الثلاثاء 2014/12/16

آخر تحديث: 14:50 (بيروت)

التكبير "القاتل" للعضلات: منشطات أشبه بالمخدرات

الثلاثاء 2014/12/16
التكبير "القاتل" للعضلات: منشطات أشبه بالمخدرات
يفقد بعض الشبان كلاهم جراء استعمالهم للمنشطات "المزورة" (المدن)
increase حجم الخط decrease

كم شابا لبنانيا وقع ضحية هوس تكبير العضلات عبر التناول العشوائي للمنشطات الرياضية، المهربة والموجودة أحياناً في النوادي الرياضية، علما أنّ لها تداعيات صحية سلبية قد تصل الى "الموت الفجائي". فكل شاب يحلم في أن يكون جسمه "غير شكل" وعضلاته قوية ومتينة. "ولأن تناول الطعام لا يكفي لكي نصل الى ذلك، خصوصاً اذا أردنا التمرن على رفع الأثقال، قد نلجأ الى البروتيين لزيادة حجم عضلاتنا"، على ما قال سامي (30 سنة).


في المقابل قالت سهى أن تصرفات ابنها أصبحت غريبة في الفترة الأخيرة، اذ "غدا عصبي المزاج، فاعتقدنا في البداية انه يتعاطى المخدرات ولكن بعد الفحوص الطبية تبين أنه مدمن على المنميات الغذائية، التي أثرت على وظيفة الكلى عنده".


لا رقابة
هذا الملف الصحي تناوله عدة مرات رئيس "الهيئة الوطنية الصحية" الدكتور اسماعيل سكرية وخاصة لجهة عدم ضبط استهلاك هذه المنشطات. وهو يقول لـ"المدن": "هناك أساليب خاطئة في تقديم منشطات تكبير العضلات يقع ضحيتها الشبان، اذ يفقد بعض هؤلاء كلاهم جراء استعمالهم لها، أو قد تودي بحياتهم بسبب الهرمونات المستعملة مع البروتين. والخطير غياب الرقابة في النوادي الرياضية، حيث وصل حجم استهلاك هذه المنشطات إلى 250 مليار دولار في السنة".

وأضاف سكرية :"اذا شاء شاب تكبير عضلاته عليه مراجعة طبيبه، في ظل غياب الرقابة والصلاحيات الضائعة بين وزارتي الاقتصاد والصحة".


انفجار في القلب
في هذا السياق شرح الإختصاصي في الطب الرياضي الدكتور جوني ابراهيم لـ"المدن" عن خطورة استعمال هذه المنشطات، قائلاً: "بعض الشباب في لبنان يلجأون الى استعمال المنشطات لتكبير العضلات بتهور. وهم بعد رأس السنة يلجأون الى الادمان المكثف على هذه المواد لكي يحصلوا على عضلات كبيرة وضخمة بسرعة تحضيراً لموسم عرض الأجسام في فصل الصيف". والمؤسف، وفق إبراهيم، أن مستعملي هذه المنشطات لا يعرفون أثارها السلبية، اذ ان "هذه المنشطات المُشبَّعة بالهورمون قد تلحق الأذى بالكلى وتزيد من احتمال العقم، والأخطر من ذلك أنها تزيد من حجم عضلة القلب الى حد الانفجار مع أي مجهود رياضي قد يحصل".

ولفت ابراهيم الى وجود "غش في تسويق هذه البروتينات حيث تخلط بحقن من الهورمون وتباع على أساس أنها مكونة من البروتينات فحسب. لذا يجب التنبه وشراء هذه المنشطات من أماكن موثوق بها. لكن يُفترض بوزارتي الداخلية والصحة ضبط المخالفات الصحية أيضاً". كما يفترض بكل رياضي "اجراء فحص دم بشكل مستمر تجنباً لأي مضاعفات سلبية على الصحة، لأن الادمان على المنشطات أشبه بالادمان على المخدرات، ومن المفروض أيضاً أن يراقب الأهل تصرفات أولادهم، في حال أصيبوا مثلاً بعصبية زائدة".



الضوابط مطلوبة
لكن رئيس اللجنة النيابية الصحية النائب عاطف مجدلاني يرى أن على وزارة الصحة "التحرك سريعا لوضع الضوابط لهذه الحالة الاجتماعية- الصحية. ومن الضروري جداً الالتزام بقانون مهنة الصيدلة في بيع هذه الهورمونات في الصيدليات بموجب وصفة طبية، تجنباً لأي تداعيات صحية".

أما رئيسة مصلحة الصيدلة، في وزارة الصحة، الدكتورة كوليت رعيدي فأوضحت أن أي هورمون "يستعمل يكون ضمن وصفة طبية التزاما بقانون مهنة الصيدلة، الذي يحتم ذلك. وأي مخالفة في هذا المجال، من جهة النوادي الرياضية، سنقوم بملاحقتها بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة لاننا ضبطنا عدة مخلفات في هذا الاطار وقد أحيلت الى النيابة العامة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها