مسنّون شباب: 6 أبطال يتحدّون العمر

ربما سمع البعض بالإنجاز الذي حققه الأسبوع الماضي المغامر الفرنسي روبير مارشان، البالغ من العمر 105 أعوام، في سباق الدراجات الهوائية في باريس. ولأنني لا أريد أن أشعر بالخجل وحدي، قررت أن أشارككم قائمة ببعض الرياضيين الذين حققوا نجاحات باهرة بعد سن الخمسين.

روبير مارشان Robert Marchand


‎بعد العجوز/ الشاب الأميركي بول تتريك، الذي نال جوائز ومراكز عدة في رياضة ركوب الدراجات الهوائية، جاء دور المغامر الفرنسي روبير مارشان، البالغ 105 سنوات، والذي عاصر الحربين العالميتين وشهد على تحولات تاريخية، ليقطع في باريس مسافة 22,547 كيلومتراً في غضون ساعة، الأربعاء في 16 آب، على دراجته الهوائية.
‎
مارشان لم يتفاجأ بما حققه، مثلما تفاجأنا نحن عند قراءة الخبر، إذ كان قد حطم رقماً قياسياً قبل ثلاث سنوات على مضمار سان-كانتان-أن-ايفلين.
‎
جون لوي John Lowe

‎لم يكتف مدرس الفنون البريطاني والمجند المتقاعد جون لوي بكونه جداً لـ11 حفيداً، بل أحب أن يحقق انجازاً آخرَ على الصعيد الشخصي، لعله يعوض السنوات الصعبة التي أمضاها أسيراً في أحد السجون اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. فبعد سنوات من عودته إلى بريطانيا، درس لوي الفنون الجميلة ونال شهادة فيها من مدرسة Lantern Dance Theatre". وبعد تعيينه مديراً عاماً مسرحياً، وبعد اعتياده على كل أنواع الفنون ومشاركته في نشاطات فنية عدة، قرر وهو في عامه الـ80 أن يلتحق بصفوف تعليم رقص الباليه، متأثراً بابنته التي كانت قد أصبحت راقصة باليه محترفة. فاستطاع في عامه الـ88، وبعد سنوات من التمارين المكثفة بين المدرسة والمنزل، أن يؤدي للمرة الأولى دور البطولة في لوحة فنية راقصة، قدمها في كاتدرائية إيلي وشاركه فيها شبان وشابات يصغرونه بأعوام كثيرة.

‎أما في عامه الـ90، فقد حصل لوي على دور بطولة آخر، مثل به مدرسته في حفل راقص ضخم، ليصبح من بعدها أكبر راقص باليه في بريطانيا. ومازال جون لوي حتى اليوم يحضر كل صفوف الرقص، رامياً عامل السن وراء ظهره.
‎
الأخت مادونا بودر Sister Madonna Buder


‎راهبة كاثوليكية أميركية، مارست رياضة الجري للمرة الأولى وهي في عامها الـ48، بعدما شجعها أحد الكهنة على ذلك بهدف تهذيب النفس والحفاظ على الصحة العقلية.

‎بعد ممارسة تمارين رياضية قاسية وبانتظام، وبينما كانت في الـ55، استطاعت بودر أن تنهي أول مسابقة تراثليون (Triathlon)، وهي لعبة مكونة من ثلاث رياضات وسباقات: السباحة، قيادة الدراجات والعدو، حيث يجب على المتنافسين أن يسبحوا لمسافة 1500 متر، ويقودوا الدراجة ٢١٢ ميلاً، وأن يعدوا 26 ميلاً، من دون انقطاع، لإنهائها.
‎
دفع إنجازها الأول منظمة "الرجل الحديدي" إلى تأسيس فئات جديدة للمسنين: (75-79، و80-84). لكن بودر لم تكتف بهذا الفوز، فشاركت في 346 سباقاً ثلاثياً، أكثر من 42 منها ضمن سباق الرجل الحديدي (Iron man)، لتحمل في ما بعد 5 ألقاب عن فئة المسنين.
‎
أما في العام 2005، فقد أنهت بودر مسابقة الرجل الحديدي في هاواي. ما أكسبها شهرة عالمية، وقد لقبت بالراهبة الحديدية أوIron Nun ‎، لتعود في عامها الـ82 وتكسر الرقم القياسي في مسابقة الأيرون مان في الفئة العمرية 82-84.
‎
مادونا بودر التي تقول إن عدم المحاولة هو الفشل الحقيقي، وإن المحاولة هي طريق النجاح، شاركت أخيراً في إعلان لشركة نايكي الرياضية، وتألقت فيه كفراشة تشع ذهباً.
‎
توشيو توميناغا Toshio Tominaga

رغم خطورة مضيق تسوجارو الواقع في شمال اليابان، الذي يعرف بـ"حد بلاكيستون" أيضاً، إلا أن فكرة اجتيازه بالنسبة إلى السباح الياباني السبعيني توشيمو توميناغا، لم تكن مستحيلة. ففي عامه الـ73 قطع الأخير مسافة 38 كيلومتراً من مضيق تسوجارو في اتجاه الشمال، مصارعاً تياراً بحرياً لم يكن متوقعاً، كان يدفعه نحو الشرق.
‎
بعد الصراع الذي استمر لمدة ساعات، وصل توميناغا إلى اليابسة بعد 9 ساعات و58 دقيقة، ليصبح أكبر سباح يتمكن من تحقيق هذا الإنجاز.
‎
يوشيرو ميورا Yuichiro Miura


‎يوشيرو ميورا، البالغ من العمر 84 سنة، هو أكبر متسلق جبال يصل إلى قمة إيفرست في أقل من سبع ساعات، وهو في عامه الثمانين. هذه ليست المرة الأولى التي ينجح فيها في محاولة تسلق هذا الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 8 آلاف و848 متراً، وفق ما نقلت وكالة الأنباء اليابانية كيودو، بل هي المرة الثالثة، ليصبح على التوالي أكبر رجل في العالم يبلغ هذه القمة، مباشرة بعد المتسلق النيبالي باهادور شيرشان الذي وصل إلى قمة إيفرست عندما كان في الـ76.

تاو بورشون لينش Tao Porchon Lynch

"لم يستطع أحد أن يتغلب علي منذ 5 سنوات، فمازلت أكبر مدربة يوغا في العالم". هذا ما قالته مدربة اليوغا المولودة من أم هندية لأب فرنسي، في إحدى المقابلات التلفزيونية، وقد بلغت أخيراً الثامنة والتسعين من عمرها: تاو بورشون لينش.
‎
اشتهرت لينش بطاقتها القوية، وبجسدها الذي استطاعت أن تحافظ على رشاقته وليونته حتى اليوم، وقد مكنها من الاستمرار في ممارسة رياضة اليوغا في هذه المرحلة العمرية، مانحة الهاماً للنساء والرجال، ومجسدة شعارها: "ما من شيء لا يمكنك القيام به".
‎
شاركت لينش، التي تمارس اليوغا منذ طفولتها حيث كانت تعيش في الهند، في مسيرتين مع المهاتما غاندي، ودرست مع العديد من مشاهير العالم الروحي، فاستطاعت خلال أكثر من 45 عاماً أن تدرب 400 معلم يوغا، لتمنحها بعدئذ موسوعة غينيس لقب أكبر مدربة يوغا في العالم.
‎
تحرص لينش على نظامها الغذائي الصحي، الذي يتضمن تناول الفاكهة والخضار على أنواعها، لاسيما غريب فروت والمانغو، والسبانخ لاحتوائها على العديد من الفيتامينات والمعادن المفيدة.

‎لم تكتف لينش باليوغا، بل تعلمت فن الرقص، وقدمت مع شريكها الشاب فارد مارغاريان عرضاً راقصاً رائعاً في برنامج America's got talent. وشاركت في العديد من المسابقات العالمية. وتعتقد أن ما يجعلها صبية هو نظرتها الإيجابية إلى الحياة وما فيها، ورفضها الاستسلام للكبر والشيخوخة. وتقول لكم: "آمنوا بأنفسكم، واشعروا بقوة الحياة في داخلكم".