"أضمن نجاحي. اذ ان معدلي جيد في المدرسة وقادرة على زيادته في الامتحانات الرسمية"، تقول لمى عواد. لكن "أبي يضخم الموضوع قليلاً، كأنني أدرس لأخذ الدكتوراه".
سبق للمى أن خاضت امتحانات الشهادة المتوسطة، وهي تنتظر الآن امتحانات الشهادة الثانوية. كما انها اختارت مسبقاً توجهها الجامعي، اذ ترغب بدراسة هندسة الديكور. لكنها لا تتعب نفسها، مثلاً، بدراسة اللغة الفرنسية فهي تتقنها جيداً. "وبعدين كلو حسب النص، يعني شو بدي ادرس فيها؟"، تقول مشيرة إلى أن تركيزها ينصب على مادتي الاقتصاد والاجتماع، "فهما الأساس".
يختلف الوضع مع يوسف حجازي، وهو تلميذ في صف البريفيه، وهذه تجربته الأولى في الامتحانات الرسمية. يشترك أهل يوسف مع أهل لمى في خشيتهم من صعوبة الامتحانات الرسمية هذه السنة. تقول رانيا والدة يوسف: "هذه السنة لن ينجح تلاميذ كثر، لأن تلاميذ السنة الماضية نجحوا جميعهم. والمدارس مكتظة، خصوصاً في ظل وجود تلاميذ سوريين أيضاً".
يراجع يوسف دروسه كل يوم منذ أخذ عطلته من المدرسة، الا أن مدرسته فرضت على تلاميذها الحضور بشكل يومي للمراجعة مع الأساتذة والتدرب على الأسئلة المتوقعة. "الدرس مع الاستاذ أسهل، فلا أشعر أنني ضائع"، يقول يوسف."لكن عندما ادرس لوحدي لا أعرف بماذا أبدأ، وأحس أن الوقت طويل".
وفي سياق القلق نفسه سجلت منى بو زيد ابنها في مركز للدروس الخصوصية لتقويته في المواد العلمية. "أدفع 250 دولاراً بدل دروس في الرياضيات والعلوم لساعتين في الأسبوع. المهم أن ينجح، لو كان أكبر بسنة كان نجح من دون هذا التعب.. حظ"، تقول وتضيف: "مدرسته الرسمية التي انتقل إليها بسبب أوضاعنا لا تتشدد كثيراً. وعلى الأقل أضمن في المركز انه سيدرس لساعتين".
في المقابل لا يبدو عدي قلقاً بشأن تحضيره للامتحانات الرسمية. "ليس لي خلق على الدرس، زهقت، وبدلاً من ذلك أحضر الروشتات. انها السنة الأخيرة". أما أحمد رسلان فيقول: "لا يجب أن يراهن الإنسان على مستقبله من خلال انتظار ما سيحدث، لذلك يجب أخذ الأمور على محمل الجد والاهتمام بالدرس". ويضيف: "تسجلت في معهد خاص لتحقيق النجاح في المدرسة والشهادة الرسمية، اذ يؤمّن لنا فرصة للاطلاع على كيفية حل أسئلة الامتحانات، لأن فيه مجموعة مميّزة من المعلمين أصحاب خبرة وكفاءة في التدريس وعرض الأخطاء التي يمكن ان يقع بها التلاميذ في الامتحانات".
وبدوره يتحدث علي حمزة، وهو يعطي دروساً خصوصية لتلاميذ الشهادات الرسمية، عن معاناته مع التلاميذ، إذ "يبدو أن الغاء الشهادة الرسمية السنة الماضية قد ترك أثراً سلبياً على التلاميذ، فيلاحَظ أن العديد منهم لم يتابعوا الدراسة منذ بداية العام الدراسي، بدليل طلب إعادة شرح كامل المواد منذ البداية". كما لو أنهم كانوا ينتظرون حدوث "معجزة" مثل العام الماضي.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها