الثلاثاء 2016/01/19

آخر تحديث: 15:36 (بيروت)

"الكتائب" يتدلل: نحن بيضة القبان!

الثلاثاء 2016/01/19
"الكتائب" يتدلل: نحن بيضة القبان!
مصادر "الكتائب": الجميع بحاجة لأصوات كتلتنا (المدن)
increase حجم الخط decrease

باتت الأوراق المسيحية، بعد تبني رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، مكشوفة على الطاولة بين ثلاث قوى مسيحية من أصل أربع في ظل موقف رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، الذي أكد فيه من بكركي، وبعد دقائق من المشهد "المعرابي" استمرار ترشيحه.

وحده حزب "الكتائب اللبنانية"، الطرف الرابع في المعادلة المسيحية، يقف مترقباً، على الرغم من تكرار قياداته استمرار الرئيس أمين الجميل في ترشيحه، في محاولة لإبقاء ورقة التفاوض حاضرة، مع الأطراف المتصارعة، عطفاً على موقفه الغامض حتى الآن.

غموض "الكتائب" ينطلق، وفق مصادر "المدن"، من حسابات دقيقة. البازار الرئاسي الذي فتح يحاول كل طرف تحقيق مكتسبات سياسية عبره، وهذا ما يدفع "الكتائب" الى دراسة معمقة لكل حسابات الربح والخسارة، في حال تأييد هذا المرشح أو ذاك، خصوصاً أن هذه الحسابات لا يسقط منها صورة التركيبة السياسية المقبلة، التي ستفرز بعد إنتخاب رئيس جديد، اضافة الى الإنتخابات النيابية، التي ستحدد أحجام الكتل ومدى تمثيلها شعبياً.

وعلى الرغم من حجم كتلة "الكتائب" النيابية الصغير نسبياً (5 نواب)، إلا أن احتدام المنافسة بين عون وفرنجية، وخلط الأوراق، وفتح بازار حساب الأصوات التي من الممكن أن ينالها كل مرشح، في حال جرت الإنتخابات، أفرز واقعاً ايجابياً بالنسبة لـ"الكتائب"، يساهم في تعزيز المكتسبات أو الثمن الذي يريده لقاء تأييد أي مرشح، خصوصاً أن الحزب يعتبر أنه أصبح "بيضة القبان"، بما أن الجميع بحاجة له.

وعلى صعيد الحسابات أيضاً التي يدركها "الكتائب"، تشير مصادر "المدن" إلى أن "أي مرشح إن كان سيفوز، فسيكون فوزه بفارق صوت واحد، من دون حساب نواب الكتائب وعددهم خمسة، وبالتالي فإن فرنجية كما عون بحاجة إلى الأصوات الكتائبية ليبقى فوز أحدهما بمأمن عن أي تحولات".

وفق هذه القراءة، بدأت القوى السياسية تضغط على "الكتائب". وعلمت ''المدن'' أن قيادات  من أكثر من تيار وتكتل وحزب، تتصل بالقيادات "الكتائبية" لإستمالتها، وهذا ما فعله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عندما إتصل برئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل.

وتشير المصادر إلى أن تيار "المستقبل" على تواصل مستمر مع "الكتائب" لحثه على دعم فرنجية، خصوصاً أن "الكتائب" أكثر ميلاً لفرنجية، لأن تحالف عون وجعجع يحجم دوره، أما نجاح فرنجية فيعني حصة في السلطة، وحلفاً جديداً يمكنه من مواجهة الثنائية المارونية الجديدة، اضافة الى أن البعض في "الكتائب" يبحث عن دور مشابه للذي اتخذه جعجع، أي عراب العهد الجديد، بدل أن يكون الحزب ملحقاً فقط بالثنائية المارونية.

لكن كل الحسابات تبقى غامضة في بكفيا، خصوصاً أن مصير الحزب السياسي معلق، بعد أن أوصل "الثنائي الماروني" رسائل حازمة، وفيها تهديد مبطن، بأن عدم الإلتحاق بـ"الإجماع المسيحي" يعني عملياً تحجيم "الكتائب" في أي انتخابات نيابية مقبلة، وهو الأمر الذي يقلق الجميل، ويدفعه أكثر الى التريث والترقب.

وعلى الرغم من حالة الترقب والإنتظار، إلا أن الحزب يعتقد أنه في موقع قوي، خصوصاً بعد عودة الحوار بينه وبين "حزب الله"، كما الى علاقاته الجيدة بمختلف الأطراف، وخصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي ينسق معه دورياً، وآخر جولات التنسيق هذه كانت خلال اللقاء الذي عقد بين الجميل ووزير المال علي حسن خليل.

وفيما دعا الجميل كتلة "الكتائب" النيابية إلى إجتماع يعقد الأربعاء، لمناقشة آخر المستجدات على صعيد ملف الرئاسة، يشير نائب رئيس حزب "الكتائب" الوزير السابق سليم الصايغ لـ''المدن'' إلى أن "موقف الحزب واضح من الرئاسة، فالعملية ليست الأشخاص، ولا الكيدية، وإنما مضمون المشروع الذي يقدمه المرشح".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها