السبت 2016/05/14

آخر تحديث: 20:43 (بيروت)

معركة جونية.. ومستقبل روكز السياسي!

السبت 2016/05/14
معركة جونية.. ومستقبل روكز السياسي!
روكز سيؤث مقعد عون النيابي في جونية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

في الساعات الماضية وضع العميد المتقاعد شامل روكز ثقله في معركة جونية البلدية. ما كان يحكى عن دور خفي له في إدارة المعركة، وفي سقوط التوافق، واتجاه المدينة الى معركة كسر عظم بات مؤكداً، ما يضعه عملياً أمام أول تحدٍ سياسيٍ له منذ تقاعده من الجيش اللبناني.

منذ أن خرج روكز من السلك العسكري، كان البحث عن دور سياسي له ضرورة. سبقه رئيس "التيار" الجديد ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى محاولة الإمساك بقضاء البترون، حيث مسقط رأسيهما. وبالتالي بات على روكز البحث عن قضاء آخر يبدأ فيه مشواره السياسي.

إختار روكز بدعم من عمه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون كسروان. خيار ذكي بالطبع، خصوصاً أن القضاء معروف عنه أن من يفوز به يفوز بالزعامة المارونية، ورفع بالتالي سقف المنافسة مع باسيل، الذي فشل حتى في الفوز بمقعد نيابي في البترون.

يستعد روكز، وفق معلومات "المدن"، للترشح في قضاء كسروان في أي إنتخابات نيابية مقبلة، لوراثة مقعد عمه النيابي. وهذه التحضيرات دفعته إلى بدء نسج علاقات واسعة في القضاء، تمهيداً لمستقبله السياسي، الذي يعتقد أن معركة جونية – عاصمة القضاء – البلدية ستكون تمهيداً جيداً لفرض نفسه رقماً صعباً في المعادلة الكسروانية، خصوصاً أنه يواجه وحيداً تجمعاً حزبياً وعائلياً.

يحمل كثر في جونية العميد المتقاعد مسؤولية فرط محاولات التوافق، دافعاً رئيس البلدية السابق جوان حبيش إلى رفع سقفه التفاوضي، وخوض معركة مباشرة مع رئيس مؤسسة "الانتشار الماروني" نعمة افرام، وبالتالي الإنقسام الحاد من جهة والتحالف الهجين من جهة أخرى، والذي أفرز لائحة "كرامة جونية" المدعومة من "التيار الوطني الحر" و"الوطنين الأحرار" و"الكتائب اللبنانية"، ولائحة "جونية التجدد" المدعومة من افرام والنائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن و"القوات اللبنانية".

منذ أسابيع أقنع روكز عمه بخيارات المواجهة في جونية. يقول البعض إن هذه الخيارات قد يكون ثمنها غالياً خصوصاً أنها ستنعكس حتماً على "الجنرال" وحظوظه" في معركة الوصول الى كرسي بعبدا الرئاسي. لكن وقبل ساعات من فتح صناديق الأقتراع بات التراجع مستحيلاً وهو ما دفع عون إلى التوجه الى جونية، والتصعيد بإعتبارها باتت معركة كسر عظم من العيار الثقيل.

أراد روكز، وفق معلومات "المدن" تسجيل أكثر من نقطة عبر المواجهة في جونية. واضافة الى هدف الإطلالة القوية على عاصمة "المسيحيين في لبنان" كما وصفها عون، أراد توجيه رسالة مزدوجة إلى باسيل و"القوات"، خصوصاً أن المعركة في جونية قد تكون الوحيدة التي فرضت على ثنائية "اعلان النوايا" التي يعارضها روكز في مجالسه، بعد أن باتت "القوات" محرجة بين خيار افرام وخيار عون.

وعلى الرغم من ان "القوات" تعاملت بذكاء مع الواقع على الأرض، ضبطاً للإيقاع، ومحاولة منع اي صدام أو احتكاك قبل الإنتخابات وخلالها وبعدها، إلا أن نتائج المعركة في المدينة، التي تضم 18 الف ناخب، وما يقارب الـ250 الف نسمة، ستحدث شرخاً قد يمتد إلى كافة مناطق كسروان، وتكون له تداعيات أساسية على الإنتخابات النيابية المقبلة.

من جهته، حاول باسيل جاهداً اقناع عمه بعدم صوابية الخيار، كما حاول بالتضامن مع "القوات" انجاح مساعي التوافق، لكنه في المقابل وبعد فشل هذه المساعي، جلس جانباً ينتظر النتائج، متوقعاً انكسار صهره، وبالتالي تسجيل هدف في مرماه في صفوف "التيار عبر تحميله مسؤولية الهزيمة، وسياسياً عبر تراجع حظوظه في كسروان، خصوصاً أن نجاح روكز في جونية، سيحوله الى رقم صعب، يصعب منافسته، بما أن حيثية كسروان أكبر من حيثية البترون نيابياً وسياسياً.

وعلى الرغم من طبيعة المعركة التي ستحدد التوازنات السياسية، إلا أن أوساط التيار كعادتها تحاول إخفاء الخلل الذي بات واضحا في أروقتها. ويؤكد المنسق العام في "التيار" بيار رفول لـ"المدن" أن "الكلام الذي يشاع حول خلاف حاصل بين باسيل وروكز هو غير صحيح وهو نتيجة حملة تشن على التيار".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها