الجمعة 2017/06/23

آخر تحديث: 01:09 (بيروت)

مناقصة السنترالات.. تطوير للاتصالات أم فضيحة جديدة؟

الجمعة 2017/06/23
مناقصة السنترالات.. تطوير للاتصالات أم فضيحة جديدة؟
القفز فوق شركتين بارزتين يطرح العديد من الأسئلة (المدن)
increase حجم الخط decrease
فازت شركة هواوي الصينية، بمناقصة تجهيز سنترالات الهاتف الثابت في لبنان بتقنية خدمات الإنترنت والاتصالات عبر الوسائط المتعددة، والمعروفة اختصاراً بـIMS. وأعلن وزير الاتصالات جمال الجراح، الخميس 22 حزيران، أن 30 شركة عالمية تقدمت إلى المناقصة، وتأهلت 3 شركات فقط، هي أريكسون، نوكيا وهواوي. وقدّمت هواوي العرض الأفضل وحازت 92 نقطة، في حين حصلت أريكسون على 82 نقطة، ونوكيا على 86 نقطة.

الخدمات التي ستقدمها هواوي تشمل الصيانة، التدريب، التركيب والدعم لمدة 5 سنوات، وستتيح للوزارة ربط سنترالات الهاتف الثابت ببعضها، وتنظيم الخدمات التي ستُقدّم عبر تقنية فايبر أوبتكس. وتشير مصادر في وزارة الاتصالات لـ"المدن" إلى أن التقنية الجديد ستتيح لأوجيرو "تقديم سلة من الخدمات للمشتركين، تتوزع بين الإنترنت والرسائل النصية والقنوات التلفزيونية. لكن أبرز ما ستستفيد منه الدولة في ظل التجهيزات الجديدة، هو عملية التنظيم والفوترة، أي ستتمكن من ضبط وتنظيم عملية استهلاك الخدمات وتسعيرها وجباية كلفتها. إذ إن تشغيل السنترالات وفق التقنية المستعملة حالياً في تشغيل شبكة الهاتف الثابت، لا تعطي النتيجة المطلوبة في مسألة الفواتير وضبط عملية بيع الخدمات".

الإيجابية الأخرى المرتبطة بالتقنية الحديثة، تنعكس، وفق المصادر، على المشتركين في المناطق التي لا تصل إليها الشبكة الأرضية للهاتف الثابت، والتي تتلقى خدمات اوجيرو من طريق اللاسلكي، "ما يصعّب عملية الفوترة وتحصير حقوق الدولة، لكن بواسطة تقنية IMS ستتمكن الدولة من إيصال الخدمات إلى تلك المناطق، وقبض مستحقاتها". وبفضل تطور هذه التقنية وإمكانية تشغيل كثير من الوسائط عبرها، يمكن للدولة، كما تقول المصادر، "وضع كلفة معينة لقاء استعمال المواطنين تطبيق وتسآب". إلا أن وضع هذه الإمكانية موضع التنفيذ يحتاج إلى شروط ومتطلبات تحيل الملف إلى السجالات السياسية. وهي ما تبقيه قيد الإمكانية النظرية.

غير أن فوز شركة هواوي، "الإبنة المدللة لشركة زين للاتصالات، التي تدير شركة تاتش في لبنان، لم يكن وليد صدفة، برأي المصادر. بل إن القفز فوق شركتين بارزتين في هذا القطاع، وتحديداً شركة أريكسون، ينطوي على "صفقة لم تُكشف ملامحها بوضوح. وتأتي هذه الصفقة من ضمن سياسة وضع اليد على وزارة الاتصالات وتحييد رأي الخبراء والتقنيين في الوزارة وهيئة أوجيرو. وهذا ما يقوم به تيار المستقبل منذ توليه حقيبة الاتصالات".

عليه، فإن ما تعتزم الوزارة تقديمه بيد، من خلال تحسين تقنية تشغيل السنترالات، ستأخذه باليد الأخرى إذا ما إنكشفت تفاصيل الصفقة المرتبطة بالتقنية الجديدة. وتجدر الإشارة إلى أن إثارة علامات الإستفهام حول تلزيم هواوي، تعتبر "صفعة ثالثة" للفريق الأزرق في وزارة الاتصالات، بعد الصفعة الثانية المتمثلة بقرار قاضي التحقيق في بيروت فادي عنيسي، الذي ينص على ترك المدير العام السابق لأوجيرو عبد المنعم يوسف بموجب سند إقامة. ما يؤشر إلى إقفال ملفه. بالإضافة الى صفعة توقيف صفقة تلزيم خدمة نقل المعلومات للمشتركين عبر شبكة الألياف الضوئية، لشركة غلوبل داتا سيرفيسيس Global data Services، والتي حصلت بقرار من الجراح، في شهر أيار المنصرم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها