الخميس 2016/01/21

آخر تحديث: 15:23 (بيروت)

الرأي العام العربي والثورات: 59% يعتبرون "الربيع العربي" سلبياً

الخميس 2016/01/21
الرأي العام العربي والثورات: 59% يعتبرون "الربيع العربي" سلبياً
أمل المواطنين بنجاح الثورات يتراجع من سنة إلى أخرى (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

"خمس سنوات على الثورات العربية: عسر التحوّل الديمقراطي ومآلاته"، هو عنوان المؤتمر الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع معهد عصام فارس في "الجامعة الأميركية" في بيروت، والذي بدأت جلساته، الخميس، في "الوست هول"، وسيستمر حتى يوم السبت. وفي أولى جلساته "ماذا يقول الرأي العام العربي عن الثورات العربية وتطوراتها"، عرض الباحث محمد المصري "المؤشر الكامل 2015"، وهو إستطلاع رأي سنوي ينفذه المركز العربي بهدف الوقوف على إتجاهات الرأي العام العربي في ما يتعلق بقضايا سياسية واجتماعية واقتصادية عديدة. وقد تمحورت هذه الجلسة تحديداً حول موقف الرأي العام العربي من الثورات العربية.

إستهل المصري حديثه بعرض تقييم الرأي العام العربي لمدى إيجابية أو سلبية الثورات العربية. وقد إستخلصت الدراسة أن 59% من المواطنين العرب يعتبرون الثورات العربية سلبية في مقابل 34% يرونها إيجابية. كما تشير الدراسة إلى أن التقييم الإيجابي للثورات العربية تراجع من 61% في العامين 2012-2013 إلى 34% في العام 2015، في حين تزايدت النظرة السلبية اليها من 28% إلى 41%. كما لفت المصري إلى أن "التقييم السلبي يرتفع كلما إزداد عمر المستجوب، في حين أن التقييم الإيجابي يرتفع مع إزدياد المستوى التعليمي للمستجوب، كما لمست الدراسة إيجابية أكثر في التقييم لدى أهالي الريف".

وفي تفسير أسباب المواقف التي يحملها المواطنون من الربيع العربي، أكّد المصري أن "لا سبب واحداً لتقييم الثورات على أنها إيجابية أو سلبية". والأسباب التي أوردها المستجوبون الذين قيّموا الثورات على أنها إيجابية تتمثل بـ"إزاحة أنظمة إستبداد، والتأسيس لقواعد الديمقراطية (18%)"، "مطالبة الشعوب بحرياتها وحقوقها واسترداد بعضها (16%)"، "الإطاحة بأنظمة إستبداد والتأسيس لمحاربة الفساد (15%)"، و"منح المواطنين حرية التعبير عن الرأي (14%)". أما أسباب التقييم السلبي، بحسب المستجوبين، فأهمها "الخسائر البشرية الكبرى (24%)"، "انتشار الفوضى وغياب الأمن (20%)"، عدم تحقيق الثورات لأهدافها (14%)"، ومساهمتها في "خراب دول ومؤسساتها ودمارها (14%)"، فيما أعاد 3% من المستجوبين سبب تقييمهم السلبي إلى "سيطرة التيارات الدينية على الحكم". وأشار المصري، في هذا الإطار، إلى أن "معظم الذين قيّموا الثورات على أنها سلبية لم ينطلقوا من موقف معاد للثورة، بل أن سبب هذا التقييم هو ما آلت إليه الثورات من خسائر وفوضى". وتظهر التغيرات في أسباب التقييم السلبي أن المواطن يركّز في تقييمه على الخراب وعدم الإستقرار.

كما تستنتج الدراسة، وفق المصري، أن "أمل المواطنين بنجاح الثورات يتراجع من سنة إلى أخرى". لكن من جهة أخرى، يعتقد "48% من المواطنين المستجوبين أن الثورات تمر بتعثر ولكنها ستبلغ أهدافها في نهاية المطاف". أما في ما يخص موقف الرأي العام العربي من الحركات الإسلامية ومن "داعش" على وجه الخصوص، فإستخلص المصري أن "الموقف من داعش هو موقف سياسي وليس دينياً، إذ تظهر الأرقام تعادلاً بين نسبة المتدينين الذي يبدون موقفاً إيجابياً من داعش ونسبة غير المتدينين منهم". وأضاف: "التدين لا علاقة له بالتخوف من الحركات الإسلامية".

وقد كان للدكتور أنطوان حداد مداخلة، إنتقد خلالها المنهجية المعتمدة في الدراسة، والتي لم تراع، في رأيه، الإختلاف في أحجام الدول التي تمّ النظر في مواقف مواطنيها، فساوت بين حجم العينة اللبنانية وعينات دول أكبر بكثير. ما أدى، بحسب حداد، إلى إنحراف في نتائج الدراسة وإظهار درجة من التسامح مع "داعش". في المقابل إعتبر المصري أن "لكلّ مجتمع خصوصيته لذا أنا منحاز إلى إعطاء كل مجتمع حقه من البحث، كما أنه يحق للموطن ألا يكوّن نظرة إيجابية أو سلبية تجاه داعش".

"الأسباب التي ينسب إليها الرأي العام العربي إندلاع الثورات لا زالت قائمة، وهي في تدهور"، هذا ما خلص إليه المصري في نهاية الجلسة. كما أشار إلى أن الرأي العام العربي هو "مع الديمقراطية في المبدأ، أو مع جوانب محددة منها، لكن ينبغي الأخذ في الإعتبار أنه لم يمارسها يوماً". في المقابل، يبدي هذا الرأي العام إهتماماً "بالأمن والأمان ومحاربة الإرهاب بشكل متعاظم من سنة إلى أخرى"، وفق المصري.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها