الجمعة 2015/01/02

آخر تحديث: 12:15 (بيروت)

الأدوية النفسية للطلاب.. أين الرقابة؟

الجمعة 2015/01/02
الأدوية النفسية للطلاب.. أين الرقابة؟
لوزارة الصحة دور في مراقبة الوصفات الطبية العشوائية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease


20 في المئة من الطلاب في لبنان يتناولون أدوية نفسية من دون وصفة طبية، حسب ما أبرزته دراسة صدرت عن كلية العلوم الصحية في "الجامعة الأميركية في بيروت"، في العام 2012، نفذتها الباحثتان ليليان غندور ودونا السيد، وشملت 570 طالباً في "الأميركية".


وفي نهاية العام المنصرم (2014) نُشرت دراسة ثانية أجراها الباحثون ليليان غندور وريما عفيفي وناصر ياسين من كلية العلوم الصحية في "الأميركية" حول الموضوع نفسه. وقد أوضحت غندور لـ"المدن"، وهي أستاذة في علم الوبائيات والاحصاءات، ان "الدراسات العلمية التي قمنا بها تبين لنا ان عدداً من الطلاب قد تناولوا الأدوية النفسية من دون وصفة طبية، وذلك لأسباب طبية، وقد حصلوا عليها من خلال الأصحاب أو الأهل".

وقد فسرت غندور سبب هذا الادمان بالرغبة بـ"تسكين ألم ما، حيث لجأ البعض منهم الى الترامال (tramal) مثلاً. مع العلم ان هذا الدواء له محاذيره في حال تمّ تناوله بشكل سيئ أو أخذه مع الكحول، الذي قد يترك مضاعفات صحية بالغة". لكن، من جهة أخرى، يتناول الطلاب أدوية الأعصاب، وفق غندور، "عشوائياً كالـxanax أوlexotanyl بسبب الضغط النفسي الذي يتعرضون له، أو لشعورهم بالقلق حول مصيرهم وما شابه ذلك".

ونبهت غندور الى أنه "من الضروري جداً أن يؤدي الأهل دوراً بارزاً في هذا الموضوع الصحي الدقيق، من خلال توعية أبنائهم حول مخاطر استعمال هذه الأدوية، لان سوء استعمالها قد يخفف نبضات القلب الى حد الوفاة. من دون ان ننسى أهمية دور الدولة في مراقبة الوصفة الطبية التي تعطى عشوائياً، اذ من غير المسموح أن يطبب الواحد نفسه بنفسه".

أما رئيسة قسم علم النفس في "الجامعة اللبنانية"، في الفرع الثاني، الدكتورة نازك الخوري فقالت لـ"المدن" ان "عالم المراهقة دقيق للغاية والمرحلة التي يمر فيها الشباب في هذا العمر تعتبر الأكثر تأثراً وعرضة لتحقيق تغيرات في الشخصية. ولهذا نجدهم، في بعض الأحيان، يلجأون الى المسكنات عشوائياً نتيجة الضغط النفسي الذي يعيشونه بفعل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان". وتلفت الخوري إلى "أهمية دور الاهل في مراقبة تصرفات أبنائهم باعطائهم كل الدعم النفسي والاجتماعي المطلوب لتخطي هذه المرحلة بسلام".

وأكد الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور سمير جاموس لـ"المدن" ان "الضغط النفسي والقلق يقفان وراء ادمان الطلاب الأدوية النفسية لأنهم يعيشون الخوف الدائم على المصير. ولكن هذا ليس حلا للأزمة النفسية التي يعيشونها. زد على ذلك غياب رقابة فعلية على الوصفات الطبية التي تعطي هذه الأدوية عشوائياً. لذا يجب اتخاذ اجراءات صارمة في هذا الموضوع رأفة بصحة أولادنا".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها