الأربعاء 2015/01/28

آخر تحديث: 19:36 (بيروت)

حرب "لو كنت أعلم" إفتراضياً: النزوح إلى القصير

الأربعاء 2015/01/28
increase حجم الخط decrease

وقعت الحرب بين حزب الله واسرائيل في السوشيال ميديا. لا جدال في حجمها. سكان الضاحية من جمهور حزب الله، انتظروها، واعتبروها "الردّ الصادق"، بينما يسأل سكان آخرون في المنطقة نفسها، من المحايدين أو المناصرين للحزب، عن وجهتهم المقبلة. "أين ننزح هذه المرة؟". وبين الفئتين من سكان الضاحية، آلاف الصور والتغريدات التي "أسعدت" جمهور الحزب بالردّ على ضربات اسرائيل، وأحبطت آلاف اللبنانيين الآخرين المتخوفين من حرب "ليست حربنا"!

كل إحتمالات وجهات النزوح، ناقشها سكان الضاحية في مواقع التواصل الإجتماعي. الشمال، الجبل، بيروت... يقولون إن الحرب هذه المرة "لن تبقي حجراً على حجر". توصل كثيرون الى أن الوجهة الأنجع هي مدينة القصير (في ريف حمص الجنوبي) في سوريا. بعضهم رآها آمنة، فيما ردّ آخرون، من خصوم حزب الله، بالقول إنها فعلاً الأفضل "لأنها باتت مستعمرة لحزب الله"!

غرقت مواقع التواصل بعبارات الإبتهاج بالعملية. مناصرو الحزب، أغدقوا على الموقع الأزرق بعبارات التشجيع للحزب بخوض حرب. "إنّا معك مقاتلون"! لكن إدانة تشجيعهم، جاءت على ألسنة السكان قبل الخصوم. "مش ناقصنا حرب.. وين بدنا نروح". العبارة تكررت في تعليقات كثيرة. تذكر المعلّقون "ذل" النزوح خلال حرب تموز 2006. "الآن من سيؤوينا؟"، يسأل شخص، ويلاقيه آخر بالتأكيد أن الدعاة للحرب "هم أول الهاربين منها". ليأتي الرد من كثيرين، بأن "القصير السورية والقلمون، ستكونان الملجأ الآمن بعدما أمّنها رجال الله"!

والعملية، أراحت جمهور الحزب الذي تفنن بتقديم "الشكر" للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، بوصفه "قائداً وعد ووفى". وتحت وسوم مختلفة، بينها #مجموعة_شهداء_القنيطرة، و #حان_الوقت_والمكان_المناسب، إحتفل جمهور الحزب بالردّ، معرباً عن قناعته بأن الرد "غير كاف"، مستدلاً الى "البيان رقم 1".

تنفس هؤلاء الصعداء، بعد ردّ منتظر، بهدف حفظ ماء الوجه أمام الخصوم. "موجودون في كل ساحة". تكررت العبارة في تعليقات معظم مؤيدي الحزب... وبدت مواقع التواصل، اشبه بساحات إحتفال، تتشابه مع ساحات الضاحية التي اشتعلت بالمفرقات والرصاص عقب الإعلان عن تنفيذ العملية.

وبينما تخوف جمهور الحزب من حرب محتملة، أراحته تقارير تلفزيونية عرضت على الشاشات تظهر الارتياح في صفوف الجمهور، بينها تقرير "الجديد" الذي وُصف بـ"المسرحية"، وتناقله كثيرون من خصوم الحزب بوصفه "تمثيلية".

هؤلاء، أدانوا أيضاً ردّ حزب الله في الأراضي اللبنانية، وتمت مقارنتها بعملية "لو كنت أعلم" في اشارة الى تصريح نصر الله بعد حرب تموز. وبدا هؤلاء أكثر المرتابين من حرب "ليست حربنا"، و"يخوضها حزب الله بالوكالة عن الأسد وايران".

الحرب التي قال رواد مواقع التواصل إنها على شفير الإشتعال، تعكس مزاجاً لبنانياً يبدو فيه سكان الضاحية المتخوفين من الحرب، الأكثر واقعية، لأنهم أكثر اللبنانيين المعرضين لـ"البهدلة"، كما يقولون!

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها