الأربعاء 2015/04/01

آخر تحديث: 13:27 (بيروت)

الترفيه في النبطية.. وصل الـMall أخيراً

الأربعاء 2015/04/01
increase حجم الخط decrease
يصدح صوت الموسيقى عالياً من سيارات يقودها شبان وشابات على الطريق الرئيسي في مدينة النبطية. إنها "كزدورة السبت"، التي لا يمكن أن تمر مرور الكرام، وقد أصبحت طقساً من الطقوس الأساسية لشباب النبطية. كانت الكزدورة في البداية سيراً على الأقدام حين بدأت في العام 1996، إلى أن أصبحت اليوم تعبيراً عن أسلوب حياة، ومكاناً مسلياً يفرغون فيه طاقتهم السلبية بـ"التشفيط" و"التخميس" وأصوات الموسيقى الصاخبة.


"أصبحت عادة عندنا، نخصص لها وقتاً. وهي تبدأ في حوالي الساعة الخامسة عصراً لتنتهي في العاشرة مساءاً"، تقول حنين بدرالدين. أما الشاب محمد حمود فيعتبر أن "الكزدورة هي الوقت الذي تجتمع فيه الشلّة من مختلف المناطق، للتسلية وتمضية وقت جميل لا يخلو من التباهي بالسيارات التي نملكها". لكن الكزدورة لا تنتهي هنا، بل تنتقل بروادها إلى مطاعم ومقاهي المنطقة، التي تعتبر المكان الأنسب لتعارف شباب وصبايا "الكزدورة".



المقاهي والاستراحات

تعيش النبطية حالاً من الهدوء والروتين الممل خلال الأسبوع، لتتحول خلال أيام العطل إلى مدينة تضج بالساهرين، الذين يستغلون العطلة الأسبوعية لضخ طاقاتهم في شرايين المدينة. فتراهم يحتلون الشوارع والطرقات والمقاهي والإستراحات في جلسات أنيسة ومنوعة، فتتحول النبطية إلى ما يشبه المهرجان المتنقل. كيفما اتجهت ترى الحياة من حولك، خصوصاً مع انتشار الاستراحات بعد فترة التحرير في العام الـ2000، والتي ساهمت في جعل منطقة النبطية، والجنوب عموماً، مقصداً للناس، الذين يأتون للإستمتاع بالطبيعة.

وتقول نادين عساف التي تقصد منطقة النبطية كل أسبوع آتية من بيروت، لتلتقي بأصدقائها في الجنوب: "السهرة في الجنوب مختلفة، اذ نلتقي مع الأصدقاء كل سبت مساءاً، في إستراحة في أحضان الطبيعة في سهل الميدنة". ولا تُفوِّت جلنار عطلة أسبوعية من دون زيارة لأقاربها في منطقة النبطية التي تقصدها مع أهلها. وتقول: "بعكس ما يقول البعض، فان السهرة في النبطية جميلة جداً، مش بس ببيروت في سهر". كما يشارك "الفنانون في حفلات أيام السبت، فبتكون سهرات ولعانة، والجو رائع"، على ما تقول ضحى رمال.

ارتياد المقاهي هو أمر أساسي بالنسبة لشبان النبطية، خصوصاً مقاهي الإنترنت. ويقول الشاب محمد صباغ إن "يومي لا يكتمل من دون لعبة الـ"كونتر سترايك"، حيث تجتمع الشلة ويبدأ التحدي ويستمر لساعات من دون أن نشعر بمرور الوقت".


النوادي الرياضية
انتشرت مؤخراً النوادي الرياضية في منطقة النبطية بشكل واسع، مع انتشار ثقافة النظام الغذائي الصحي الذي يجب أن يترافق مع ممارسة الرياضة. وأصبح النادي جزءاً مهماً في المسابح المنتشرة أيضاً بكثرة في المنطقة، إضافة الى أحواض الجاكوزي وغرف البخار والسونا. وتقول فاتن إنه "على الرغم من ضغوط العمل والوقت الضيق، إلا أن الذهاب إلى النادي من أساسيات النهار، للتخلص من الضغط النفسي الذي نتعرض له كل يوم منذ الصباح".


سوق الاثنين
يمتد سوق الإثنين على مكان واسع يبدأ من مدخل النبطية الغربي مروراً بالطريق المؤدي الى الحسينية، وتمتد فيه البسطات على الجانبين. "وهو يحتوي بضائع من مختلف الأسعار والنوعيات، ويناسب الجميع. كما ان أصوات الباعة تُشعرني بالأنس"، تقول السيدة فاطمة. أما الصبايا فيعتبرن السوق مكاناً للتسلية وتمضية وقت مسل ومفيد، في الوقت نفسه، للإستفادة من أسعار البضائع التي تكون عادةً أرخص من تلك الموجودة داخل المحال.



مول أول
ولا يمكن لقاصد النبطية أن لا يلتفت إلى الـ"Mall" الجديد، الذي أفتُتح منذ فترة قصيرة ويحوي عدداً من الفروع العائدة لشركات عالمية مثل "H&M" و"Claire’s"، بالإضافة الى مقهى "ليل نهار". ويفترض أن تُفتح فيه قريباً صالة للسينما. وهذا وجه جديد من وجوه الرفاهية، التي بدأت تتسرب إلى المدينة. تقول أليس بيطار، التي تزور الـ"mall" مع صديقاتها باستمرار، أن "الـmall فكرة جميلة. كنا نقصده في ذهابنا إلى صيدا وبيروت، ولكن الآن وأخيراً صار موجوداً في النبطية. صحيح مأخرين بس أحسن من ولا شي".


مركز ثقافي
ولا يمكن الحديث عن الترفيه في النبطية من دون الحديث عن "المركز الثقافي الاجتماعي". وهو لا يترك مناسبة من دون أن تكون له بصمة في نشر الفرح بين الصغار والكبار، على حد سواء. إذ ينظم عروضاً مسرحية لفرق من مختلف المناطق. بالإضافة إلى تنظيمه دورات تدريبية ترفيهية في مختلف المجالات، كالرقص والموسيقى والرسم وغيرها. وقد ساهم مؤخراً في انشاء حديقة عامة في النبطية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها