الأربعاء 2015/06/03

آخر تحديث: 16:18 (بيروت)

مراقبو الإمتحانات.. لا يراقبون كل شيء

الأربعاء 2015/06/03
مراقبو الإمتحانات.. لا يراقبون كل شيء
التلاميذ يدخلون إلى الإمتحانات مهيئين نفسياً لإمكانية الغش (المدن)
increase حجم الخط decrease
على الرّغم من تأكيد رئيس رابطة التعليم الأساسي محمد أيوب، في حديث لـ"المدن" أن الرابطة، وهي إحدى الجهات التي تنظم عمل المراقبين في الإمتحانات الرسمية، تقوم بما في وسعها للتأكد من نزاهة سير هذه الإمتحانات من دون السماح لأي عملية وساطة أو غش، فإن كل من جرّب إمتحانات الشهادة الرسمية يعرف جيداً أن "التوصيات" موجودة وأن وجود مراقب خارج الصّف يشرف على أداء المراقبين داخله لا يمنع حدوث تجاوزات. بالإضافة إلى ذلك فإن المراقبين أنفسهم هم من "يغشّشون"، أحياناً، التلاميذ "ذوي النفوذ".


ويروي رواد قصّته مع أحد المفتّشين أثناء إجرائه امتحانات الشهادة الرسمية المتوسّطة. "أذكر أنه أثناء إمتحان الفيزياء، وقد كان امتحاناً صعباً، جاء رئيس المركز فجأة ليساعد أحد المرشحين وهو عسكري، وعندما رأى أنني استطعت حل الجزء الذي لم يستطع حلّه التلميذ الآخر، طلب مني إعطاءه الورقة كي ينقل الإجابة. لكنني رفضت وسألته عمّن يضمن لي إعادته الورقة إلي، وبعد أخذ ورد طلبت منه أن يكتب الإجابة على اللوح مما مكّن جميع الطلاب من نقل الإجابة".

في هذا الإطار يقول أيوب: "على الرغم من محاولاتنا يبقى هناك محاولات غش، فليس كل الأشخاص منضبطين أو يلتزمون بالقانون. لكنّنا نقوم بما في وسعنا عبر تعيين شخصين أو ثلاثة لكل غرفة، ووجود مراقبين داخل الغرفة وخارجها في الوقت نفسه، كما أننا نأخذ المراقبين، وهم أساتذة المدارس الرسمية، إلى مناطق تختلف عن مناطق سكنهم كي نتجنب تدخل التوصيات".

لكن التلاميذ يدخلون إلى الإمتحانات مهيئين نفسياً لإمكانية الغش. من هنا تتحدد علاقة التلاميذ بالمراقب إذا ما وجدوا لديه ما يتلاقى مع توقعاتهم. وتروي روزيت أنه خلال إجرائها إحدى الإمتحانات كانت المراقبة في الصّف صارمة جداً ولم تقبل أي محاولة غش مما ولّد لدى التلاميذ مشاعر من الكراهية تجاهها. "وبينما كانت المراقبة تتناول فطورها وقعت على الأرض بعد ان انزلقت، فما كان منا إلا أن بدأنا بالضحك، من دون أن يقوم أحدنا بمساعدتها". ويبدو التلاميذ مقتنعون، في بعض الأحيان، بأن الغش أحد حقوقهم. وبالنتيجة، تقول روزيت، "تشدّدت المعلمة في المراقبة ولم نستطع نيل ما نريد".

وفي قصّةٍ أخرى، يروي شادي أنه كانت له محاولات غش كثيرة اضطر في إحداها إلى إبراز بعض "الروشتات" التي عرف أنه لن يستخدمها في الإمتحان بعد قراءته الأسئلة، للمُراقبة وإقناعها بأنه لا يملك غيرها، فاكتفت بأخذ الروشتات منه وتأنيبه والسماح له بمتابعة الإمتحان. وتمكن هو في المقابل من الغش بما بقي معه من "روشتات".

من هنا، يبدو مستغرباً إرتياح المراقبين والمفتشين ورؤساء المراكز إلى هذا الحد لعمليات الغش والفوضى. وهذا يدفعنا إلى السؤال ما إذا كانت هناك أي إجراءات جدية تتخذها الجهات المختصّة في حال اكتشافها مخالفة المراقبين أو تقاعصهم عن القيام بمهماتهم. في هذا الإطار يقول أيوب: "في حال أي مخالفة من جانب الأساتذة في مراقبة سير الإمتحانات تتم كتابة تقرير يرسل إلى لجنة متخصصة لأخذ القرار اللازم لمحاسبتهم".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها