الثلاثاء 2015/07/28

آخر تحديث: 16:10 (بيروت)

النفايات المتراكمة.. الأمراض بدأت تظهر

الثلاثاء 2015/07/28
النفايات المتراكمة.. الأمراض بدأت تظهر
تفاقم الأزمة يمكن أن يؤدي إلى إنتشار أوبئة خطيرة كالملاريا والتيفوئيد والسحايا (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

لطمر النفايات وحرقها مخاطر ومضار لا تعد ولا تحصى، ولكن لبقاء هذه النفايات في الشوارع ضرره أيضاً. لا تقتصر مشكلة النفايات في بيروت على المشهد البشع والروائح الكريهة، بل تشكل خطراً جدياً على صحة المواطن والمدينة. هكذا، يشير الدكتور إسماعيل سكرية إلى أن "الأمراض والحساسية الجلدية بدأت تظهر جراء أزمة النفايات، فقد أتاني مريضان يشكيان قرصة بعوض أدت إلى تحسسهما، بخلاف أمراض أخرى تحتاج لتراكم الآثار لكي تظهر". وتشرح الأستاذة الجامعية المتخصصة في البيئة والناشطة في جمعيات بيئية فيفي كلاب لـ"المدن" أن "تفاقم الأزمة يمكن أن يؤدي إلى إنتشار أوبئة خطيرة كالملاريا والتيفوئيد والسحايا".َ

والأمراض والأوبئة تنتقل، وفق كلاب، بشكل أساسي عبر الحشرات، "فالبعوض والقوارض والذباب والفئران التي تتكاثر بين النفايات تُسمى بناقلات الأمراض، فهي تنتقل بين النفايات والإنسان وتنقل معها الأوبئة". وتضيف كلّاب أن النفايات تفرز روائح وغازات سامّة، خصوصاً غاز الـ"Methane"، الذي يشكل أذى للجهازين العصبي والتناسلي، و"قد تصل مخاطر الغازات إلى إنتشار الكوليرا والملاريا وغيرهما، خصوصاً مع إشتداد الحرارة والرطوبة".

ويفيد سكرية بأن تراكم النفايات يشكل خطراً أكبر في المناطق الريفية والزراعية، إذ "تتسرب إفرازاتها إلى التربة والمياه الجوفية وبالتالي تتلوث المياه والمأكولات بمواد مسرطنة". وتؤدي الروائح إلى صعوبة في التنفس، خصوصاً عند الأطفال وكبار السن والمصابين بالربو. وبعض المواد المؤذية الموجودة في النفايات كالرصاص تُحدث خللاً في الجهاز العصبي والتركيز. "كما يمكن للغازات أن تُلوِّث الطعام إذ يأتي إليها الذباب المُلوَّث"، وفق سكرية.

أما عن الكلس الذي تقوم "سوكلين" برشه على النفايات، فيصفه سكرية بالـ"الحاجز الذي يحبس الحشرات". وتقول كلّاب إنه "يجنب بعضاً من مضارّ الغازات، إذ يُسرِّع عملية تحلل النفايات. أما الحرق فهو شديد الخطورة، طالما ان المواد تحرق مع بعضها، مما قد يؤدي إلى حدوث تفاعلات كيميائية مؤذية. كما أن بعض هذه المواد يُحظر حرقها، أو يُفترض أن تُحرق بإشراف خبراء، كالبطاريات والنايلون والأدوية". ويؤذي الحرق الرئتين اللتين يمكن ان تدخلهما جزيئيات مواد غير مشتعلة بالكامل.

لكن أقصى ما يمكن للمواطن أن يفعله لتجنب هذه المخاطر هو "إعتماد فرز النفايات في المنزل بين نفايات عضوية وغير عضوية، فالمشكلة تبدأ من عند المواطن"، وفق كلاب التي أشارت إلى انه "كان من المفترض أن نرفع مطلب الفرز والتدوير خلال تظاهرة اليوم، لكن ذلك لم يحصل، كما أنه لا توجد دراسة معمقة في لبنان بخصوص حل بيئي لمشكلة النفايات، لا من قبل الحكومات المتعاقبة ولا الجمعيات". والوقاية، بالنسبة لسكرية، هي "ضمان المواطن للنظافة، وخصوصاً نظافة يديه، وتجنب المطاعم التي قد تغط الحشرات في طعامها". وتختم كلّاب: "قد نصل إلى مرحلة يكون فيها من الأفضل أن نبقى في بيوتنا. والآن من ليس مضطراً للخروج إلى الشارع، فليلتزم بيته، للحد من الخطر إلى أقصى حد ممكن. فمخاطر النفايات قد لا تظهر مباشرةً لكنها تصاعدية وتدريجية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها