الجمعة 2014/02/21

آخر تحديث: 04:47 (بيروت)

يبرود.. معركة لا نزهة

الجمعة 2014/02/21
يبرود.. معركة لا نزهة
تأجيل الاقتحام بعد صدمة الساعات الأولى
increase حجم الخط decrease
دخل "حزب الله" معركة يبرود إلى جانب النظام السوري لاسقاط المدينة التي اتهمها بتجهيز السيارات المفخخة بالعبوات الناسفة وإرسالها إلى لبنان لتنفجر في الهرمل والضاحية الجنوبية. ولكن كما ظهر في "مفخخة" حام، فالسيارة عبرت من منطقة بعيدة عن يبرود، ما يعيد السؤال إلى جدوى دخول الحرب السورية من أساسها. 
 
معارك عنيفة دارت حول المدينة التاريخية التي عاش أهلها قرون ما قبل التاريخ في المغاور الصخرية.. وفي الثورة، فتحت أبواب بيوتها لآلاف النازحين من حمص ومناطق سورية أخرى كي لا يناموا في الشوارع. هي المدينة نفسها التي استقبلت آلاف النازحين اللبنانيين خلال حرب تموز عام ٢٠٠٦. هذه المعارك، توقفت في اليومين الماضيين بعد أن تكبد الحزب والنظام خسائر كبيرة، إثر كمين مُحكم نصبه لهم ثوار المدينة، فتراجعت الهجمات في انتظار خطة جديدة. 
 أقنع حزب الله جمهوره بضرورة دخوله الحرب لأسباب كثيرة، مرة لحماية المقامات الدينية ومرة أخرى لحماية لبنانيين يسكنون الأراضي السورية.. وفي حالة يبرود، قال إنه يريد وقف العبوات الناسفة الموّردة من هناك.. حملة إعلامية ضخمت حجم يبرود وعبواتها التي تمر عبر جرود السلسلة الشرقية لتصل إلى الهرمل والضاحية الجنوبية لبيروت، عبر جرود عرسال. وشبّه إعلام حزب الله سهولة اسقاط يبرود بسهولة اسقاط بلدة القصير قبل أشهر.
 
ولكن حال يبرود اختلف قليلاً عن الحملة الضخمة التي فُبركت ضدها. المفاجأة الأولى للمعركة هناك كانت في عدم سقوط المدينة والبلدات المحيطة بها سريعاً.. فالمقاتلون هذه المرة صمدوا وقتاً أطول والسبب هو حصولهم من مستودعات مهين على أسلحة "كونكرس" المضادة للدبابات والتي ساهمت في تراجع الهجمات.
 
أما المفاجأة الثانية في هذه المعركة، فكانت مع عبور سيارة مفخخة من سوريا باتجاه لبنان حيث أوقفت على حدود بلدة حام وهي بعيدة نسبياً عن يبرود المحاصرة والتي لا يمكن إخراج السيارات منها.. الأمر الذي نفى عن حاضرة القلمون تهمة تجهيز السيارات المفخخة.. ويصبح من شبه المؤكد أن الدخول إلى سوريا هو "عش دبابير".
 
المفاجأة الثالثة أتت مع ورود معلومات أمنية عن عبور السيارة من منطقة سرغايا الواقعة تحت سلطة النظام السوري.. إذ يشكك هؤلاء في أن يكون المتشددون مرروا السيارة عبر حواجز جيش الأسد بعد دفعهم رشوى للمسؤولين عنها.
 
وبالعودة إلى يبرود ودور مقاتلي حزب الله فيها.. تحدثت مصادر متابعة عن رقم تقريبي لمقاتلي النظام وحزب الله في الهجوم على المدينة وهو لا يتعدى الألفي مقاتل، بكامل عتادهم الحديث، يضاف إليهم المدرعات.
 
ويتوزع مقاتلو الحزب بين عناصر جيش الأسد.. كل اربعة عناصر سوريين لديهم قائد مجموعة من حزب الله،  يدير تحركاتهم.. وجنود الأسد المشاركين في المعركة تلقوا التدريب العسكري في قواعد الحرس الثوري الإيراني.
 
ومن ضمن الألفي مقاتل هناك مجموعة كبيرة من مقاتلي حزب الله يتواجدون من الجهة الشمالية والشرقية ليبرود، أي من جهة جريجير وداخل النبك، حيث يحاولون التقدم لفتح طريق إلى يبرود، تفسح المجال أمام الجيش السوري لاحتلالها.
 
في يبرود أنواع مختلفة من المقاتلين، من المتشددين إلى العلمانيين. تشكيل كبير من المقاتلين الذين خبروا معارك الغوطة الشرقية وكذلك معركة القصير. معركة غير عادية لا يوقفها إلا مفاوضات تحاول أحدى شخصيات يبرود الرئيسية إجراءها بين الثوار والنظام لتحييد المدينة عن الدمار.
increase حجم الخط decrease

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب