الأحد 2016/05/15

آخر تحديث: 20:28 (بيروت)

جونية.. معركة بحجم قضاء كسروان

الأحد 2016/05/15
جونية.. معركة بحجم قضاء كسروان
المال حضر أيضاً (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
تخطّت حماوة المعركة الانتخابية في جونية حرارة الطقس، وتحدّى أبناء عاصمة كسروان عوامل الطقس وتوجهوا باكراً إلى صناديق الإقتراع، في مشهد أشار بوضوح إلى أن المعركة لن تكون سهلة، وأنها تتخطى الإطار البلدي بين لائحتي "جونية التجدد" و"كرامة جونية"، إلى إطار سياسي صرف على الساحة المسيحية.


عوامل عديدة اجتمعت في المدينة، كلّها تصبّ في خانة الصراع على النفوذ السياسي وإثبات الذات. ليس المشهد بعيداً من الدورة الماضية، خصوصاً أن الإصطفافات والأحداث متشابهة، بعدما فشل "إعلان النوايا" في طرق أبواب "عاصمة المسيحيين"، كما أسماها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون قبل ساعات من فتح صناديق الإقتراع.

في شوارع المدينة، بدا الإنقسام واضحاً وظاهراً للعيان. اصطف أنصار "التجدد" وقابلهم أنصار "الكرامة". حاول كل طرف تقديم ما يلزم لشحذ همم الناخبين، كأنه شحذ للأصوات، ونجحوا بعدما أقفلت صناديق الإقتراع في أحياء المدينة الأربعة (حارة صخر، ساحل علما، غادير، صربا) في تحقيق نسبة تقارب 60% من المقترعين. ما يدلل على طبيعة المعركة.

صبيحة يوم الإنتخاب، بدت شوارع جونية أشبه بخطوط تماس. ما فرض على الناخبين تفضيل مراكز الإقتراع على المسابح في هذا اليوم الحار. ورغم عدم تسجيل أي إشكال بين الطرفين، إلا أن ذلك لا يلغي الأجواء المشحونة التي خيّمت. وأبرز الشعارات انحسرت بين إسمي اللائحتين، من يريد التجدد ومن يريد التمسّك بالكرامة.

لم يسقط في جونية، رغم حماوة المعركة "إعلان النوايا". نجحت "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" في ضبط الشارع وأنصارهما، وغابت عوامل التشنج المباشرة بينهما، وإن حضرت بين اللائحتين. هنا لا مهادنة، ولا إمكانية للتنازل. وكل المجاملات بينهما غير ممكنة على عكس المناطق الأخرى، خصوصاً أن "القوات" تريد إثبات شرعيتها المسيحية في معقل الموارنة، فيما "التيار" يريد الإحتفاظ بما كرّسه منذ سنوات.

القرار الحازم المشترك بضبط الشارع لم يسر عموماً على أنصار "التيار الوطني الحر"، خصوصاً أن المعركة بدت أنها معركة دخول العميد المتقاعد شامل روكز إلى المدينة، وعبرها إلى كسروان، تمهيداً لوراثة مقعد عمه النيابي لاحقاً. في المدينة تحدث البعض علناً عن صراع النفوذ والمستقبل السياسي وتصفية الحسابات بين روكز والوزير جبران باسيل، وعن تصويت البعض في "التيار" للائحة "التجدد"، رغم أن الأغلبية التزمت لائحة "الكرامة".

ما حصل في المدينة بين أبناء "التيار" دفع عون إلى التصريح علناً بضرورة الإقبال على الإقتراع، نافياً الإنقسام في صفوف "التيار". وكان نائب رئيس "التيار" الوزير السابق نقولا صحناوي حضر إلى جونية لمتابعة العملية الانتخابية، وهو ما عده البعض رسالة واضحة بضرورة الإلتزام بلائحة "الكرامة"، خصوصاً أن صحناوي مقرب جداً من باسيل.

حتى الشائعات التي تحدثت عن انقسام "التيار" وضعت في خانة محاولة "كسر عون وتياره"، خصوصاً أن أنصار عون في المدينة تحدثوا مراراً عن "المال الانتخابي" ودخول المتمول جلبير الشاغوري على خط المعركة في جونية، وسط دعوات إلى تكثيف التصويت لأن "سقوط عون في جونية يعني قطع الطريق على وصوله إلى قصر بعبدا"، كما أكد أكثر من قيادي في "التيار" لـ"المدن".

الحديث عن "المال الانتخابي"، الذي كان افتتحه عون قبل ساعات من فتح صناديق الأقتراع، وضع المدينة ضمن دائرة القلق الأمني، خصوصاً أن البعض تخوف من تكرار اشكالات زحلة التي وقعت على خلفية الرشى الانتخابية. وهذا ما فرض تكثيف الإجراءات الأمنية، وحضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق شخصياً للإشراف على اليوم الانتخابي.

لكن، بدت سريعاً الصورة معكوسة، وإانقلبت الإتهامات ضد "التيار"، خصوصاً بعدما بثت إحدى قنوات التلفزة المحلية تسجيلاً يثبت تقديم لائحة "كرامة جونية" رشوة انتخابية إلى إحدى الناخبات. ما دفع عناصر استقصاء جبل لبنان إلى توقيف المدعو ريمون بطرس من بلدة حارة صخر، وقادته إلى بعبدا، وأصدرت إشارات باحضار كل من داني وروني عقيقي من قبل فصيلة غزير ونمر البواري من قبل فصيلة ذوق مصبح، بتهمة الرشوة أيضاً.

وفيما نفى رئيس لائحة "جونية التجدد" فؤاد البواري عبر "المدن" المعلومات التي تتحدث عن "دفع أموال من الخارج"، أشار رئيس لائحة "كرامة جونية" جوان حبيش عبر "المدن" إلى أن "وزير الداخلية شكل فرق أمنية خاصة منذ أيام لمتابعة هذا الموضوع، ونجن لمسنا دفع أموال إستثنائي عبر تقديم عروض إلى بعض العائلات".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها