الأحد 2018/02/25

آخر تحديث: 18:04 (بيروت)

"الدفاع المقدس": معارك"حزب الله"السورية في لعبة الكترونية

الأحد 2018/02/25
"الدفاع المقدس": معارك"حزب الله"السورية في لعبة الكترونية
increase حجم الخط decrease

الحرب الناعمة التي يخوضها "حزب الله" بموازاة عملياته العسكرية ونشاطاته المختلفة في داخل لبنان وخارجه، يبدو أنها ذات بعد استراتيجي في المواجهة الدعائية والاعلانية التي يخوضها ضد أعدائه وخصومه، خصوصاً بعد انغماسه في الحرب السورية وتمدده باتجاه العراق واليمن، والتي بدأ اعتماده لها والتركيز عليها بعد الدعوات المتكررة للمرشد الايراني علي خامنئي، الذي شدد على ضرورة التنبه للرد على القوة الناعمة التي يتقن الطرف الآخر استغلالها بفعالية، مما يستلزم التصدي للأعداء من ضمن وضع استراتيجيات واسعة، وتكريس جهود كبيرة لمحاولة إيجاد التوازن من خلال الوصول إلى التفوق بنوع السلاح نفسه.

"وحدة الإعلام الالكتروني النشطة في "حزب الله" لطالما كانت على مستوى مواجهة أساليب العدو المتعددة في الحرب، يقول تقرير نشره موقع "العهد" الإخباري، السبت، في سياق إعلانه عن إطلاق "الدفاع المقدس"، وهي لعبة الكترونية حربية جديدة أطلقها "حزب الله" برعاية موقع "العهد"، حيث تجسّد مجموعة من المعارك التي شارك فيها الحزب بدءاً من "الدفاع عن مقام السيدة زينب" في دمشق، وحتى معارك "حماية الحدود اللبنانية السورية في رأس بعلبك"، بحسب ما جاء في التقرير الترويجي للعبة التي تقوم على تقنية ثلاثية الأبعاد.


اللعبة التي تُحاكي الواقع الميداني، تظهر فيها معالم المناطق مطابقة بشكل كبير لما هي على أرض الواقع، وتهدف، بحسب ما يذكر التقرير، إلى "محاكاة جهاد رجال المقاومة الاسلامية خلال معاركهم ضد التكفريين"، إضافة إلى "تحفيز الروح الجهادية عند الجمهور المستهدف من خلال ملامسة واقع الأذى والجرائم التي ترتكبها الجماعات التكفيرية" و"توثيق الانتصار على العدو التكفيري في المنطقة".

وفي حين يقول القائمون على اللعبة إنه تمت برمجتها وفق محرك إنتاج متطور، وإنه يمكن تصنيفها من فئة أحدث الصناعات للألعاب، مشيرين إلى أنه يمكن تصنيفها على أنها منافسة للألعاب المواجهة في سياق الحرب الناعمة، يقود هذا الأمر بشكل تلقائي إلى وضعها في خانة المقارنة مع الألعاب الالكترونية التي سبق لتنظيم "داعش" أن أطلقها بتقنيات متطورة وصور عالية الجودة، لأهداف لا تبدو بعيدة في مضمونها من تلك التي أعلنها الحزب، إن كان لناحية المواجهة الناعمة أو التجنيد للقتال ضد الأعداء، والأهم هو اختراق وعي الشباب والأطفال وتكريس طابع "القداسة" على كل المعارك التي يخوضونها.

وسبق لـ"داعش" أن أطلق لعبة الكترونية باسم "صليل الصوارم"، تحاكي لعبة "غراند ثيفت أوتو" الشهيرة، في مسعى لرفع معنويات "المجاهدين" وتدريب الأطفال والمراهقين على مقاتلة قوات التحالف الغربي والاقليمي، الذي شكلته الولايات المتحدة ضدّه. كما أطلق التنظيم لعبة "كول أف ديوتي 8"، بحيث يمكن لعناصر التنظيم من دخولها ومحادثة من يلعبها، مستغلين خبراتهم في استخدام التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي وغير ذلك، لحشد تعاطف الناس عامة والأطفال خاصة، أو لمهاجمة معارضيهم، وكذلك لعبة "آرما 3"، الثلاثية الأبعاد، التي ضمت إضافات وتحديثات أتاحت لمناصري "داعش" القيام بشنّ هجمات افتراضية على مواقع للجيش السوري والبيشمركة و"الرافضة"، وتم الاتفاق وقتها على إطلاق عشرات النسخ منها وتوزيعها مجاناً على كل من ينادي بـ"الخلافة الاسلامية".

يُذكر أن الألعاب الالكترونية واحدة من الأساليب التي عملت وحدة الإعلام الالكتروني في "حزب الله" على إنشائها وتطويرها، إذ سبق للوحدة أن أطلقت لعبة "فتى القدس" ثنائية الأبعاد، "القوة الخاصة ـ الجزء الأول" عقب التحرير في العام 2000، و"القوة الخاصة ـ الجزء الثاني" عقب حرب تموز في العام 2006.، وصولاً إلى إطلاقه "الدفاع المقدس"، التي تُضاف إلى سلسلة الالعاب الالكترونية التي أطلقها مختلف الأطراف المتحاربين على مدار سنوات الحرب المستمرة في سوريا، وكان من بينها لعبة "وحدة النمر" التي تتناول الرئيس بشار الاسد، وتصوره على أنه حامي المواطنين من أيدي الجيش الحر المتعاون مع جبهة النصرة، وتشدد على دور روسيا الإيجابي في محاربة الإرهاب. وهناك ألعاب الكترونية روسية أبرزها "الحرب السورية" Syrian Warfare، التي تم إطلاقها العام الماضي، في محاولة لإظهار مسار الحرب السورية بكل جدية "منذ أيامها الأولى وحتى آخر الانتصارت المهمة ضد الارهاب".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها