الأربعاء 2016/03/02

آخر تحديث: 12:08 (بيروت)

جزين أم المعارك... نيابياً وبلدياً وإختيارياً!

الأربعاء 2016/03/02
جزين أم المعارك... نيابياً وبلدياً وإختيارياً!
معركة مرتقبة بين أجنحة "عونية" متعددة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
عند الوصول إلى قضاء جزين، يظهر النشاط الإنتخابي في هذه المنطقة، من خلال الصور والأعلام المرفوعة حديثاً، ويتبيّن مدى الإستعداد للإنتخابات الفرعية والبلدية والإختيارية، خصوصاً بعد تحولات وتطورات عديدة حصلت إن على الساحة السياسية أو حتى على صعيد العلاقات والتحالفات داخل القضاء المتنوع سياسياً.


توصف المعركة في جزين بأنها أم المعارك، لأن كل القوى السياسية المسيحية حاضرة تقريباً في القضاء، على الرغم من تفاوت موازين القوى، ولها حساباتها الخاصة، خصوصاً أنه قبل اعتماد القضاء دائرة إنتخابية، كانت الكلمة الفصل لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لأن جزين كانت تتبع لمحافظة الجنوب، فيما اختلفت الأمور منذ إنتخابات العام 2009، عندما خاض "التيار الوطني الحر" تلك الإنتخابات ضد الجميع وفاز فيها.


وإن كان "التيار الوطني الحر" الأقوى في القضاء، الذي يبلغ عدد الناخبين فيه نحو 55 ألفاً، إلا أن الإنتخابات البلدية والإختيارية، عادة ما تفرز واقعاً أكثر انسجاماً مع نبض الشارع، وانقساماته، نظراً الى أن الإنتخابات تخاض على صعيد القرى والمدن وحتى الأحياء، ونظراً الى خصوصية قضاء جزين الذي ينشط فيه إلى جانب "التيار الوطني الحر"، كل من "القوات اللبنانية"، و"الكتائب اللبنانية" عبر النائب السابق ادمون رزق، اضافة الى النائب السابق سمير عازار، المحسوب على بري.


يمكن للمنطقة تجنّب معركة حامية على صعيد الإنتخابات الفرعية لملء مقعد جزين الشاغر بوفاة النائب ميشال الحلو، إذ أن التحالف المستجد بين "القوات" و"التيار"، سيفرض فوز المرشح المدعوم منهما، وقد يدفع الجميع إلى التراجع عن الترشح مثل إبراهيم سمير عازار، فيما قد يستنفر هذا التحالف أطرافاً أخرى مثل ادمون رزق، أو أطرافاً أخرى مستقلة، لن تكون قادرة على قلب الموازين.


ويؤكد رزق لـ"المدن" أن "الإنتخابات ضرورة، لكي تبقى المنطقة على قيد الحياة سياسياً، بمعزل عن كيفية نسج التحالفات، لكن الأهم أن يبقى صوت أبناء المنطقة مسموعاً، لا أن يكون ممثلوها ملحقين بدوائر معينة". وهذا الكلام يوحي بأن رزق لن يكون موافقاً على التحالف العوني - القواتي، لكنه يعتبر أن الأمور لا تزال مبكرة.


وعلى الرغم من أن "الأمور لا تزال مبكرة" إلا أن معلومات "المدن" تشير إلى أن التوافق بين "التيار" و"القوات" بات قاب قوسين أو أدنى، خصوصاً ان "القوات" تريد إبداء حسن نية، عبر دعم خيار المرشح العوني أمل أبو زيد، هذا ما يؤكده عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب زياد أسود لـ"المدن" وكذلك يؤكده مرشّح "القوات" في الإنتخابات الأخيرة عجاج حداد لـ"المدن"، مشيراً إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن "القوات" ستدعم مرشّح التيار، ولكن "ننتظر الصورة للتبلور أكثر".


ما ينطبق على الإنتخابات الفرعية، يبدو معاكساً على صعيد الإنتخابات البلدية والإختيارية، حيث تتشعب فيها التحالفات ولا تزال حتى الآن غير واضحة بالنسبة لأي من الأطراف، خصوصاً أن ما ينطبق على الإنتخابات النيابية تسقط اعتباراته في البلدية على حدّ قول أسود لـ"المدن".


ينشط "التيار" باكراً، عبر اطلاق التحضيرات، وعقد اللقاءات الحزبية والعائلية، اضافة الى انتشار صور قيادييه ومرشّحيه في الشوارع وعلى الطرقات الرئيسية، مرفقة بلافتات الشكر للنواب، لشدّ العصب والإستقطاب. لكن هذه الإنتخابات إذا ما حصلت ستكون مغايرة للإنتخابات السابقة بالنسبة إلى العونيين، أولاً بسبب إنقسامهم على ذاتهم، والخلافات التي تعصف في ما بينهم، وثانياً بسبب التحالف مع "القوات"، وهذا ما ينعكس إيجاباً على واقع المنطقة ذات الأغلبية المسيحية، ولكن وقعه سيكون سلبياً على العونيين الطامحين للترشّح، خصوصاً أن "القوات" ستحاول تحصيل مكاسب بلدية وإختيارية، في مقايضة مع خيار دعم أبو زيد نيابياً.


لكن الأبرز في جزين هي الحسابات الداخلية في "التيار"، خصوصاً أنه في الإنتخابات الأخيرة جرى الإتفاق بأن تكون الرئاسة على مرحلتين، النصف الأول من مدة الولاية للرئيس السابق وليد الحلو والثاني لعضو "التيار" يوسف رحّال، لكن حينها رفض الحلو ، مدعوماً من النائب أسود، التنازل، ما دفع إلى تدخّل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون شخصياً لحلّ المشلكة والتوافق على انتخاب الرئيس الحالي خليل حرفوش. لكن انتخاب حرفوش، لا يعني أنه جاء وفق قاعدة توافقية، خصوصاً أن مصادر "المدن" تشير إلى أن الخلاف بين أسود وحرفوش له علاقة بالإنتخابات الداخلية لـ"التيار"، إذ أن أسود كان ضد وصول وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى الرئاسة، فيما كان حرفوش موالياً لباسيل، ما رفع من حدة المواجهة بينهما خصوصاً ان البعض يردد أنه في حال حصول إنتخابات نيابية مستقبلاً، فإن "التيار" لن يرشّح أسود، بل سيرشّح حرفوش مكانه، بضغط من باسيل.


كل ذلك يعني حكماً، أن التعقيدات في جزين ستخلط كل الأوراق، وإحتمال انقسام "التيار" إلى أكثر من لائحة بلدياً وارد وبقوة، خصوصاً أن أسود يلفت إلى أن التحضيرات بدأت لكن كل شيء سيتوضح عند دعوة الهيئات الناخبة، مشيراً إلى ضرورة البحث عن أسماء جديدة مع بعض الأسماء القديمة، ومستبعداً إختيار حرفوش مجدداً لأن "تجربة الإنتخابات السابقة حصلت فيها إنجازات ولكن هناك ثغرات يجب تلافيها".


إستناداً إلى هذه الخلافات العونية العونية، وإنطلاقاً من مبدأ العائلية، قد تبدو معركة الإنتخابات البلدية صعبة على التحالف المسيحي الجديد، إذ لا تستبعد مصادر جزينية إمكانية التوافق بين "الكتائب" وعازار، والعونيين الرافضين خيار "التيار" مع بعض العائلات،وحينها ستصبح المعركة طاحنة جداً، وإذا ما رسا الأمر على هذا الحال، فهناك إحتمال كبير لخسارة التحالف "العوني – القواتي" على صعيد المدينة، اما على صعيد القرى، فيبدو حظّ التحالف مرجحاً، في حصد العديد من المجالس البلدية.


وعلى الرغم من كل هذه الإستعدادات التي انطلقت باكراً، وقبل المناطق الأخرى، إلا أن البعض لا يزال يتحدث عن إمكانية تأجيل الإنتخابات. ويقول حداد لـ"المدن" إن "الحديث عن السير بالإنتخابات ليس جدياً وهناك تخوف من إلغائها"، ويتفق أسود مع هذه الهواجس قائلاً إن "ثمة أمور قد تبدو خفية ولكنها قد تحول دون إجراء الإنتخابات".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها