الإثنين 2017/11/27

آخر تحديث: 08:26 (بيروت)

الحكومات العربية تحتفي بمناهضة العنف ضدّ المرأة

الإثنين 2017/11/27
الحكومات العربية تحتفي بمناهضة العنف ضدّ المرأة
increase حجم الخط decrease

زخرت مواقع التواصل الاجتماعي في المدة الأخيرة بدعواتٍ إلى إنهاء العنف ضدّ المرأة، خصوصاً مع الإنتشار الواسع لهاشتاغ Me too التي ضمّت أصوات نسائية من حول العالم للإدلاء بشهاداتهن وتجاربهن حول العنف الجنسي. أما اليوم وقد إنطلقت حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضدّ المرأة والتي تمتدّ من 25 كانون الأول حتى العاشر من كانون الثاني، فيبدو حضور القضية خجولاً على السوشيال ميديا العربية، مع حصرها بنشاطات ومبادرات المجتمع المدني أو المؤسسات الحكومية.

وقد حدّدت الأمم المتحدة البرتقالي لوناً لحملتها هذا العام فنشرت هاشتاغ #لوّن_العالم_برتقالياً (orange the world). فبادر الرئيس ميشال عون إلى إضاءة الواجهة الرئاسية في بعبدا باللون البرتقالي، هذا بالإضافة إلى إزاحته ستار عن نصبٍ تذكاري على طريق القصر الجمهوري "تحية لأرواح النساء ضحايا العنف الأسري في لبنان".

 إلى جانب هذه الحركات الرمزية التي تتخذ طابعاً دعائياً، إحتلّ موضوع العنف الجنسي قسطاً من السوشيال ميديا إبّان إنطلاقة الحملة، فنشرت جمعية "كفى" حملة "هيدا كمان عنف جنسي" للتوعية حول أنواع العنف الجنسي ومنها زواج القاصرات والإغتصاب الزوجي، وذلك في إطار حملتها لإلغاء تزويج القاصرات والضغط من أجل إقرار قانون مدني يحدّ السن الأدنى للزواج بـ18عاماً، ودعماً لإقتراح قانون تجريم التحرّش.

أما في تونس، فقد إحتفت السوشيال ميديا بإنجازٍ أشدّ فاعلية من الأضواء البرتقالية، إذ ستقدم الحكومة التونسية خلال هذه الأيام الستة عشرة على توقيع إتفاقية مشتركة للتعهد بالنساء ضحايا العنف بين وزارات عدة، وذلك تمهيداً لقانون القضاء على العنف ضدّ المرأة الذي سيدخل حيّز التنفيذ في مطلع العام القادم. كما نشرت وزارة المرأة حملة "من اليوم ماكش وحدك..القانون معاك" لخلق وعي حول تجريم العنف ضدّ النساء. كما أطلقت النساء التونسيات حملة "فدينا" والتي تعني "مللنا" متحدثاتٍ عن مللهن مما يتعرضن له من عنفٍ ومن تبرير لهذا العنف.
 

من جهتها، عبّرت مواقع التواصل المصرية عن واقعٍ أفظع عنفاً. فتحت شعار "الحكاية ما انتهتش"، تمّ إطلاق حملة ضدّ هجمات الأسيد التي تمارس ضدّ النساء بغرض تشويه أجسادهن، وهي من القضايا المسكوت عنها في مصر مع غياب أي إحصاءات حولها أو قوانين تجرمها. لكن على الصعيد الحكومي، فتبدو الصورة مغايرة، مع إحتفال المجلس القومي للمرأة بحلول حملة الـ16 يوماً عبر إطلاق حملة "#كوني" التي ترمي إلى التوعية حول مناهضة العنف، والتي تتضمن على الهامش ندوات ونشاطات تستهدف النساء وقضاياهن.

مع إنطلاق حملة الـ16 يوماً، بدا المشهد العربي واحداً على مواقع التواصل الإجتماعي، إذ إقتصر التفاعل مع هذا الحدث بالجهات الحكومية والرسمية التي هلّلت لهذا "العيد" وإعتبرته فرصةً لعرض إنجازاتها والتأكيد إلتزامها بهذه القضية الإنسانية. أما على الصعيد الشعبي، فلم يبدِ المستخدمون إهتماماً يذكر بهذه المناسبة التي أضحت طقساً سنوياً يحتلّ 16 يوماً من أصل 365 يوماً تعنّف فيه نساء هذا العالم.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها