الثلاثاء 2015/09/29

آخر تحديث: 18:24 (بيروت)

"حركة طانيوس شاهين".. إلى ما بعد الحراك

الثلاثاء 2015/09/29
"حركة طانيوس شاهين".. إلى ما بعد الحراك
سعادة: الحركة تحمل برنامجاً سياسياً كأي حزب آخر وتهدف للوصول إلى السلطة (شعار حركة طانيوس شاهين)
increase حجم الخط decrease
في العام 1997، تم تأسيس حركة طانيوس شاهين في الجامعة اليسوعية. في العام 1999 حُلّت الحركة. اليوم يعاد إطلاقها، هذه المرة كمشروع حزب سياسي و"حركة نضال من أجل العقد الاجتماعي الحقيقي والمتكامل القادر على استيعاب كل اللبنانيين، وكامل المساحة اللبنانية"، بحسب ما جاء في "وثيقة التأسيس".

ولدت "الحركة" بنسختها الجديدة من "رحم الحراك الشعبي، غير أنها لا تقف عنده". فوفق وثيقة التأسيس، جاءت أزمة النفايات لتذكرنا بضرورة "طرح الأزمة اللبنانية على مصراعيها، كأزمة انهيار أشباه العقد الاجتماعي، وأزمة البحث عن عقد اجتماعي جديد". من هنا، تطرح الحركة وثيقة سياسية تتألف من 17 بنداً، منها ما يتعلق مباشرة بالحراك، ومنها ما يذهب أبعد منه، بدءاً بتبني الرؤية اللامركزية للدولة، وقانون إنتخاب يعتمد الدائرة الفردية خارج القيد الطائفي، وإنتهاءً بإحياء سكة الحديد.

الحركة الطلابية سابقاً
بالعودة إلى أواخر التسعينات، نشطت "حركة طانيوس شاهين" كمجموعة طلابية يسارية داخل "الجامعة اليسوعية". في العام 1999 لعبت دوراً أساسياً في تعبئة الشباب للمشاركة في إستعادة بلدة أرنون المحتلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وقتذاك. شارك شبان من "القوات اللبنانية" في هذا التحرك، فشكرهم وسام سعادة، أحد مؤسسي الحركة، خلال مقابلة تلفزيونية. "عندها قام اليسار علينا وما قعد"، يستذكر وسام سعادة، المفوض العام للحركة اليوم. "لم نستطع أن نصمد، فالتركيبة اللبنانية لم تكن تسمح بكلام من هذا النوع، وقد إتخذ قرار أمني بالقضاء على المجموعة". بعد 16 سنة، لا يندم سعادة على كلمة الشكر التي وجهها لـ"القوات اللبنانية"، والتي كانت نتيجتها حلّ الحركة، "إذ هنا يكمن جوهر إستمرارنا بهذا الفكر، أي فكرة العقد الإجتماعي"، وفق سعادة. والسبب حل المجموعة آنذاك كان "عدم قدرتنا على الذهاب للنهاية في فكرة أن العقد الإجتماعي لا يمكن أن يستثني أحداً، فنحن كنا ضد إضطهاد القوات والعونيين".

الحركة السياسية اليوم
الحركة السياسية التي تهدف للوصول إلى السلطة وتحمل طرحاً سياسياً جديداً في الساحة اللبنانية لا تشبه المجموعة الطلابية التي نشطت في "اليسوعية". فنصف أعضاء هيئاتها اليوم جدد، كما أن التصنيف اليساري الذي كان ينطبق عليها سابقاً لم يعد ساري المفعول، "لم نطرح على أنفسنا السؤال المتعلق بيسارية أو يمينية الحركة، فهو لم يعد يعنينا، والمجموعة تضم في صفوفها أشخاصاً ذوي توجهات مختلفة في الإقتصاد"، وفق سعادة. ويضيف "فارق الـ16 سنة يجعل المقارنة بين الحركتين أمراً له محدوديته. أما التسمية المماثلة، فهي للتذكير بالحركة القديمة، وبشخصية طانيوس شاهين التي تطرح إشكاليات عدة وتحمل روايات مختلفة، كما أننا إنطلقنا من هذه التسمية لأن الحيوية التي يعيشها المجتمع اللبناني اليوم تذكرنا في حيويتنا وقتذاك".

لا يرى سعادة أن الحركة، في برنامجها، قريبة من 8 أو 14 آذار، "فالنقاط التي تطرحها كاللامركزية وقانون الإنتخاب هي أمور لا زالت بحاجة للبلورة عند 8 و14 آذار على حد سواء. فهي طروحات جديدة فعلياً". غير أنه يقر أنه في ما يخص رفض الحركة للتدخل الفئوي في الحرب السورية ورفضها الإحتكام  للعنف والسلاح، ليست "الحركة" على المساحة نفسها من الجميع. خصوصاً وأن "التورط في الحرب السورية هو العائق الأول أمام العقد الإجتماعي في لبنان".  

علاقة الحركة بالحراك
الحركة ليست مجموعة حراك، ولا حملة مجتمع مدني، على ما يقول سعادة. إلا أنه يقر بأن الحراك هو محركها الأساسي. "لم نكن يوماً غائبين عن المشهد السياسي من العام 1999 حتى الآن، لكن تأسيس حزب سياسي قبل اليوم ما كان ليحدث بسبب البلادة التي كان يعيشها البلد"، وفق سعادة. لكن الحراك وحده ليس كافياً، "فهو ليس حالة مستمرة"، وفق سعادة الذي يشير إلى ضرورة الإنتقال من حراك إجتماعي مدني إلى حراك سياسي. فالحركة، تحمل برنامجاً سياسياً، كأي حزب آخر، وتهدف للوصول إلى السلطة. كما تتطرق في وثيقتها التأسيسية إلى التورط في الحرب السورية، والتعثر الحكومي، والفراغ الدستوري، أي ما حصيلته "الموت السريري للجمهورية الثانية"، وفق التوصيف الذي إستخدمته الحركة. وهي أمور لم يجرؤ الحراك على الخوض فيها بشكل معمق. ويتابع سعادة "شعارات الحراك تتسم بالشعبوية والحماسية، كشعار إسقاط النظام، لكن شعارنا هو إسقاط  هذا النموذج القائم للنظام، أي الدولة المركزية. نحن هنا أبعد من هذا الحراك".

كما تخطّت الحركة الحراك من خلال دعوتها إلى إطلاق "حراك القضاء" أي تحرك القضاء والقضاة "لتجاوز حالة الموت السريري للجمهورية الثانية نحو نظام دستوري تعدّدي جدّي"، وفق ما جاء في الوثيقة. أما عن طرق إنخراط الحركة في الحراك الشعبي فيقول سعادة "ندفع الشباب المنتسبين إلى الإستمرار في نشاطهم داخل مجموعات الحركات من دون أي عصبوية إلى حركة طانيوس شاهين".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها