الإثنين 2016/04/04

آخر تحديث: 09:14 (بيروت)

"الجماعة".. شريك "بلدي" لـ"المستقبل"!

الإثنين 2016/04/04
"الجماعة".. شريك "بلدي" لـ"المستقبل"!
المشاورات انطلقت في أكثر من منطقة وأولها صيدا (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

منذ العام 2005 تمكن تيار "المستقبل" من الأمساك بالتمثيل السني، بحضور بدأ من العريضة شمالاً، حتى الناقورة جنوباً، وبات أحد التيارات العابرة للمناطق، بقوة تجييرية ضخمة، ولم يستطع أحد ضمن الطائفة السنية من منافسته، على الرغم من حضور بعض التيارات المناطقية، أو الزعامات المحلية.

وحدها "الجماعة الإسلامية" كانت حاضرة ضمن البيئة السنية على مساحة الجمهورية أيضاً، وإن بحضور وتمثيل أقل بكثير. هذا الواقع فرض على "المستقبل" انطلاقاً من العام 2009 التعاطي مع الجماعة بطريقة مغايرة، وإن مجحفة كما يرى أكثر من قيادي في الجماعة، خصوصاً أنه يومها حصل "المستقبل" على دعمها في أغلب المناطق اللبنانية، مقابل مقعد وحيد حصلت عليه الجماعة في بيروت.

مع كل استحقاق تبرز حاجة "المستقبل" إلى الجماعة بوصفها شريكاً قادراً على تجيير أصوات في المناطق الحساسة انتخابياً، مثل بيروت وصيدا والشوف والبقاع والشمال. وعلى الرغم من السياسة الإنفتاحية التي ينتهجها "المستقبل" مع كل القيادات السنية، مع قرب موعد الإنتخابات البلدية، إلا أن الشريك الأول في هذه الإنتخابات، الذي بدأت معه المفاوضات سريعاً، كان "الجماعة الإسلامية".

صحيح أن اللقاءات التي يجريها "المستقبل" مع قيادات الجماعة الإسلامية تعزز أهمية التواصل بين الطرفين ضمن إطار جمع الشمل وتحصين البيت السني، خصوصا في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة، ولكن لا شك أن هذه الحركة هي دليل واضح أن القوى السياسية السنية بدات تعد العدة للتعامل الجدي مع إنتخابات البلدية والإختيارية بعدما حددت وزارة الداخلية موعد إجرائها.

من الواضح أن الحركة التي يقوم بها تيار "المستقبل" تتجه نحو إمكانية تحالفه في عدد من المناطق مع الجماعة الاسلامية ضمن لوائح موحدة من أجل ضمان أكبر عدد من الاصوات وعدم تراجع مكانته في مناطقه، وفق ما تقول مصادر مطلعة لـ"المدن"، خصوصاً "بعد التحولات التي طرأت على المزاج السني، خصوصا في فترة غياب الرئيس الحريري عن لبنان"، وبالتالي "يحتاج المستقبل إلى طاقات عملانية كبيرة لتسيير ماكيناته الإنتخابية".

بعد عودة الحريري إلى لبنان إلتقى نائب "الجماعة" عماد الحوت في بيت الوسط، ليشكل هذا اللقاء بداية مساعي التقارب بين "المستقبل" و"الجماعة" - على الرغم من انتقادات قيادات الأخيرة لفوقية "المستقبل" في التعاطي السياسي معها - وذلك بهدف تحصين الشارع السني وإعادة لم شمله تمهيداً لخوض الإنتخابات البلدية بشكل توافقي، وعليه يؤكد الحوت لـ"المدن" أن "الرئيس الحريري يسعى بكل الطرق المتاحة إلى إعادة تفعيل العلاقات بين القوى السنية، والتقارب يصب في مصلحة الوطن ككل كما أن إرتداداته إيجابية على صعيد الإنتخابات".

بعد لقاء الحوت – الحريري استمرت اللقاءات بين الطرفين، لمناقشة كيفية سير الإنتخابات البلدية. وأكدت مصادر"المدن" أن الهدف الاساسي للقاءات التي يجريها "المستقبل" مع "الجماعة" تصب في الخانة الإنتخابية وكيفية التعاطي معها لتفادي اي خسارة تضع "المستقبل" في مكانة لا يقبلها. كما تضيف المصادر أن ما يقوم به "المستقبل" هو بطلب من المملكة العربية السعودية التي اكدت ضرورة إعادة لم شمل الشارع السني، وبالتالي بدأت رسمياً المفاوضات بين "المستقبل" والجماعة في أكثر من منطقة وأولها صيدا.

من جملة ضرورات التحالف مع "الجماعة"، تشير مصادر "المدن" إلى التقارب المسيحي الاخير بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" بات مصدر قلق للعديد من القوى السياسية ومن بينها "المستقبل"، خصوصاً أنه بات واضحا أن هذا التقارب سيستثمره القطبين على صعيد الإنتخابات البلدية والإختيارية. ويشعر "المستقبل" أن هذا التقارب قد يترك بعض الإنعكاسات السلبية عليه، خصوصا أن مكانة "المستقبل" ليست في أفضل أحوالها، على مستوى الشارع السني في كل لبنان. وتؤكد المصادر أن "المستقبل" يحاول تحصين نفسه لأنه قلق من النتائج، كما أن التقارب المسيحي حتم على المستقبل فتح أبواب المصالحة مع الجميع وخصوصا الجماعة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها