الإثنين 2013/08/26

آخر تحديث: 06:19 (بيروت)

لهذه الأسباب استُخدم الكيماوي

الإثنين 2013/08/26
لهذه الأسباب استُخدم الكيماوي
افشال الجيش الحر للحملة العسكرية منع طمس المجزرة الكيماوية (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

 

فيما تتصاعد احتمالات توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية أميركية لمواقع استراتيجية للنظام السوري، تقاطعت معلومات مصادر دبلوماسية في بيروت ودمشق لـ"المدن" حول قيام النظام السوري بهجومه الكيماوي على ريف دمشق قبل أيام، نتيجة تمكنه من كشف خطط خاصة بالجيش الحر لاقتحام حي المزة الدمشقي ومحاصرته.

وبالتالي، فإن الرواية الرسمية للنظام السوري بشأن الضربة الكيماوية، سواء التي أعلنها الجيش السوري أو وزير الإعلام عمران الزعبي، من أن المعارضين هم من استخدموا الكيماوي ومن أن الصواريخ المحملة بهذه المواد "انطلقت وسقطت" في مناطق سيطرة المعارضة، لا تلقى آذاناً صاغية في الغرب وواشنطن تحديداً.

وأوضح مصدر واسع الاطلاع في واشنطن، لـ "المدن"، أنه على الرغم من أن الغرب يتعامل بـ"واقعية" مع فكرة وجود "حرب اهلية في سوريا وبكل تبعاتها"، فلقد هال المسؤولين في واشنطن "حجم الضربة وأعداد القتلى".

وينفي المصدر أن تكون الضربة العسكرية الأميركية بهدف تحقيق "حسم عسكري"، لكنه لا يستبعد أن "تقترن بهجمات برية تنفذها قوات نخبة من الجيش الحر جرى تدريبها في الاردن"، مشدداً في الوقت نفسه على أن "توجيه ضربة عسكرية تأديبية للأسد عبر صواريخ دقيقة وبعيدة المدى مثل كروز، أمر لا بد منه حتى لو بدت في الافق حلول سياسية، قد يأتي بها اجتماع روسي – اميركي يعقد في موسكو أو زيارة سلطان عمان، قابوس بن سعيد الى طهران".

ووسط الجدل الدائر حول مسؤولية الهجوم الكيماوي، أكدت مصادر دبلوماسية في بيروت ودمشق لـ "المدن"، أن "اختراقات في الجيش الحر، أدت إلى وصول خطة أعدها الجيش الحر للوصول إلى المزة ومحاصرتها بين فكي كماشة للنظام بكامل تفاصيلها، وذلك قبل أيام قليلة من الهجوم الكيماوي على المعضمية والغوطة الشرقية". وأشارت هذه المصادر المطلعة إلى أن ذلك "دفع النظام إلى اتخاذ قرار حاسم بضرب ريف دمشق بعنف حتى التطهير".

ولم تجزم هذه المصادر ما تعنيه المعلومات التي توافرت لديها بنية النظام "تطهير" المناطق الخارجة عن سيطرته في دمشق وريفها، لكنها أوضحت أن "ما نستطيع تأكيده أن ذلك عنى على الأقل، قصفاً عنيفاً (لهذه المناطق) وتطويقها بالدبابات تمهيداً لعملية فعلية وعنيفة لتطهير الشام وريف الشام".

ولفتت هذه المصادر الدبلوماسية إلى "احتمال تواجد نحو 300 من عناصر إحدى فرق "الجيش الوطني" التي أنهت تدريبها في الاردن، في العاصمة دمشق، بهدف تنفيذ عمليات كوماندوس لتسهيل تنفيذ حصار المزة". وأضافت المصادر "هذه القوة ربما بدأت عملها منذ نحو شهر مع بداية الهجمة المضادة التي قادها الجيش الحر في دمشق حتى وصل الى كراجات العباسيين".

وفي هذا السياق، أكد نائب قائد المجلس العسكري والثوري لدمشق وريفها وقائد "لواء الشام"، "سليم"، في اتصال مع "المدن"، "تنفيذ النظام لعملية اقتحام واسعة للغوطة الشرقية والمعضمية صبيحة الهجوم بالكيماوي يوم الاربعاء الماضي".

كذلك "نفى تماماً وصول او وجود أي قوات خاصة للجيش الحر أصلاً الى الغوطة الشرقية ودمشق، وذلك قبل الحديث المستبعد عن اشتراك قوات اميركية او اسرائيلية معها"، في اشارة إلى ما نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، مشدداً على معرفته "الكتائب والأولوية التي نقاتل معها جنباً إلى جنب ولم تدخل أي عناصر من الخارج".

وكانت صحيفة "لوفيغارو" قالت إن دخول قوات نخبة من الجيش الحر مدربة في الاردن وقوامها نحو 300 مقاتل الى دمشق ترافقها عناصر اميركية واسرائيلية، وتحقيقها ضغطاً نوعياً على قوات الاسد في العاصمة، دفع النظام الى استخدام الكيماوي. وهو الامر الذي نفته الحكومة الاسرائيلية والمعارضة السورية على حد سواء.

وكشف سليم أن "التعزيزات الوحيدة التي وصلت الى دمشق وريفها في الفترة الاخيرة بهدف فتح طريق دمشق – الغوطة، هي من كتائب الجيش الحر القريبة من العاصمة وتحديداً القلمون"، مشيراً إلى أن "عديد هذه التعزيزات فاق الـ 500 مقاتل".

وعند سؤاله عن السبب الذي قد يدفع النظام السوري الى فضح نفسه باستخدام بالكيماوي بينما تتواجد بعثة التحقق الدولية في دمشق، أوضح سليم أن "الأمر يتعدى عدم اهتمام النظام بالمجتمع الدولي إلى خطة أعدها تلي الهجوم بالكيماوي، وتقوم على اقتحام الغوطة الشرقية والمعضمية والسيطرة تحديداً على المناطق التي استهدفت بالصواريخ التي تحمل السارين، فيقوم بإخفاء أدلة وربما يدفن عدداً كبيراً من الضحايا، ويعكس الحقيقة عبر اتهام الجيش الحر باستهدافه بالكيماوي بعد استعادته السيطرة على الغوطتين".

ورأى أن ما يؤكد ذلك "آلاف المقاتلين الذين حشدهم النظام والذين نفذوا هجوماً شاملاً تحت غطاء قصف عنيف من راجمات الصواريخ على كل محاور دمشق وريفها والمعضمية وداريا"، واصفاً ما حصل بأنه "أقوى حملة يشنها النظام لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في دمشق وريفها مستغلاً انشغال الناس وبعض الكتائب بنقل الجرحى والشهداء واسعاف المصابين".

وأوضح أن "القوات النظامية استخدمت في هذه الحملة كل أنواع اسلحتها من طيران حربي وصواريخ بالاضافة الى القوات البرية الكبيرة والتي بينها مقاتلين من العراق ولبنان". وأشار إلى أن "عناصر الجيش الحر راحوا يتصدون وهم يضعون كمامات مصنوعة محلياً وأكثرها غير مجد إزاء الكيماوي الذي كان ينتشر في الاجواء"، مضيفاً أن "هول المجزرة خلق وحدة صف رهيبة بين الشباب فتصدى الثوار بكل أطيافهم لهذه الهجمة وأفشلوها".

وشدد سليم على أنه "لو لم يفشل الجيش الحر هذه الحملة العسكرية، لما كان عرف أحد ربما بالمجزرة الكيماوية التي نفذها النظام". 

increase حجم الخط decrease

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب