الأربعاء 2014/09/17

آخر تحديث: 12:57 (بيروت)

لماذا قبلت القاهرة تعيين سفير اسرائيلي منبوذ؟

الأربعاء 2014/09/17
لماذا قبلت القاهرة تعيين سفير اسرائيلي منبوذ؟
السفير الإسرائيلي حاييم كورين يقدم أو راق اعتماده للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
increase حجم الخط decrease

ظُهر الأحد الماضي كان حاييم كورن، السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة، ينتظر الدور فى طابور السفراء الجدد لاعتماد أوراقة كممثل دبلوماسي لتل أبيب في القاهرة. طال الانتظار وبدأ الرجل يتململ، خصوصاً مع ظهور جمال الشوبكي، السفير الفلسطيني، الذي وقف على بعد خطوات مع أحد رجال المراسم فى قصر الاتحادية وأخذا يتهامسان ثم ضحكا بصوت مسموع.

بحسب المراسم  والتقاليد الدبلوماسية المتّبعة في قبول أوراق السفراء الجدد، يُحظر الحديث مع ممثل أي دولة إلا في أضيق الحدود، لكن ما جرى مع السفير الفلسطيني وضع علامات تعجب من جانب السفير الإسرائيلي. لحظات وسُمح  لكورين بالدخول ومقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي. خرج الرجل مبتسماً، ويبدو أن الرئيس طيّب خاطره.


ولأن المراسم تحولت الى مكايدة سياسية، فقد خرج السفير الفلسطيني الجديد في مصر قائلاً إن العلاقة بين القيادتين السياسيتين الفلسطينية والمصرية في أوج مراحل التطابق، مشيراً إلى أن مصر مضطلعة بالملف الفلسطيني منذ عقود طويلة، وأنها كانت وستبقى السند الرئيسي للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة. وأضاف الشوبكي إن العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والمصري تتجاوز العلاقات التقليدية بين الشعوب، حيث تمثل علاقات وحدة الأهداف والمصائر، ووحدة التاريخ والحاضر والمستقبل.


عند توقيع اتفاق الهدنة بين إسرائيل والفلسطينيين، لوقف العدوان الأخير على غزة، كانت تسمية السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة إحدى نقاط الخلاف، فتل أبيب تريد كورين ممثلاً لها بدلاً من تسيفي مازل، والقاهرة لا تريده على خلفية خدمته السابقة في القنصلية الإسرائيلية بالاسكندرية، إضافة إلى التقارير الأمنية التي حذرت كثيراً من تحركاته واتصالاته. هنا أصرت إسرائيل على كورين، فقبلت مصر. لكن القاهرة لم تقبل الإصرار الإسرائيلي على كورين من باب الأمر الواقع لأنها تعرف أن تحركات الوافد الجديد ستكون في أضيق الحدود، إن لم تكن معدومة، بسبب إغلاق مقر السفارة منذ عام 2011 على خلفية اقتحامه من المتظاهرين وإنزال العلم الإسرائيلي وإحراقه. وحتى الآن يمارس كل الدبلوماسيون الإسرائيليون مهام أعمالهم من داخل منزل السفير في ضاحية المعادي.


وبحسب تقارير صحافية فإن كورين بدأ مسيرته الدبلوماسية بأزمة، عندما  رفضت دولة تركمانستان اعتماده سفيراً لتل أبيب لديها. وقال وزير الخارجية التركمانستانية وقتها إنه "لم يقبل أوراق اعتماد كورين، لأنه كان مدرساً لمدة 3 سنوات فى إحدى الكليات الأمنية الإسرائيلية، بما يثبت أنه كان عضواً فى الموساد أكثر من كونه دبلوماسيّاً". ولم تنجح محاولات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، فى إقناع الحكومة التركمانستانية بأن الكلية الأمنية غير تابعة للجهاز الاستخباراتي.


الأزمة الثانية التي تسبب فيها كورين كانت فى جنوب السودان عندما عُين كأول سفير لتل أبيب هناك، وهو الأمر الذي جاء بعد أسابيع قليلة من زيارة قام بها سلفاكير ميارديت، رئيس جنوب السودان، لإسرائيل، والتقى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس السابق شمعون بيريز، وكانت تل أبيب أعلنت على لسان وزير خارجيتها ليبرمان، بعد 19 يوماً من إعلان انفصال جنوب السودان، اعترافها بالدولة الحديثة وإقامة علاقات دبلوماسية معها.


حاييم كورين من مواليد  يونيو/ حزيران  1953، التحق بالخدمة فى جيش الاحتلال كضابط فى لواء غولاني، وفي ما يتعلَّق بمسيرته الأكاديمية، فقد حصل على بكالوريوس فى دراسات الشرق الأوسط والإسلام بجامعة حيفا، كما حصل على الماجستير من الجامعة العبرية، بعدها حصل على الدكتوراه في معهد الدراسات الآسيوية والإفريقية التابع للجامعة العبرية. وشغل كورين عدداً من المناصب فى قنصليات إسرائيل بشيكاغو ونيبال والإسكندرية، كما ترأس لجنة رئيس موظفي وزارة الخارجية، وترأس أيضاً قسم التخطيط الاستراتيجي بنفس الوزارة، وهو يتحدَّث أكثر من لغة، من بينها العربية والإنجليزية والتركية والهنغارية.


منذ عام 2011 لم يستقر سفير اسرائيلي لدى القاهرة لفترات طويلة، حتى يعقوب بن أميتاي كان يغادر كثيراً من دون الإعلان عن أسباب، إلا الجملة الشهيرة" لأسباب أمنية". لكن يبدو أن القاهرة قررت طي هذه الصفحة مع قدوم كورين وفتح صفحة جديدة عنوانها الأبرز" حصار حماس".

increase حجم الخط decrease