الجمعة 2017/10/06

آخر تحديث: 12:58 (بيروت)

الإعلام المسيحي المصري: أين ينتهي الروحي ليبدأ السياسي؟

الجمعة 2017/10/06
الإعلام المسيحي المصري: أين ينتهي الروحي ليبدأ السياسي؟
السيسي في الكاتدرائية المرقسية خلال الاحتفالات بعيد الميلاد - كانون الثاني 2017 (غيتي)
increase حجم الخط decrease
مسيحيو مصر مكتفون اعلامياً. ثلاث محطات تلفزيونية كبيرة، قادرة على جذب المشاهد المسيحي، وتلعب دوراً أساسياً في توجيه الشارع المسيحي سياسياً. ولعل أبرز الدلائل، دورها في محطات انتخابية، ودعمها الرئيس عبد الفتاح السيسي. 
أبرز هذه القنوات الفضائية، هي القنوات التابعة للكنيسة الأرثوذكسية في مصر مثل "أغابي"، وMe Sat بالإضافة إلى CTVالأرثوذكسية التي يمتلكها رجل الأعمال القريب من دوائر قيادة الكنيسة الأرثوذكسية، ثروت باسيلي. وتحظى هذه القنوات بمشاهدة عالية من المسيحيين في مصر، وتلعب دوراً في توجيه الرأي العام المسيحي تجاه القضايا السياسية خاصة الانتخابات. 

ففي الانتخابات الرئاسية العام 2012، استضافت قناة CTV عدداً من المرشحين للرئاسة وعلى رأسهم الفريق أحمد شفيق باستثناء الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، واستضافت قناة ME Sat أيضاً الفريق أحمد شفيق قبل الانتخابات الرئاسية.

وتدعم القنوات المسيحية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتهتم بمتابعة أخباره وزيارته في الخارج، فحرصت قناة Me Sat على نقل مشاركة الرئيس في فعاليات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وأيضا تهتم بإبراز المشاريع القومية التي تعلن عنها الدولة من خلال حلقات خاصة من داخل هذه المشاريع ومنها مشروع العاصمة الإدارية.

ويرى أكرم بشارة، المشرف على إدارة البرامج في قناة CTV، في تصريح لـ"المدن"، أن القناة تبث برنامجين "توك شو". الأول "صباح النور"، ويعرض محتوى متنوعاً ضمن فقرات رياضية وصحية وفقرة ثابتة عن الصحافة والأخبار فيها. والثاني "في النور"، وهو برنامج مسائي يقدم مواضيع سياسية واجتماعية.

ويؤكد بشارة "أن المحتوى السياسي الذي تعرضه القناة لا يتعارض مع الهدف الروحي للقناة،  فالمواضيع السياسية هي جزء من المجتمع وتشغل اهتمام المشاهدين ويجب أن تهتم القناة بما يريده المشاهد طالما أنه لا يتعارض مع الهدف الروحي، وأن يناقش المحتوى السياسي بشكل موضوعي". 

ويضيف بشارة: "القناة في الانتخابات الرئاسية العام 2012 استضافت كافة المرشحين، ما عدا المرشح الرئاسي وقتها الدكتور محمد مرسي، لأن سياسة القناة كانت ترفض استضافة أي من المنتمين للإخوان المسلمين، وهذا أمر طبيعي لان مصلحة مصر وقتها كانت تطلب ذلك ونحن قناة دينية وطنية".

ويقول رئيس مؤسسة "شباب ماسبيرو"، رامي كامل، لـ"المدن": "القنوات الدينية المسيحية، مثل اغابى، وسى تى فى، ومار مرقص، هي في الأساس منابر دينية ويجب ألا تتعاطى السياسة". ويضيف: "البرامج السياسية في القنوات الدينية تؤثر بالتأكيد في محتواها الديني، لكن ما يحدث أن بعض القنوات الدينية تذيع أحداثاً سياسية ومظاهرات تأييد للرئيس السيسي".

ويؤكد مدحت بشاي، عضو مؤسس للتيار العلماني، لـ"المدن" أن المحتوى السياسي في القنوات الدينية المسيحية "أمر مقبول إذا نوقش بموضوعية، من دون أغراض الحشد السياسي أو التوجيه، لكن على أرض الواقع لا يحدث ذلك، فهناك قنوات دينية مسيحية لا تلتزم بذلك ويستفيد منها أفراد بعينهم داخل الكنيسة لتحقيق أغراض ومصالح خاصة". ويعتبر بشاي أن "مؤسسة الكنيسة لا تحتاج إلى منبر إعلامي كي تُعلن موقفها، لأن موقف المؤسسة واضح للجميع بأنها تؤيد الرئيس والنظام الحاكم، لكن هناك أفراداً لديهم مصالح وهذه القنوات تسهل لهم تنفيذ تلك المصالح".
ويطالب بشاي القنوات الدينية المسيحية بأن تلعب دوراً توعوياً دينياً ومجتمعياًن خصوصاً أن هناك إقبالاً من الأقباط على مشاهدتها، وأن تقلل مساحة الإعلامية لرجال الدين، خصوصاً في الأمور السياسية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها