامه بشكل حصري، ومملوكة لرجل الأعمال محمد أبوالعينين، أحد أبرز رجال لجنة السياسات للحزب الوطني المنحل.

اللافت أن ما ذكرته المواقع الاخبارية جاء متطابقاً رغم انه منسوب لمصادر خاصة، وهو ما يعني أن البيان الذي صاغته إدارة الاعلام بوزارة الداخلية نشر كما هو دون تدخل من جانب هذه المواقع.

اليوم يقف النظام الجديد في مصر على أطراف أصابعه متحفزاً لجولة جديدة ضد أنصار الاخوان، ويقف أعضاء الجماعة طالبين الثأر ممن قتل ذويهم، ويقف باقي المصريين في خوف، أملاً في مرور هذا اليوم بلا دماء.

increase حجم الخط decrease