الأربعاء 2017/01/18

آخر تحديث: 15:31 (بيروت)

أوباما يعفو عن مانينغ.. و"ويكيليكس" يُعلن "الانتصار"

الأربعاء 2017/01/18
أوباما يعفو عن مانينغ.. و"ويكيليكس" يُعلن "الانتصار"
بموجب القرار الرئاسي ستخرج مانينغ من السجن في 17 آيار/مايو المقبل (غيتي)
increase حجم الخط decrease
قبل يومين على مغادرته البيت الأبيض أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما قراراً رئاسياً بتخفيف الحكم الصادر بحق تشيلسي مانينغ الجندية السابقة في الجيش الأميركي، والتي كانت تُدعى برادلي قبل أن يتحول جنسياً إلى امرأة، والتي حُكم عليها بالسجن 35 عاماً لتورطها في تسريب أكثر من 700 ألف وثيقة دبلوماسية عسكرية لـ"ويكيليكس"، حيث كانت لتقضي عقوبتها بالسجن حتى عام 2045، لكن بموجب القرار الرئاسي ستخرج مانينغ من السجن في 17 آيار/مايو المقبل.

وكانت مانينغ تعمل محللة استخبارات في القوات البرية الأميركية، وأدينت بعدة جرائم وفقاً لقانون التجسس الأميركي إثر التسريبات التي اعتُبرت من أكبر الخروقات لمعلومات بالغة السرية في تاريخ الولايات المتحدة. وألقي القبض عليها في أيار/مايو 2010 بعد أن قام مخترق الحواسيب أدريان لامو بإخبار مكتب التحقيقات الفيدرالي أن مانينغ كانت قد قالت خلال محادثات عبر الانترنت بأنها قامت بتنزيل مواد عن قواعد البيانات المُشار إليها ومررتها إلى "ويكيليكس". وتضمنت هذه المواد مقاطع فيديو قصف بغداد يوم 12 تموز/يوليو 2007 والضربة الجوية على غراناي في أفغانستان، و250 ألف وثيقة من المراسلات الدبلوماسية الأميركية السرية، و500 ألف تقرير حربي عرفت باسم "سجلات حرب العراق" و"سجلات حرب أفغانستان". ومعظم هذه المواد نشرت بواسطة "ويكيليكس" أو شركائها الإعلاميين بين نيسان/أبريل وتشرين الثاني/نوفمبر 2010.

وحاولت مانينغ الانتحار مرتين في السجن العسكري الخاص بالرجال الذي تقضي فيه عقوبتها. وكانت قد أضربت عن الطعام  قبل أن يوافق الجيش على خضوعها لعملية تحويل الجنس من ذكر إلى أنثى. ويأتي قرار تخفيف الحكم عنها في سياق الأحكام القضائية التي أصدرها أوباما بحق 209 شخصاً والعفو الذي شمل 64 آخرين، بينهم الجنرال السابق جيمس كارترايت الذي أدين بالإدلاء بإفادة كاذبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" خلال تحقيق حول تسريبات تتعلق بهجوم معلوماتي أميركي استهدف البرنامج النووي الإيراني عام 2010.

ورغم توقيع أكثر من مليون شخص على عريضة تُطالب أوباما بالعفو عن الموظف السابق في "وكالة الأمن القومي"، إدوارد سنودن، إلا أن قرارات العفو الأخيرة التي وقّع عليها أوباما لم تشمل سنودن اللاجىء حالياً في روسيا، والذي قررت موسكو تمديد فترة إقامته عامين آخرين، معلنة أنها لن تقوم بتسليمه للولايات المتحدة.

ومع إصدار قرار بتخفيف عقوبة مانينغ، تتجه الأنظار اليوم نحو جوليان أسانج، مؤسس موقع "ويكيليكس"، الذي أعلن، الجمعة الماضي، عن استعداده للموافقة على ترحيله إلى الولايات المتحدة بشرط أن تصدر السلطات الأميركية عفوا عن مانينغ. وجاء في تغريدة في الحساب الرسمي لـ"ويكيليكس" أنه "إذا أعطى أوباما تعليماته بالعفو عن مانينغ، فإن أسانج سيعطي موافقته على ترحيله إلى الولايات المتحدة، على الرغم من عدم دستورية القضية المرفوعة ضده من قبل وزارة العدل". إذ يخشى أسانج ان تسلمه السويد إلى الولايات المتحدة، حيث تتهدده عقوبة بالسجن تصل مدتها إلى 35 عاما أو الإعدام، لنشره وثائق سرية أميركية.

وفي أّوّل تعليق له على قرار أوباما في هذا الشأن، اعتبر موقع "ويكيليكس" أن تخفيف الحكم الصادر بحق مانينغ "انتصارا". ونشر الموقع في حسابه في "تويتر" تغريدة قال فيها: "انتصار: أوباما يخفف الحكم الصادر بحق تشيلسي مانينغ من 35 عاما إلى 7 أعوام. تاريخ إطلاق السراح أصبح 17 أيار/مايو". من جانبه نشر جوليان أسانج تغريدة قال فيها: "شكراً لكل من شارك في الحملة للعفو عن تشيلسي مانينغ. إن شجاعتكم وتصميمكم جعلا المستحيل ممكنا".

وفي حين لم يتضح بعد مدى التزام أسانج بما أعلن عنه الأسبوع الماضي، إلا أن ميليندا تايلور، وهي عضو في فريق الدفاع عن أسانج، أكّدت أن وعود أسانج بتسليم نفسه للولايات المتحدة عقب إصدار قرار العفو عن تشيلسي مانينغ ما تزال قائمة، حسبما أوردت صحيفة "اندبندنت" البريطانية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها