الأربعاء 2016/04/06

آخر تحديث: 08:01 (بيروت)

فرنجية يحاول اقتحام جونية بلدياً!

الأربعاء 2016/04/06
فرنجية يحاول اقتحام جونية بلدياً!
عون وجعجع يتكاتفان لتطويق فرنجية (تصوير: ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease
تتخذ إنتخابات البلدية في المناطق المسيحية طابعا جديدا إستثنائيا هذا العام على إعتبار انها إختبار حقيقي لخريطة التحالفات التي نتجت عن لقاء معراب الذي كرس تحالفا جديدا بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والذي فرز المتضررين من هذا التحالف على الساحة المسيحية وبدل خريطة التحالفات السياسية فيها.

ثمة تاريخيا بعض المدن والبلدات التي تشكل فيها النتائج البلدية اختباراً للحضور المسيحي؛ ومن بين هذه المدن تأتي على رأسها عاصمة كسروان جونية بما تمثله على الساحة المسيحية شعبياً وسياسياً.

ونظرا لأهمية جونية ستكون الإنتخابات فيها مناسبة لإختبار مدى فعالية هذا التحالف. ويقابل هذا التحالف العوني - القواتي الجديد تحالفات متضررة منه أبرزهم، النائب سليمان فرنجية في زغرتا والنواب المستقلون المسيحيون وغالبيتهم يدورون في فلك تيار "المستقبل"، وما يسمى بالزعامات العائلية المناطقية. ويميل المتضررون من هذا التحالف إلى التكتل وراء فرنجية، الذي جعل من ترشيح الحريري له لرئاسة الجمهورية مشروع إطاحة حقيقية بالبنى الحزبية الاساسية على المستوى المسيحي، والمتمثلة بالقوات والتيار الوطني الحر.

يسعى النائب فرنجية بطريقة أو بأخرى إلى الإطاحة بالتحالف الجديد من خلال مواجهة القوتين المسيحيتين الأساسيتين وتطويقهما في عقر دارهما، وذلك عبر إعادة إنتاج رموز الوصاية على المستوى المسيحي في المناطق المسيحية، وهي القوى الإقطاعية والعائلية التي إستثمرت في السياسة على مدى ربع قرن وما يزيد، وبنت شبكة علاقات ومصالح على حساب المسيحيين ودورهم في الدولة طيلة فترة الوصاية السورية.

وتحت هذه المظلة بادر النائب فرنجية إلى عقد سلسلة لقاءات غير معهودة في أجندته السياسية، ولها مدلولاتها السياسية وتؤشر إلى تصميم فرنجية وتياره السياسي على التمدد إلى العمق المسيحي وإستنهاض قواه المتضررة من إتفاق معراب، فالزيارة التي قام بها فرنجية إلى الوزير بطرس حرب في تنورين بعد إعلان ترشيحه للرئاسة، واستقباله ميشال معوض في  بنشعي، وتلبيته دعوة الوزير السابق فريد هيكل الخازن إلى العشاء في جونية، دليل على توجه فرنجية في هذا السياق، وهو ما سيجد ترجمته على مستوى إنتخابات البلدية المقبلة.

أبرز نتائج هذا الحراك السياسي الذي يقوده فرنجية لتطويق تحالف القوات والتيار الوطني الحر، بدأت تظهر تباعا على مستوى الإنتخابات البلدية في مدينة جونية، التي تعتبر عاصمة المسيحيين في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط لما لها من رمزية سياسية عند المسيحيين. فبعد ان بادرت القوات والتيار الوطني الحر إلى طرح التعاون مع البيوتات والفعاليات السياسية في مدينة جونية بهدف تشكيل لائحة تتمثل فيها كل الاطراف السياسية في المدينة.


وفاجأ الخازن الجميع برفضه هذا الطرح، وبدا مغرداً خارج سرب التوافق المقترح، في حين أبدى رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار المهندس نعمة أفرام تجاوبه المطلق مع مبادرة التوافق وإستعداده للمضي قدما في ترجمة نتائج التوافق المسيحي الذي نتج عن لقاء معراب على مستوى إنتخابات البلدية في جونية.


وتؤكد مصادر متابعة ل"المدن" أن الخازن يضغط على افرام لسحب مرشحه لرئاسة بلدية جونية فادي فياض لصالح فؤاد بواري نائب رئيس البلدية الحالي المحسوب أساسا على النائب السابق منصور غانم بون، وترشيح فياض لمنصب نائب الرئيس على اللائحة التي يطرحها الخازن برئاسة البواري. وتضيف المصادر أن الخازن أبلغ فياض تصميمه رفض التوافق الذي يطرحه الثنائي العوني - القواتي في مدينة جونية ومواجهته بكل قواه، على إعتبار أنه موجه إلى العائلات السياسية في جونية ومنطقة كسروان الفتوح، ويعمل على إلغاء دورها السياسي لصالح النخب الحزبية على مستوى هذين الحزبين.

وأكد الخازن ل"المدن" في هذا السياق أن عدة المعركة الإنتخابية، السياسية والمالية متوفرة إلى أبعد الحدود، وأن التمويل متوفر بمعزل عن إفرام، مشيرا إلى أنه حسم أمره على هذا الصعيد ولن يتراجع عن خوض المعركة واصفاً إياها بالوجودية.

اما بالنسبة للعاملين على خط التوافق العوني - القواتي في بلدية جونية، فيرفضون مقولة النائب الخازن، ويعتبرون أنها ترويج دعائي لمعركة مفترضة ضد العائلات السياسية، وتؤكد مصادر مطلعة ل"المدن" أن القوات والتيار يعملون على التواصل في كل البيوتات والمكونات السياسية في مدينة جونية وتحديدا العائلات السياسية فيها.

من جهته فاجأ النائب السابق منصور البون كل المعنيين أنه وضع كل أوراقه عند رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، فإذا نجح التحالف العوني - القواتي في بلدية جونية فهو سيكون أول الداعمين لها، وفي حال فشلت اللائحة فهو سيؤيد لائحة يتبناها عون من دون مناقشة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها