الإثنين 2015/08/24

آخر تحديث: 16:39 (بيروت)

"التيار": محاولة فاشلة لإستثمار الحراك!

الإثنين 2015/08/24
"التيار": محاولة فاشلة لإستثمار الحراك!
فشل التيار في التماهي والإستغلال
increase حجم الخط decrease

في بداية التحركات المطلبية حاول "التيار الوطني الحر" إستثمارها. سريعاً بدا أن مراد "التيار" لن يمر، خصوصاً أن الشارع الذي تظاهر تحت شعارات مطلبية، بدا أنه بعيد كلياً عن توجهات "التيار" الأخيرة والتي رفعت شعار "حقوق المسيحيين"، والتي فشلت في حشد العدد المطلوب شعبياً.

إنطلاقاً من تحول المطلب الأساسي للتحركات الشعبية من أزمة نفايات إلى المطالبة بإسقاط الحكومة والمجلس النيابي، ظهرت المواقف العونية وعلى رأسها موقف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الداعم بشكل كامل للتحرك مؤيداً المطالب، حيث هنأ الشباب المتظاهرين السلمين المطالبين بحقوقهم، مديناً الأعمال العنفية التي تعرض لها المتظاهرين مؤكدا على ضرورة المعاقبة وفي حال لم تتم فلن يتم التساهل في هذا الأمر.

وعلى أثر البيان بدأت الفعاليات السياسية داخل "التيار" بشرح رأيها تجاه هذا التحرك، ومن الواضح أنه كان هناك إجماع من قبلهم بشأن أهمية هذا الحرّاك ودعمهم له، هو ما برز في موقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، لجهة ضرورة القضاء على النفايات السياسية، والدعوة الى الجميع للمشاركة في هذا التحرك.

لا يزال "التيار" على موقفه، يحاول الإستثمار قدر الممكن. في هذا الإطار، يقول عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا لـ"المدن" إن "وضع التحرك جيد جداً والشعارات التي طرحت هي الشعارات التي طالب وما زال يطالب بها التيار، وخصوصاً على صعيد محاسبة المسؤولين عن الفساد في الدولة، ولكن عمليات الشغب التي حصلت في نهاية التحرك من قبل بعض الشبان المندسين، أمر مرفوض ومن المؤكد أنهم يتلقون الدعم من بعض الفئات السياسية من أجل تخريب التحرك المطلبي"، معتبراً أن كل من يتهم التيار بإستثمار هذا التحرك فـ"هو جاهل ومتواطئ".

ليس موقف نبيل نقولا الذي خرج منذ اليوم الأول معلقاً عضويته في مجلس النواب استثناء، فقد أصدر زميله في "التكتل" النائب ألان عون بياناً أشار فيه إلى "فشل الدولة وتحويلها لدولة قمعية ديكتاتورية وإذا إضطر الأمر به إلى تقديم إستقالته فهو مستعد لذلك مؤكداً على ضرورة إجراء إنتخابات نيابية اليوم قبل الغد".

لا ينفصل هذا الدعم عن الشعارات التي رفعت خلال الإعتصام. رأى "التيار" في شعار إستقالة المجلس النيابي، وإجراء إنتخابات نيابية مبكرة، على عكس طروحات الفريق الآخر الداعية الى إنتخاب رئيس للجمهورية قبل الإنتخابات النيابية، فرصة سانحة للإستثمار بما أن "التيار" كان عراب هذا الطرح سابقاً، وهو ما يدفع مصادر سياسية إلى وضع ما أعلن عنه نقولا سابقاً وآلان عون لاحقاً في هذه الخانة.

بعيداً عن الإستثمار النيابي، بدت رسالة ميشال عون بالأمس التي حاول فيها تهنئة الشباب على حراكهم تعني الإستثمار إلى أقصى الحدود في هذا التحرك حكومياً. وترى مصادر "المدن" أن عون أراد من خلال ذلك قطع الطريق على أي جلسة منتجة للحكومة يوم الخميس المقبل، والدفع إلى المزيد من التخريب بهدفه حشر رئيس الحكومة تمام سلام في الزاوية. وأراد عون بحسب المصادر عرقلة الحكومة، أو بالحد الأدنى عقد جلسة وزارية غير منتجة، وإجبار رئيس الحكومة على المواقفه والقبول بالطروحات العونية وأهمها مقاربة العمل الحكومي.

لكن رياح ما جرى لم تصب في خانة "التيار" وسفنه، لأن ثمة مفارقة غريبة، اذ إن ل"التيار"  حصة وازنة في الحكومة، ما يعري تظاهره أو انتقاده ضد الحكومة، وهذا ما تجلى في موقف باسيل ووزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، الذي طرد من ساحة الإعتصام أول من أمس بوصفه جزءاً من السلطة، خصوصاً أن "التيار" يتحمل مسؤولية أكثر من ملف فساد وخصوصاً ملف الكهرباء.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها