الأحد 2014/09/14

آخر تحديث: 11:06 (بيروت)

"اليسوعية": ليست الأقساط وحدها ما يقلق الطلاب

الأحد 2014/09/14
"اليسوعية": ليست الأقساط وحدها ما يقلق الطلاب
لا تقتصر الأعباء على الأقساط المرتفعة نسبياً بل تشمل المبالغ المالية التي يتكبدها الطالب طيلة السنة (أرشيف: علي علوش)
increase حجم الخط decrease
تفتتح "جامعة القديس يوسف" عامها الدراسي، غداً الاثنين، ومعها يستعد الأهل والطلاب لاستقبال السنة الدراسية الجديدة مع ما تحمله من أعباء مالية يختلف وقعها عليهم بحسب الطبقة الاجتماعية والاقتصادية التي ينتمي اليها كل واحد منهم. ولا تقتصر هذه الأعباء على الأقساط المرتفعة نسبياً، بل تشمل أيضا المبالغ المالية التي يتكبدها الطالب، طيلة السنة الجامعية، لمواجهة المصاريف التي تتطلبها "الحياة في اليسوعية".


تختلف الأقساط في "اليسوعية" بحسب كل اختصاص. فتتفاوت بين حوالي الـ8 آلاف دولار للاختصاصات الأدبية، وقد تفوق الـ20 ألف دولار بالنسبة للاختصاصات العلمية وخاصة في كليتي الطب والهندسة. وكانت السنة الماضية قد شهدت اقرار زيادة على الأقساط بنسبة اختلف على تقديرها الطلاب والادارة. وردا على هذه الزيادة وقع عدد من الطلاب عريضة "قل لا لزيادة الاقساط في جامعة القديس يوسف"، ورُفعت إلى ادارة الجامعة احتجاجاً على زيادة الاقساط بنسبة 11 في المئة، بحسب تقدير الطلاب. وكان الهدف منها التفاوض مع الادارة للوصول الى حل يرضي الطرفين ويحقق ما يسعى إليه الطلاب. لكن رد رئيس الجامعة البروفسور الأب سليم دكاش، على العريضة، جاء ليؤكد الزيادة الأخيرة التي قررها مجلس الجامعة، مع تحديد نسبتها بـ8 في المئة وليس 11 في المئة.

وتبرير هذه الزيادة، وفق الإدارة، يتعلق بزيادة الأجور التي قررتها الحكومة اللبنانية في السنتين الماضيتين. و"انها كانت ضرورية للمحافظة على المستوى التعليمي العالي للجامعة وأساتذتها. على أن جزءاً منها قد تحمله صندوق الجامعة مباشرة". وأضاف البيان الرسمي للجامعة وقتذاك أن "أقساط الجامعة مقارنة مع الجامعات المهمة في لبنان تبقى أقل بكثير، وقد تصل حتى الى ما يوازي نصف القسط بالنسبة للاختصاص ذاته في جامعة أخرى".

وتعليقا على هذا الرد يقول تميم، طالب كلية إدارة الأعمال: "لم أقتنع صراحة بهذا التبرير لأن سلسلة الرتب والرواتب لم تقر بعد. كان يجب متابعة الموضوع بشكل فعال أكثر أو بطرق أخرى تتجاوز تقديم عريضة فحسب". أما عن احتمال اقرار زيادة هذه السنة فقد وعد رئيس الجامعة بأنه لن يتم اقرار اي زيادة مماثلة على الاقساط وسيتم تحسين المنح والمساعدات الاجتماعية.

ولكن هذا لا يكفي وحده لتخفيف الأعباء المالية عن الطلاب، فيقول جوزف، طالب كلية الحقوق: "زيادة على القسط ادفع كل يوم 2500 ليرة لبنانية أو 550 ألف ليرة في السنة لاركن سيارتي في موقف الجامعة، التي يجب أن تؤمن موقفا مجانيا لطلابها". وتضيف زميلته نور: "ومن الممكن أن ندفع اكثر من 2500 ليرة لبنانية في النهار الواحد. فاذا اخرجت سيارتي من الموقف وعدت لاركنها مجدداً علي أن ادفع 2500 ليرة لبنانية من جديد".
وقالت محامية "Secure parking corporation" التي تتولى ادارة الموقف، لـ"المدن": "الشركة تستأجر أرض الموقف من الجامعة وتقسم الارباح مناصفة بينهما". فالجامعة اذاً، تستغل هذه الارض تجارياً بدل أن تكون موقفاً مجانياً لطلابها.

بالاضافة الى ذلك يعاني الطلاب من مشكلة في نوعية الأكل. وعلى الرغم من أن كافيتريا الجامعة أسعارها مقبولة لكن معظم الطلاب يشتكون من نوعية طعامها ومذاقه. فيلجأ أغلبهم الى المطاعم التي تحيط بالجامعة، التي ترتفع اسعار بعضها، فيما البعض الآخر حاله ليس أفضل بكثير من حالة كافتيريا الجامعة. تقول طالبة كلية الحقوق جويل: "من المفترض أن تؤمن الجامعة، البيت الثاني لطلابها، غذاء شهياً وصحياً. ومثال على ذلك الجامعة الأميركية في بيروت، المحاطة بعدة مطاعم مشهورة. كما ان حرمها الجامعي يشتمل على مقاه عديدة. لكن هذا اﻷمر لا ينطبق على اليسوعية، وخاصة في هوفلان، فطلابها يشكون دائما من الكافيتيريا، وكذلك من المطاعم والمقاهي التي تحيط بالجامعة. فهي ليست نظيفة، وبعض الطلاب وجدوا زجاجاً في مناقيش الجبنة، والبعض الآخر حشرات". ويضيف كريم طالب الحقوق: "بالاضافة الى اسعار هذه المطاعم المرتفعة نسبيا، فهي لا تقدم أي عروض أو اسعار خاصة للطلاب لتشجعهم على ارتيادها، فتخفف عنهم المصاريف اليومية".

increase حجم الخط decrease