الأربعاء 2017/04/26

آخر تحديث: 10:08 (بيروت)

ترامب وماكرون وزوجتاهما

الأربعاء 2017/04/26
ترامب وماكرون وزوجتاهما
من الطبيعي أن يختار ترامب امرأة جميلة (Getty)
increase حجم الخط decrease

إلى كونهما من رجال المال والطموحات الإقتصادية الرأسمالية، وقدرتهما على خلق الصفقات في عالم البيزنس والاستثمار، هناك قاسم مشترك آخر يجمع بين رئيس الولايات المتحدة الأميركية الحالي دونالد ترامب والمرشح الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون. وهو كونهما شريكين في زيجتين غير متكافئتين عمرياً.

فقد أثار فارق السن بين ترامب وزوجته المهاجرة وعارضة الأزياء السابقة السلوفينية ميلانيا، بـ٢٤ عاماً، الجدل بين الجماهير والخبراء. لم تتطلب معرفة أسباب ارتباط ترامب بامرأة تصغره سناً، حسناء المظهر ومتناسقة القوام كميلانيا لتشاركه حياته، إمكانيات تحليلية عالية. فالرجل يتمتع بشخصية دنجوانية وسيكوباتية متهورة، ومولع بحب الظهور واشغال الرأي العام بحياة صاخبة. وقد وصفته عالمة النفس جو هيمنغز بالطفل غير الناضج، وفق ما نقلت صحيفة "اندبندنت".

من هذه الفكرة، نجد أنه من الطبيعي أن يختار من هو كترامب امرأة جميلة محدودة الثقافة، لتكون مكملة لصورته المظهرية، يثبت من خلالها أنه مازال يملك سحره ويجدد شبابه، ويسيطر عليها بشخصيته النرجسية. ولا يعني ذلك أن السيدة المثيرة بعيدة من الاستفادة من مكانتها الجديدة.

أما اختيار المرشح الشاب والوسطي إيمانويل ماكرون، فلم يكن شبيهاً باختيار ترامب. لم يبحث الرئيس المقبل لفرنسا عمن تصغره سناً، بل اختار بريجيت ترونيو، التي تكبره بـ24 عاماً، زوجة له.

ووفق مواقع فرنسية، منها مجلتا "باريس ماتش" و"غالا" الشهيرتان، التقى ماكرون بترونيو عندما كان في 15 من عمره تلميذاً في صفها، حيث كانت معلمته والمشرفة على المسرح في مدرسة "La providence" في منطقة أميينس الفرنسية. وكانت آنذاك متزوجة من الرجل المصرفي أندريه اوزيير، ولها منه ثلاثة أبناء. ومنذ ذلك الحين، أعجب إيمانويل ببريجيت، وأصبحت محط اهتمامه، إلى أن بادلته الاعجاب، وارتبطا بعد ثلاث سنوات من تعارفهما.

أما عن دور والديه، فيقول ماكرون في فيلم وثائقي إنهما لم يكونا مقتنعين بهذه العلاقة، فأرسلاه إلى باريس بحجة إكمال السنة الدراسية الأخيرة، بهدف إبعاده عنها. إلا أنه وبريجيت بقيا على تواصل دائم. وهو الذي كان يردد لها: " لن تتخلصي مني، سأعود وأتزوجك". وهذا بالفعل ما حصل بعد طلاقها في العام ٢٠٠٧.

"لم أعتبره يوماً تلميذاً، ولا أحد يعرف أبداً في أي لحظة تحولت قصتنا قصة حب. هذا ملك لنا. و هذا هو سرنا. هذا ما قالته في إحدى المقابلات.

من هنا، فإن اختيار ماكرون امرأة تكبره سناً، له أسباب متعددة منها ما قد يكون البحث عن النضج الفكري الذي وجده لدى بريجيت. كذلك قد تكون خبرتها في الحياة العملية والمادية واستقلاليتها عاملين أساسيين لانجذابه نحوها. علماً أنها امرأة ناجحة مهنياً وكائناً مستقلاً.

وبالعودة إلى المقارنة بين اختيارات ترامب وماكرون، فالأول يبحث عن الظهور، متهور في قراراته وغير مسؤول. والثاني متزن يبحث عن الاستقرار بكل أنواعه. ولعل اختيارهما شريكتي حياتهما، خير دليل على ذلك.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب