الأحد 2017/01/08

آخر تحديث: 15:20 (بيروت)

حملة لبنانية لتلميع صورة النظام السوري؟

الأحد 2017/01/08
حملة لبنانية لتلميع صورة النظام السوري؟
نوال بري في انستغرام: اعود الى دمشق التي أحبها وأشتاق إليها، بعد خمس سنوات
increase حجم الخط decrease
العام الماضي، أثارت زيارة وفد اعلامي لبناني، رافق اعلاميين سوريين، الى مدينة حمص القديمة، جدلاً واسعاً في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. كانت الزيارة التي رعاها النظام السوري، بمثابة دعوة مبطّنة لتكريس فكرته: "ما في شي بسوريا". 

لكنها في الوقت نفسه، لم تثمر شيئاً، ذلك ان الرعاية الرسمية للزيارة، تزرع شكوكاً حول أهدافها، في حين لم يعد النظام يتمتع بمصداقية دولية، وباتت كل مبادراته محط شكوك بنواياه. 

فشل الزيارة تلك، دفع النظام للجوء الى "الدعاية الناعمة". الدعاية غير المباشرة، التي تستطيع أن تنقل جواً يعود لصالح النظام، من غير تبنٍ رسمي، بهدف تذخيره بمصداقية أكبر. ولن يجد، بالتأكيد، أفضل من اعلاميين، يتمتعون بشعبية في مواقع التواصل الاجتماعي، ليتكفلوا بالمهمة. 

بعد المذيعة في قناة "الميادين"، لانا مدور، التي سجلت فيديو قصيراً عن رحلتها الى دمشق قبل أسبوعين، نشرت نوال بري صورة لها في دمشق أيضاً، الى جانب المذيعة في "الجديد" كريستين حبيب. وفيما لم تنشر كريستين أي صورة، كتبت نوال تعليقاً على صورتها: "بعد خمس سنوات، أعود الى الشام التي أحب واشتاق اليها". 

نوال وكريستين، هما أفضل من يتولى دعاية مشابهة. فهما غير معروفتين بولائهما للنظام السوري، ويعملان في محطتين يفترض انهما محايدتان، بعيداً من صراع المحاور. فضلاً عن أن "أم تي في"، هي أقرب الى فريق 14 آذار المناهض للنظام السوري. وبالتالي، فإن زيارة مشابهة، وإعلاناً مستتراً، من شأنها أن ترفد الدعاية بمصداقية، تندرج، وفق المفاهيم الاعلامية، في سياق النظرية الدعائية الشهيرة بـ"الحقنة تحت الجلد". 

لم تتبنَ MTV زيارة مراسلتها الى دمشق. فهي زيارة خاصة، غير وظيفية، كما أرادت القول. ولا يمكن أن تُحمل الزيارة برفقة كريستين حبيب، على أنها "التقاء المحطتين على هدف سياسي"، بالنظر الى أن بري، تربطها صداقة بحبيب منذ عملهما سوياً في "الجديد". وهي زيارة خاصة، على الأرجح، رغم أن أبعادها، سواء أكانت مقصودة أو غير مقصودة، مرتبطة بدعاية النظام السوري، وجهوده لتلميع صورته عبر الآخرين، وتكريس نكرانه لوجود توتر أو حرب في عاصمته. 

لا معلومات حول ما إذا كانت الزيارة تلبية لدعوة من النظام السوري، أو أحد المقربين منه، لشخصيات تتمتع بشعبية في مواقع التواصل الاجتماعي. لكن تكرار هذه "الظاهرة"، يعزز الشكوك في أنه نمط دعائي، بدأ يلقى صدى للترويج للنظام. في النهاية، الاعلاميون يعملون في الشأن العام، وبطريقة أو بأخرى، هم مؤثّرون. لكن مهامهم محدودة، تقتصر على دمشق التي يزورها لبنانيون منذ عامين تقريباً، في اطار الزيارات الدينية أو السياحة "غير المكلفة مادياً". 

من هنا، تندرج الزيارة تحت اطار "الدعاية السرية"، ذلك انه لو زار الاعلاميون اللبنانيون حمص أو حلب، لتثبتت الشكوك بأنهم مدفوعون من النظام، ويتمتعون بحمايته. ولا يستأهل "التطبيع بالتدرج" هذه المخاطرة التي تشابه مخاطرة زيارة وفد الحزب الجمهوري الفرنسي الى حلب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها