الأحد 2016/03/06

آخر تحديث: 08:16 (بيروت)

المتن بلدياً.. مملكة المر – "الكتائب" مهددة!

الأحد 2016/03/06
المتن بلدياً.. مملكة المر – "الكتائب" مهددة!
المعركة في عقر دار المر و"الكتائب"
increase حجم الخط decrease

للمتن نكهته الإنتخابية الخاصة التي تميزه عن بقية المناطق. في الإنتخابات الرئاسية مرشحوه ''بالجملة''. وفي الإنتخابات النيابية له حصة الأسد من الإصطفاف السياسي. أما لإنتخاباته البلدية والإختيارية فلكل مدينة وبلدة معركتها التي تساوي ''معارك الوطن''.

في القضاء الذي يشكل إختباراً للقوى والتيارات المسيحية، وإنعكاساً يتعدى حدوده المرسومة، غالباً ما كان يعتبر الممسك به سياسياً زعيماً يتخطى حدود بلدات القضاء. نجح حزب "الكتائب اللبنانية" عبره، وكذلك "التيار الوطني الحر"، فيما تنتظره في أي إنتخابات نيابية أو بلدية تحديداً حسابات جديدة، بعد بروز واقع مسيحي جديد، إثر التقارب بين "التيار" و"القوات اللبنانية"، الذي يشكل إنقلاباً كاملاً للمعادلات الإنتخابية فيه.

على الرغم من التنوع السياسي والحزبي في المتن إلا أنه لم ينجح أحد يوماً في احتكاره. حتى القوانين الإنتخابية، الأكثرية، غالباً ما كانت تحضر فيها الخروق المتبادلة، لكن تحدي التقارب بين "القوات" و"التيار"، والخوف من "البوسطة" او "المحدلة" الإنتخابية، دفع الأطراف الأخرى الحاضرة في القضاء، إلى البدء ببحث الخيارات المتاحة بلدياً في حال أجريت الإنتخابات، وخصوصاً "الكتائب اللبنانية"، والوزير السابق ميشال المر، اضافة الى حيثية حزب "الطاشناق".

وتفيد مصادر متنية مطلعة لـ"المدن" أن المسعى الأساسي لـ"التيار" و"القوات" من هذا التقارب هو إبتلاع بعض الشخصيات المستقلة أو بعض الأحزاب الصغيرة على الصعيد المسيحي عموماً، وعلى الساحة المتنية، على الرغم من ان لكل طرف منهما حساباته الخاصة في هذا القضاء، والتي يقف في وجهها حجر عثرة المر.

"بلديات المتن تساوي المر"، هذه المعادلة تكرست منذ إجراء الإنتخابات البلدية للمرة الأولى بعد الطائف عام ١٩٩٨، حيث تمكن من الإمساك بالعصب النابض لقضاء المتن من خلال مجالسه المحلية، ونجح في إحتضان عدد كبير من رؤساء المجالس بعد دعمهم للوصول الى هذه المواقع، بمعزل عن خياراتهم السياسية وهم نواة المجموعة التي أطلق عليها لقب "كتائب المر"، بما أن معظم هؤلاء رؤساء أقسام سابقين في حزب "الكتائب".

إستطاع المر طوال أكثر من إحدى عشرة سنة، بناء مملكة البلديات التي تتيح له التواصل المباشر مع جمهوره المتني، وقد إستطاع من خلال هذه الورقة تحقيق إكتساب ساحق في الإنتخابات التي أجريت في العام ٢٠٠٤، والتي خاضها بالتحالف مع الحزب السوري القومي الإجتماعي و"الطاشناق"، بوجه ما كان يسمى بالمعارضة المسيحية المتمثلة بـ"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" و"الكتائب اللبنانية"، لكن الصورة إختلفت اليوم والإصطفافات السياسية باتت من نوع آخر، ونتيجة الحلف المسيحي الجديد، لم يعد أمام المر سوى خيار "الكتائب اللبنانية".

ونظراً إلى الحماوة المتوقعة بلدياً في المتن، بدأت فعلياً الإتصالات واللقاءات لإستشراف إمكانية التحالف بين المر و"الكتائب"، بما أن هذا الخيار هو الوحيد القادر على فرض مواجهة قوية نسبياً ضد "التيار" و"القوات". وعلمت "المدن" أن التنسيق بدأ فعلياً بين المر و"الكتائب" لمواجهة هذا التحالف متنياً، وعقد منذ بضعة أيام إجتماع ضم رئيسة إتحاد بلديات المتن ميرنا ميشال المر ورئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، وقررا خلاله السير في خط واحد في الإنتخابات البلدية.

ويؤكد عضو المكتب السياسي لحزب "الكتائب" سيرج داغر لـ"المدن" أن "الحزب بدأ تحضيراته لخوض الإنتخابات من خلال تشكيل لجان متخصصة"، مشيراً إلى أن "حضور الحزب في المتن قوي جداً، على الرغم من أن التيار والقوات يتمتعان بتمثيل جيد. وجزم بأن "الحزب سيتحالف مع النائب المر، الذي لديه حضور قوي وفعال، ومن يعتقد أنه يستطيع تخطي الكتائب والمر في المتن فهو مخطئ".  

وإذا كان "الكتائب" والمر يحضران لخوض معركة كسر عظم في وجه محاولة الغائهما متنياً، إلا أن الثنائي "القوات" – "التيار" يدرك الحساسيات المتنية، ويحاول وفق معلومات "المدن" استشراف مدى إمكانية فتح حوار بلدي مع المر، خصوصاً أن أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان يؤكد لـ"المدن" أن "لدى التيار قناعة بضرورة إسقاط الفيتوات السياسية عن الإنتخابات المحلية، وأن لا تكون السياسة عائقاً أمام اللقاءات ذات الطابع العائلي وهذا ما يميز المتن، لكن إذا فرضت المعارك السياسية فسنخوضها بكل تأكيد، وسنستثمر تقاربنا مع القوات، خصوصاً أن هذا التقارب في الإنتخابات البلدية يشكل قوة لا يستهان بها".

وعلى الرغم من إبقاء البعض الباب مفتوحاً أمام محاولات تجنيب المتن معركة من العيار الثقيل، خصوصاً أن التحضيرات بدأت، فإن كثراً يشككون في إمكانية نجاح مساعي التوافق، أولاً نظراً الى التعقيدات المتنية، وثانياً إلى الدعاية التي تشير إلى قدرة "القوات" و"التيار" على قلب الموازين رأساً على عقب في المتن، وهو ما لا يمكن ان يسمح به المر أو "الكتائب" في عقر دارهما.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها