الأحد 2017/01/15

آخر تحديث: 13:05 (بيروت)

رياضة نسائية تصل إلى لبنان

الأحد 2017/01/15
رياضة نسائية تصل إلى لبنان
تقوم الرياضة على تنافس فريقين يتألف كل واحد منها من 5 لاعبات
increase حجم الخط decrease
رغم كسر النساء منذ نحو القرن احتكار الذكور للألعاب الرياضية، بتأسيسهن فرقاً، ودخولهن في منافسات عالمية، لاتزال هيمنة الذكور واقعاً، ينتج أيضاً حالات هيمنة عكسية نسائية، على ألعاب رياضية أخرى لا يمكن للرجال ممارستها. من هذه الرياضات Roller Derby، التي أعيد إحياؤها حديثاً بعدما انطفأت لعقود طويلة، وبدأت تشق طريقها إلى العالم العربي مع تأسيس فرق رولر دربي في مصر، دبي، أبوظبي وأخيراً بيروت.

تقوم هذه الرياضة على تنافس فريقين، يتألف كل واحد منها من 5 لاعبات تتزلجن في حلقة دائرية لتحقيق هدف عبر عرقلة حركة الفريق الآخر. نشأت هذه الرياضة في الولايات المتحدة الأميركية، وبدأت بالإنتشار حول العالم مع احتفاظ أميركا بنصف الدوريات غير المحترفة.


تأسّس فريق Roller Derby Beirut في العام 2015، على يد لاعبة دانماركية محترفة شاركت سابقاً في بطولة كأس العالم. جاءت بالرياضة إلى لبنان، كجزء من برنامج تدريبي نظمته جمعية Game Lebanon التي تعمل على الترويج لثقافة اللعب. تتحدّث لـ"المدن" التونسية ندى بن جمعة، وهي إحدى مؤسسات الفريق، عن تمرينهن الأول: "للأسف لم يكن لدينا هذا النوع من الرياضة في تونس، لذا حين أتيت إلى بيروت سارعت إلى البحث عن فريق، فاكتشفت أن إحداهن تحاول تأسيس واحد. قمت بالإنضمام إليها مع أخريات حيث تدربنا للمرة الأولى في موقف للسيارات".

يضمّ الفريق اليوم 10 لاعبات، وهنّ بمعظمهن طالبات عربيات وأجانب في الجامعة الأميركية في بيروت، إلا أن الفريق يسعى إلى إستقطاب لاعبات لبنانيات أكثر وإلى الخروج من بوطقة الجامعة الأميركية من أجل "ضمان إستمرارية الفريق وتنوعه. فإقتصار الفريق على طلاب الجامعات النخبوية يعارض جوهر اللعبة ومبادئها"، وفق بن جمعة. إلا أن استقطاب المزيد من اللاعبات لايزال تحدّياَ صعباً بالنسبة للفريق. وتعزو بن جمعة ذلك، في الدرجة الأولى، "إلى خوف معظم النساء من هذه اللعبة، لظنهن أنها عنيفة ومؤذية". وتقرّ بن جمعة أن النسخة الأميركية من اللعبة عنيفة بالفعل، "لكننا نتبع قواعد WFTDA  Women's Flat Track Derby Association التي تمنع استخدام الحركات العنيفة كالدفع، واستخدام اليدين لصد الفريق المنافس. فمعظم الإصابات تحدث بفعل فقدان التوازن أثناء التزلج وليس بسبب طريقة اللعب".


وتشير لاعبة أخرى في الفريق وهي اليمنية ندى القبيلي إلى عائق آخر يحول دون استقطاب اللاعبات، وهو عدم إمتلاك بعض المهتمين باللعبة تأميناً صحياً. ما يتحوّل إلى عبء حقيقي في حال حدوث أي إصابة. ولئن كان الخوف هو الرادع الأول للانضمام إلى الفريق، تتحدّث لاعبتا الرولر دربي في بيروت عن بعدٍ آخر للخوف، وتحديداً عن مساهمة هذه الرياضة في تغلبهما عليه بشكلٍ عام. تقول القبيلي: "لقد ساعدتني هذه اللعبة في التغلّب على مخاوفي، فقد كنت أحسب نفسي غير ماهرة في أي رياضة، وأنا لم أتزلج من قبل. لكن الحقيقة هي أنه لا يجب أن تكوني بارعة في التزلج كي تتعلمي الرولر دربي. وحين أوجه طاقاتي وتركيزي نحو اللعبة، أنسى بشكل تلقائي الخوف من السقوط".

غالباً ما يتمّ ربط هذه الرياضة بالثقافة النسوية، فالرولر دربي تثبت أن بإمكان النساء التألّق وحتى التفوق في النشاطات الجسدية الخطيرة والقاسية. تعلّل بن جمعة ذلك بالقول إن "هذه الرياضة تتطلّب مرونة عالية، ولاسيما في منطقة الخصر والوركين، لذلك تعتبر أكثر ملاءمة للنساء، وتكاد تنحصر بهن في مختلف أنحاء العالم، وقد بدأ بعض الرجال ممارستها لكن مع تغيير بعض القواعد". ورغم فصل عضوات فريق الدربي نشاطهن الرياضي عن أي قضية اجتماعية، إلا أن البعد الجندري يبقى جانباً أساسياً. تؤكّد القليلي هذا بالقول: "لقد ترعرعت في مكانٍ يفترض بالفتيات أن يكن ناعمات لا قويات. لكنني في هذه اللعبة تعلّمت ألا أخاف من قوتي، وأن أحبها وأؤمن بها، وقد جعلتني أثق بجسدي وأندهش لإكتشاف ما يمكنه أن يفعل".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها