الجمعة 2014/07/04

آخر تحديث: 15:32 (بيروت)

في ذكرى إزاحة مرسي.. مصر تتقشّف

الجمعة 2014/07/04
في ذكرى إزاحة مرسي.. مصر تتقشّف
increase حجم الخط decrease
كان من المفترض أن تحتفل السلطة الجديدة بذكرى مرور عام على إزاحة الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين عن حكم مصر فى الثالث من تموز/يوليو 2013، لكن التظاهرات التي قام بها أنصار الإخوان في عدد كبير من المحافظات كانت أكبر وأرهقت الأمن، كما أن التفجيرات التي وقعت في أماكن متفرقة جعلت الجميع يتراجعون، وينشغلون في البحث عن قنبلة هنا أو عبوة ناسفة هناك.
بالفعل مرت مصر في يوم مرعب. حبس الجميع فيه أنفاسهم، المواطنون قبل السلطة، لذلك لجأت وزارة الداخلية إلي تطبيق خطة "الكماشة" فى تأمين مدينة القاهرة الكبرى. وهي خطة تعتمد على إغلاق جميع الميادين والشوارع الحيوية، والطرق المؤدية الى القاهرة، وخصوصاً من المحافظات المعروفة بأعداد مؤيدي الجماعة، مثل محافظتي الدقهلية والشرقية.
ولم تقتصر إجراءات الداخلية على هذا فقط، بل امتدت الى القبض على عدد من أنصار الجماعة فى ضربة اعتبرتها الأجهزة استباقية، لشل حركة أنصار الإخوان فى التظاهرات، وحدثت هذه الاعتقالات فجر اليوم الموعود، حيث تم اعتقال أكثر من 25 شخصاً، يمثلون الجيل الثاني فى قيادات الجماعة في محافظتي الشرقية والغربية، شمال محافظة القاهرة. وبحسب مصدر في وزارة الداخلية، فإن الحملة امتدت لتشمل محافظات البحيرة والاسكندرية ومرسى مطروح وبورسعيد. وفي الجنوب محافظة المنيا وسوهاج وقنا.
صباح الخميس، عاشت القاهرة يوماً خانقاً بامتياز. فمع الانتشار الكبير والمكثف من جانب رجال الشرطة فى الشوارع العامة، كانت كل الميادين مغلقة تماماً، مما خلق حالة غضب عارمة، كان الهدف استثمارها في التصدي لتظاهرات أنصار الإخوان، التي تم الإعلان عنها فى عدد من المناطق من قبل. لذلك ما إن بدأت التظاهرات فى الظهور حتى وقعت اشتباكات متفرقة بين المواطنين والمتظاهرين بسبب الزحام الشديد.
وكانت الساعات الأولى من صباح الخميس ، قد شهدت 5 انفجارات أولها بجوار مستشفى القوات الجوية بالعباسية، وأخر أمام نقطة المنيرة الغربية بإمبابة، والثالث أمام نقطة شرطة المنيرة الشرقية، والرابع أمام مدينة العمال بشارع الطيران، والخامس  داخل شقة بمنطقة كرداسة كانت تستخدم لصنع القنابل. هذا الإعلان كان كفيلاً بإجهاض أي تظاهرات ضد النظام الجديد، لكن أجهزة الأمن لم تكتف بهذا، بل أعلنت أنها عثرت على 6 قنابل، 4 منها أمام مستشفى القوات الجوية، وأخرى أمام نادي الرماية في الهرم، والأخيرة أمام مديرية أمن الدقهلية..، كل تلك القنابل ولم يسقط قتيل واحد!
فى مقابل الإعلان عن كل هذه القنابل والعبوات الناسفة، كان أنصار الإخوان يلجأون إلى حيلة جديدة، وهي التجمع بأعداد صغيرة فى شوارع جانبية والخروج إلى الشوارع الكبيرة في تظاهرات بدت صغيرة، لكنها أربكت وأرهقت الشرطة، وأحدثت أزمة مرورية كبيرة في القاهرة. مما جعل قوات الأمن تلقي القبض على عدد كبير من المواطنين العاديين. 
مصادر في وزارة الداخلية، أكدت لـ"المدن" أن وزير الداخلية محمد إبراهيم، تقدم بتقرير يوصي بعدم إقامة أي احتفالات، مراعاة لشعور أهالي ضحايا الشرطة فى تفجيرات 30 حزيران/ يونيو، وأيضاً بناء على رصد تحركات للمجموعة التي تطلق على نفسها "أجناد مصر"، مبيناً في التقرير أن المجموعة أرسلت إنذارات الى الداخلية، هددت فيها بتنفيذ تفجيرات مثل التي وقعت أمام قصر الاتحادية.
 لذلك لم يخرج الرئيس عبدالفتاح السيسي لتهنئة الشعب في ذكرى عزل مرسي والتخلص من خطر الإخوان. ويبدو أن الرئيس كان منشغلاً في وضع اللمسات الأخيرة على الإجراءات التقشفية التي اتخذتها السلطة لمواجهة الضغوط الإقتصادية الكبيرة التي تواجهها الدولة. فقد أعلن السيسي الحد الأقصى للأجور بـ42 ألف جنيه (6 آلاف دولار) شهرياً للعاملين فى القطاع الحكومي. ولم تتوقف الإجراءات عند حد الأجور، بل قفزت إلى إعلان وزير الكهرباء عن زيادة التعرفة الشهرية 50 في المئة، بداية من هذا الشهر. كما أعلن وزير البترول عن زيادة أسعار البنزين بنفس النسبة تقريباً، بعدما تخلت الدولة عن جزء كبير من دعمها للطاقة وهو ما يعني زيادة الأجرة لكل المواصلات.
increase حجم الخط decrease