الإثنين 2014/12/08

آخر تحديث: 14:18 (بيروت)

تردّي الاقتصاد اللبناني ينعكس سوء تغذية لدى الأطفال

الإثنين 2014/12/08
تردّي الاقتصاد اللبناني ينعكس سوء تغذية لدى الأطفال
70% من اللبنانيين مصابون بنقص في فيتامين "د" (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

تنذر دراسات علمية متتالية بأن لبنان يعاني من سوء تغذية خاصة عند الأطفال نظراً للأوضاع الإقتصادية المتردية التي انعكست على الحياة المعيشية، فهل هذا يعني أن صحة الأطفال دخلت مرحلة الخطر؟

"بالكاد نأكل. المعيشة غالية، ما في مصاري حتى نأمن الأكل الصحيح لولادنا". هذه العبارات تُسمع عند غالبية الأهالي. فيما تقول كاتيا، وهي أم لثلاثة أولاد، "لا عجب أن يعاني أطفالنا من سوء في التغذية طالما أن مصروفنا اليومي لا يتجاوز أحياناً الـ5 آلاف ليرة، فكيف يمكننا بهذا المبلغ تأمين الغذاء الصحيح لأولانا؟".


أرقام تنذر
بناءاً على المسح الذي أجرته "الجمعية المسيحية الأرثوذكسية الدولية لأعمال الخير الانسانية (IOCC)"، منذ بداية العام 2014 حتى شهر تموز الماضي، حول سوء التغذية لدى الأطفال، والذي طال 32,370 طفلاً ما دون الخامسة من العمر على مستوى المجتمع المحلي و14,640 طفلاً على مستوى مراكز الرعاية الصحية الأولية، فإن 770 طفلاً ما دون الخامسة من العمر يعانون سوء تغذية حاداً (سوء تغذية حاد متوسط/ سوء تغذية حاد شديد من دون مضاعفات)، ومعظمهم في منطقة البقاع.

وخضع 180 طفلاً آخر للعلاج في المستشفيات في حين حصل 9800 طفل بين السادسة والتاسع والخمسين شهراً من العمر على مكملات غذائية ووزعت فيتامينات مغذية على 3920 إمرأة حامل ومرضعة. وتولت الجمعية تدريب 55 مركزاً صحياً حول مسح، تحديد، علاج وادارة سوء التغذية وتغذية الرضع وصغار الأطفال. كما أجرت مسحاً لحالة سوء التغذية الحاد لدى الأطفال بين السادسة والتاسع والخمسين شهراً من العمر وللممارسات دون المثلى لتغذية الرضع وصغار الأطفال، للأطفال دون السنتين من العمر. وتم تدريب 230 عاملا صحيا على ادارة سوء التغذية وتغذية الرضع وصغار الأطفال.



اللبنانيون يعانون نقصاً في الفيتامين "د"
ويؤكد الاختصاصي في الطب العام الدكتور عبدو فرام لـ"المدن" أنه "بعد مسح على طلاب المدارس الرسمية تبين أن غالبية هؤلاء يعانون من سوء في التغذية، وخصوصاً فقراً في الدم".

بالمقابل أوضح الاختصاصي بالغدد والسكري الدكتور شارل الصعب أن "آخر الدراسات الحديثة أظهرت أن 70% من اللبنانيين مصابون بنقص في فيتامين -د- وأنّ سائقي التاكسي هم الأكثر حماية، وأن 5 % إلى 10% من نقص فيتامين -د- ناتج من سوء التغذية، كون التنوع الغذائي آخذ بالاضمحلال بسبب اتساع رقعة الفقر التي وصلت إلى 42، وانخفاض مستويات الدخل وتفاقم الغلاء. عدا عن التلوّث الذي يحدّ من امتصاص الأشعة فوق البنفسجيّة، فضلاً عن زيادة الوزن الذي يؤدّي إلى تخزين الفيتامين -د- في دهون الجسم فتحول دون توزيعه بواسطة الدم".

اما الاختصاصي في الغدد الصماء والتغذية الدكتور سليمان جاري فاعتبر أنّ في لبنان سوء تغذية "لكنّه ليس حاداً كما في الدول الإفريقية. وأهم ما في الأمر كيفية الاختيار الصحيح للأطعمة المغذية تجنباً للوقوع في فقر الدم وما شابه ذلك".


صحة الاطفال في لبنان غير متوازنة
ترى نيكول مفتوم، الاختصاصية في التغذية، أنّ صحة الأطفال في لبنان "غير متوازنة من ناحية الفيتامينات والمعادن. فهناك هوس عند المراهقين في تخفيف الأكل بهدف النحافة والنتيجة نقص في المعادن والفيتامينات، وهذا ما يؤثر على وضعهم النفسي. وهناك فئة تعاني فعلاً من سوء في التغذية نظراً للفقر وعدم توفر الأكل السليم".

وتنصح مفتوم، أنه إذا كان هناك صعوبة في تأمين اللحوم والدجاج بشكل مستمر نظراً للكلفة المادية، فـ"يمكن تعويض ذلك من خلال الحبوب لأنها تستوفي الشروط المطلوبة للغذاء أو شراء معلبات من التونة، أفضل من اللجوء إلى المعكرونة مثلا كونها الأرخص، انما لا تحمل الغذاء الصحيح".

وفي حال شعر الأهل بأي عوارض صحية لدى أطفالهم نتيجة سوء التغذية، "فعليهم استشارة اختصاصيين في هذا المجال، تفادياً لأي مضاعفات صحية قد تؤثر سلبا على الوضع الصحي للطفل".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها