قد تكون هذه الشخصية هي الأكثر ابتذالاً في التاريخ. فهذه الجارة عابرة للأزمنة والبلدان والطوائف. من خلال لقاءات المصعد أو الموقف، تدخل هذه الجارة حياتك تدريجاً لتنتهي بمعرفة كلّ شيء عن تاريخك. تبدأ الجارة "الحشورة" بالاستقصاء عن عائلتك. "عيلة مين حضرتك؟ ومين وين بالأصل؟"، هي الأسئلة الروتينية. تطمح بعدها إلى معرفة من يعيش معك في المنزل وما هي أشغالهم. بعد بضعة أيام، تقرّر هذه الجارة إن كانت ستحبك أو تكرهك للأبد. وهي مصيبة في الحالتين.
الجار المهووسهو الجار الذي يبحث دائماً عن موضوعٍ للهوس: صفّة السيارة مثلاً (الهوس الأكثر شيوعاً بين رجال البناية)، حديقته الأمامية التي يخربها الأطفال، أو سيارته التي يظلّ خائفاً عليها من طابة الأولاد. يظلّ هذا الجار عاقد الحاجبين و"منرفزاً". لكنه، قد يكون مشكلجياً، أو يكتفي، على العكس، بتوزيع النظرات الحادّة والعدائية السامة. سيجعلك تتوتّر من دون شكّ.
الجار الشرطيفي معظم البنايات، يتّخذ جار أو جارة، لنفسه/ها دور الشرطي/ة. يصرّ هذا الجار على مراقبة كل أحوال البناية، والترصّد لأي تعديات قد تحصل. يتبع الأدلّة لحلّ لغز "من رمى ورقة الساندويش في المصعد"، أو "من استقبل زائراً عند الساعة الثانية فجراً؟". هو أوّل من يقرع بابك إذا نظمت حفلة، ليطلب منك أن تخفض الصوت، أو يطلب منك أن تعظ إبنك بشأن رمي النفايات. يحرص دائماً على أن تظلّ الأمور تحت السيطرة.
الجارة الصاخبةيجب على كلّ الجيران أن يعرفوا ماذا ستحضّر هذه الجارة للغداء، أو أن ابنها "ستمسّح فيه الأرض حين يعود والده من العمل". لا يكفي أن تتمتع هذه الجارة بطبقة صوت عالية، بل عادةً ما تكون كثيرة الكلام/ الصراخ أيضاً. هذه الجارة هي كابوسك الصباحي، أو حين تقرّر أن تدرس، أو تأخذ قيلولة قصيرة.
الجارة المهووسة بالنظافة
تبدأ هذه الجارة نهارها باكراً، وتشرع منذ السابعة صباحاً بتحريك المفروشات وتشغيل "الهووفر" وإطلاق الأصوات المزعجة. وقد تقرّر أحياناً اجراء ورشتها التنظيفية مساءً، كما قد تكون من محبّي "الشطف على موسيقى عالية". وقد تعتقد هذه الجارة أنها الأكثر نظافةً في الكون، فلا تكفّ عن اتهام سكّان البناية الآخرين أنهم غير نظيفين.
الجار المتذمّريتذمّر هذا الجار من كلّ شيء. "يتلقّط" بك ليشكو الناطور، أو سكّان البناية الآخرين. يتذمّر من انقطاع المياه ومن غلاء الايجار. يتذمّر من أي صوت وأي حركة.
الجار المتآمر
يعمل هذا الجار/ة بمبدأ فرّق تسد! يصيغ المؤامرات ويقيم الخلافات بين الجيران بهدف تحقيق استفادة مادية معينة.
الجدّة
إن كنت من الأشخاص الذين يمضون أيام الآحاد في الاسترخاء داخل المنزل، ستكون هذه الجارة كابوسك الأكبر. فهي غالباً ما تستقبل، في يومك المقدّس، كلّ أطفالها وأحفادها. باختصار: يعمّ مهرجان في الشقة المقابلة لشقّتك كلّ يوم أحد. وخلال الأعياد طبعاً.
الجار صاحب القططهذا النمط من الجيران موجود بشكلٍ خاص في البنايات القديمة، ويسكن عادةً في الطابق الأرضي، حيث تكون الباحة الأمامية والرصيف ملهىً لقططه. بفضل هذا الجار، يعبق المبنى، خصوصاً مدخله، برائحة كريهة تتسرّب من طعام القطط وفضلاتها.
أوركسترا نشرة الأخبارهناك دائماً جار يدمن مشاهدة الأخبار. إنه الأبّ اللبناني، الذي يشاهد نشرات أخبار عدّة في اليوم. لكنّه لا يكتفي بمشاهدتها وحده، بل يصرّ على اسماع جميع السكان آخر تطورات البلد والمنطقة. يشعرك هذا الجار بحالة طوارئ دائمة، مع ارتفاع صوت الموسيقى الدراماتيكية لنشرة الأخبار، من حينٍ إلى آخر. أما السيناريو الأسوأ، فهو تعدّد هؤلاء الجيران في المبنى، مشكلين معاً أوركسترا الأخبار.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها