الخميس 2015/08/27

آخر تحديث: 17:31 (بيروت)

"التيار" و"حزب الله": محاولات لسرقة الشارع وشعاراته!

الخميس 2015/08/27
"التيار" و"حزب الله": محاولات لسرقة الشارع وشعاراته!
التحرك يرفض محاولات الإستثمار (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

تتركز الانظار على تظاهرة السبت المقبل التي تعتزم بعض الحركات المدنية والشعبية تنظيمها في وسط بيروت، ولا شك أن التضارب في الشعارات والأهداف أخرجت التحرك من إطاره المطلبي وأدخلته في التجاذب السياسي والإصطفاف، فإنقسمت الطبقة السياسية بين مناهض علناً مثل حركة "أمل" وتيار "المستقبل"، وبين معتبر أنه جزء من هذا الشارع وشعاراته مثل "التيار الوطني الحر" و"حزب الله".

لم يكن التحرك بعيداً عن التسييس، سرعان ما استدرج المنظمون إلى الخنادق السياسية، بطريقة أو بأخرى، عبر بعض التصريحات التي بدت منسجمة بشكل كبير مع ما يطرحه "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، بغض النظر إن كان ذلك عن قصد أم لا، خصوصاً أن السيناريو المرسوم والشعارات المطروحة، تقود الى مؤتمر تأسيسي، وهو ما ردده أكثر من قيادي في "8 آذار"، بالإضافة إلى مطالبات أخرى تتعلق بإنتخابات نيابية قبل إنتخاب رئيس للجمهورية.

التقط البعض في "التيار" و"حزب الله" نقاط التقاطع مع الشارع، وكان لافتاً المحاولات المتكررة لسرقة الحراك والشارع واستثمارهما، لا سيما منذ يوم السبت الفائت حين اعتبر رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن "تحرك الشباب مبارك"، بالتزامن مع مشاركة عناصر من "التيار الوطني الحر"، وبعض رموز فريق "8 آذار"، كرئيس حركة الشعب نجاح وكيم، والنائب السابق زاهر الخطيب وآخرين.

سريعاً إنتقل "التيار" من مرحلة تفخيخ الحراك بوجوه وشخصيات معروفة، إلى مرحلة الدعوات المباشرة، عبر رموز وقيادات "التيار" التي بدت واضحة في دعوة المناصرين إلى النزول في تظاهرة يوم السبت، وسط تسريبات تفيد بأن "حزب الله" سيشارك ولن يترك "التيار" وحيداً في الشارع، التزاماً بما أعلنه مؤخراً الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

على صعيد الإستغلال أيضاَ، لا يمكن فصل ما سيجري السبت عن سياق الإستثمار في الضغط الذي يعتمده "التيار"، مدعوماً من "حزب الله"، على رئيس الحكومة تمام سلام، لا سيما أن هذا الضغط بالإمكان استشرافه من التصريحات التي أطلقها مسؤولو "التيار"، كالوزير السابق سليم جريصاتي الذي اعتبر أن التحرك المطلبي يسرق شعارات التيار التي أطلقها منذ سنوات، مشيراً أن التيار موجود في الشارع بالشعارات وليس بالضرورة بأشخاصه، لافتاً إلى أن هذا التحرك لا يمكن أن ينجح من دون تبنيه من قبل أحزاب سياسية لا علاقة لها بالفساد. هذا الكلام يتلاقى مع ما أكده لاحقاً النائب نبيل نقولا لجهة أنه لا يمكن للحراك الإجتماعي أن ينجح بإيصال مطالبه إلا من خلال مشاركة الأحزاب التي تتوافق مع مطالبه.

عليه، تتخوف مصادر سياسية بارزة لـ"لمدن" من إمكانية استثمار "حزب الله" لهذا الحراك من أجل الدخول في مرحلة جديدة تشبه مرحلة السابع من أيار 2008 ولكن بشكل مطلبي وليس بشكل عسكري أو عبر اجتياح، مرجحة أن تستمر هذه التحركات الشعبية من اجل إبقاء الامور متوترة. ويذهب أصحاب هذه النظرية إلى القول إن "حزب الله" يفعل ذلك تمهيداً للحصول على مكتسبات سياسية وصولاً إلى طرح المؤتمر التأسيسي في مرحلة لاحقة.

أما في المقابل فهناك وجهة نظر معارضة للسابقة تفيد بأن عدم مشاركة وزراء الحزب والتيار و"الطاشناق" و"المردة" في جلسة مجلس الوزراء هو من باب التضامن مع عون، ورفض إنكساره فقط، وترجّح أن يكون جرى إتفاق في سياق تمرير جلسة منتجة للحكومة، لكنه في المقابل لا يبدو أن التيار سيتراجع بسهولة، على الرغم من الإتصالات الجارية من أجل حلحلة الأمور، ولذلك فهو سيركز على تحرك يوم السبت المقبل في الشارع.

ويبدو أن التحرك المطلبي، وقادته أمام مسؤوليات كبيرة، وأمام تحد جديد، خصوصاً انه أعلن مراراً رفضه دخول السياسيين على الخط، ويكرر عبر مواقع التواصل الإجتماعية رفضه لمحاولات "التيار" و"حزب الله"، ويذكر أكثر من ناشط بحادثة طرد وزير التربية والتعليم العالي الياس أبو صعب مع بدايات التحرك من الشارع، لدى مشاركته تضامناً وذلك للتأكيد على أن التحرك لن يقبل مشاركة أحد من الطبقة السياسية.

وفي هذا السياق، يشير عمر ديب، وهو أحد منظمي حملة ''طلعت ريحتكم'' لـ''المدن''، أن "الدعوة إلى المشاركة في التظاهرة موجهة للجمعيات المدنية والأفراد الرافضين لكل الخلل الحاصل، ونحن مع مشاركة الأحزاب ولكن تحت الأهداف الأساسية للتحرك والتي تدين الطبقة السياسية كلها، وفي حال حاول هؤلاء تحويل هذه الأهداف لمصالح سياسية فعندها سيتخذون القرار المناسب لردع ذلك".

ويؤكد وائل عبدلله، وهو أحد منظمي حملة "بدنا نحاسب" لـ"المدن"، أن "الدعوة إلى التظاهر تطال الجميع"، وهو مع دعوة أي رئيس حزب إلى المشاركة للتأكيد أنه خارج هذا الفساد الحاصل، ولكن الأهم "تقديم الإستقالة والتنحي من المنصب من أجل التأكيد أنهم مع الشعب ومطالبه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها