الجمعة 2017/07/28

آخر تحديث: 01:11 (بيروت)

مزارعو عرسال: بقاء الأراضي في يد حزب الله مشكلة

الجمعة 2017/07/28
مزارعو عرسال: بقاء الأراضي في يد حزب الله مشكلة
16 ألف عائلة تعتاش من الزراعة في عرسال (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

أكثر من ثلاث سنوات مرّت على حرمان أهالي عرسال من بساتينهم الزراعية ومقالعهم الموجودة في الجرود. ما انعكس تعطلاً في الحركة الإقتصادية للبلدة. ورغم "تحرير" هذه الجرود، إلا أن مصير الأرزاق لايزال مجهولاً.

قبل الأزمة السورية، كان جزء كبير من اقتصاد البلدة مرتكزاً على محاصيل البساتين الزراعية من كرز ولوز ومشمش، التي كان يوزّع قسم منها داخل الأراضي اللبنانية، فيما يصدّر القسم الآخر إلى سوريا. لكن، منذ استعصاء وصول أصحاب تلك البساتين إليها، بعد اتخاذها مقرّاً للمسلحين، فقد العديد من أهالي البلدة باب رزقهم الوحيد. حتى أن "هذا الكرز بات يباع لنا"، وفق نائبة رئيس بلدية عرسال ريما الفليطي. ومنذ آب 2014، سيطر حزب الله على جزء من هذه الجرود، "إلا أننا لانزال محرومين منها حتى اليوم. والخوف الآن من أن يتكرّر ما حدث في 2014. فبقاء هذه الأراضي في يد الحزب مشكلة أيضاً".

يتشارك مزارعو عرسال هاجس انتقال مصادر رزقهم من يدٍ إلى أخرى، واستمرار إقصائهم عنها. صالح الحجيري هو أحد هؤلاء المزارعين، وهو يملك بستاناً يحوي 4 ألاف شجرة كرز، ورثه عن أهله، إلا أنه لم يدخله منذ أكثر من ثلاث سنوات. ويتحدّث الحجيري، لـ"المدن"، عن الخسارة التي تكبدتها عرسال بفعل حرمانها من بساتينها. "لقد كان الموسم يعود عليّ بـ60 ألف دولار، وكانت 16 ألف عائلة تعتاش من هذه الزراعة. أي ما يعادل 40% من سكان البلدة. هؤلاء أصبحوا جميعهم تحت خطّ الفقر".

ومنذ نحو شهرين، سمح الجيش للمزارعين بزيارة بساتينهم التي يقع جزء منها في مساحة أصبحت في عهدة الجيش، وجزء آخر في عهدة حزب الله. "لكن، ما إن اجتزنا المناطق التابعة للجيش في اتجاه المنطقة الخاضعة لسيطرة حزب الله حتى بدأوا اطلاق النار علينا، فإضطررنا إلى التراجع ولم نستطع الوصول إلى أراضينا"، وفق الحجيري. ومن بعد هذه الحادثة، لم يعد الحجيري وغيره من المزارعين متفائلين بامكانية إستعادة أراضيهم بعد تحريرها.

لا يختلف هذا الموقف عن مواقف أصحاب المقالع، التي يستحيل الوصول إليها أيضاً. ومنهم سعود عزالدين الذي يملك مقلعاً ومعملاً في الجرد. ويشير عزالدين، في حديثٍ إلى "المدن"، إلى المرحلة الأولى من تحرير الجرود في العام 2016، وما كان لها من أثر على أهالي البلدة. فبعد هذا التحرير، انتقلت مجموعة من المقالع في وادي الكحيل ووادي أبو حمودة والجانب الشرقي من عرسال إلى سيطرة حزب الله. ورغم أملهم باستعادة أراضيهم واستثمارها، إلا أنها ظلت ممنوعة عليهم. يضيف: "لا نأمل خيراً بعد ما شهدناه في المعركة الأولى. لدينا خوف من أن يتكرّر الأمر نفسه. لكن الفرق هذه المرّة هو أننا لم نعد نملك أي رئة أو متنفس. لقد حاصرونا من جميع الجهات، وأصبحنا نعيش في سجن".

وقد كان يعتاش من مقلع عزالدين ومعمله 30 أسرة، أصبحت من دون عمل الآن، "لأن عرسال ليست سوقاً مفتوحة، وكلّ ما لدينا هو الزراعة والمقالع. وبعد هذا الحصار أصبح جميع سكان البلدة مديونون". وتشير الفليطي إلى احصاء كانت أجرته منذ فترة يخلص إلى أن البلدة تضمّ "600 مصلحة بين مقلع ومنشرة، والعاملين فيها يبلغون نحو 60 ألف شخص. فليس هناك أسرة في عرسال لا يعمل أحد أبنائها في هذا المجال". لذا، "نتمنى أن يستلم الجيش هذه الأراضي ويعيدها إلى أهلها، فنتوقف عن الشحاذة لكي نأكل"، وفق الفليطي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها