الثلاثاء 2017/01/03

آخر تحديث: 18:31 (بيروت)

10 مستشفيات ترفض استقبال الطفل محمد بركات: لا تأمين

الثلاثاء 2017/01/03
10 مستشفيات ترفض استقبال الطفل محمد بركات: لا تأمين
قال الطبيب: "لو تأخرنا أكثر، محمد سيكون في حال حرجة جداً"
increase حجم الخط decrease
لم يكن بهاء بركات، والد الطفل محمد البالغ من العمر 31 يوماً، يعلم أن فترة الأعياد التي ينتظر انقضاءها لاستلام بطاقة التأمين لإبنه قد تكون خطراً يهدد حياته. فبعد ظهور عوارض مرضية لدى محمد، كارتفاع حرارته إلى 39 وإصفراره، الأحد في 1 كانون الثاني، حمل بهاء ابنه واتجه به نحو مستشفى السان تيريز الذي رفض استقباله، لعدم توفّر غرف شاغرة. قرّر عندها بهاء إدخال طفله إلى مستشفى آخر. لكن بعد خمس ساعات ومع اشتداد البرد وتدهور حالة ابنه الصحية، كان بهاء قد جال على أكثر من عشرة مستشفيات رفضت كلّها استقبال ابنه. والسبب؟ الطفل "مضمون ومش تأمين".

هذه ليست المرّة الأولى التي نسمع فيها عن طفل كاد يموت على أبواب مستشفى لبناني بسبب سياسته التجارية اللاإنسانية. لكن هذه المرّة، لم يروِ والد الطفل تجربته مع "دكانٍ" واحد، إنما مع أكثر من "عشر دكاكين"، على حدّ توصيفه. وفي اتصالٍ مع "المدن"، روى بركات تفاصيل ما جرى معه، بعد وصوله إلى مستشفى السان تيريز في الساعة العاشرة ليلاً. "لكننا انتظرنا حتى 10:45 بسبب الازدحام في غرفة الطوارئ. خرجت بعدها الممرضة مزعوجة من صراخ الصبي، لتطلب منّا أن نعطيه البنادول بأنفسنا ونقيس حرارته، لأن المستشفى لم يكن فيه بنادول وميزان حرارة، وفق ما قالت لنا".

وحين اتجه بركات إلى مكتب الدخول ليفتح ملفّاً لابنه، علم الموظّف أن الجهة الضامنة هي "الضمان" وليست شركة تأمين، فأغلق الملف معلناً أن لا وجود لغرف شاغرة. وحين أعلمه بركات أنه قدّم أوراق التأمين، وهو ينتظر انتهاء العطلة لاستلام البطاقة، أجابه الموظّف: "لا علاقة لي بهذه الأمور". وبما أن "الواسطة" هي الطريقة الأمثل، وأحياناً الوحيدة، لإنجاز أي أمر في لبنان وحتى الدخول إلى المستشفى، اتّصل بركات بطبيبٍ في السان تيريز ليتوسّط له، فنجح في تأمين غرفة من الدرجة الأولى على شرط أن يدفع فارق الدرجة. إلا أن الموظّف طلب من والدي محمد دفع مبلغ 500 دولار كي "يظبطوها". "ماذا يعني 500 دولار ليظبطوها؟ كيف أعرف أن الموظف لن يضع المبلغ في جيبه؟"، يسأل بركات.

انتقل بعدها بركات إلى مستشفى السان جورج، الذي رفض استقبال الطفل هو الآخر لأنه لا يحتوي على قسم للأطفال، ومستشفى الروم والجامعة الأميركية وأوتيل ديو، كما أجرى اتصالات مع عددٍ من المستشفيات الأخرى. وفي كلّ مرة كانت الإجابة ذاتها: "لا سرير لطفل ليس لديه تأمين". وفي كلّ مرة، كان الطاقم الطبي يؤكّد حاجة الطفل إلى مستشفى. فكان بركات يسألهم: "وما هذا؟ أليس مستشفى؟".

بعد قرابة خمس ساعات، وعدد من المحاولات، نجح بركات في إدخال ابنه المستشفى اللبناني الكندي الذي قبل استقبال محمد في العناية المركّزة، ولم يطلب سوى تقرير بحالته من مستشفى الروم. وبعد فحص الطبيب له، تبيّن أن محمد يعاني من إلتهاباتٍ في الدّم، وهو بحاجة إلى أسبوع في المستشفى لمعرفة أسبابها. وقال الطبيب، وفق بركات، "إننا لو تأخرنا ساعة أو ساعتين إضافيتين، كان محمد سيكون في حال حرجة جداً". 

ويشير بركات إلى أنها المرة الأولى التي يواجه فيها أمراً من هذا النوع، ذلك أنه لديه وعائلته مضمونان. حتى أنه سبق أن أدخل ابنته مستشفى السان تيريز، حيث كانت تلقى "ترحيباً حاراً لأنها تملك تأميناً". 

وبعد كتابة بركات عن تجربته هذه، وتحميله وزارة الصحة ونقابة المستشفيات والأطباء مسؤولية ما جرى، ووضعه برسم حكومة "استعادة الثقة"، اتصّل به وزير الصحة غسان حاصباني ووعده بفتح تحقيق في الموضوع.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها