الأربعاء 2013/09/18

آخر تحديث: 09:05 (بيروت)

واشنطن وموسكو: خلافات شكلية؟

الأربعاء 2013/09/18
واشنطن وموسكو: خلافات شكلية؟
الاتفاق حول الكيماوي يشكل نموذجاً لاتفاق محتمل حول النووي الإيراني (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

بعد أيام  على عودة الود المفقود بين موسكو وواشنطن حول سوريا تحديداً، بدا أن صداماً جديداً يلوح في الأفق مع تعذر اتفاق الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن على مشروع قرار موحد، يكون بمثابة السكة لتنفيذ الاتفاق الذي عقده في جنيف كل من وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، بشأن تجريد النظام السوري من ترسانته الكيماوية.

ملامح الصدام تجلت في فشل الدول الخمس، دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، في التوصل الى اتفاق على مسودة مشروع قرار بشأن سوريا، بسبب معارضة كل من روسيا والصين للاقتراح الفرنسي، بأن يكون أي قرار من مجلس الأمن بخصوص تنفيذ سوريا لتعهداتها بالتخلي عن الكيماوي تحت الفصل السابع، الذي يبيح استخدام القوة العسكرية

كما ترافق الأمر مع تصعيد في التصريحات من قبل كل من روسيا من جهة والولايات المتحدة وبقية القوى الغربية الداعمة للمعارضة السورية من جهة ثانية

روسيا رأت في النتائح التي توصل إليها خبراء الأمم المتحدة  بشأن استخدام غاز السارين في الغوطة الشرقية يوم 21 أغسطس/آب الماضي، بأنها "مسيسة وتتضمن تصورات مسبقة ومنحازة". 

هذا الموقف أعلنه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، من دمشق بقوله : "نشعر بخيبة أمل. هذا اقل ما يقال عن النهج الذي اتبعته امانة الامم المتحدة ومفتشو الامم المتحدة الذين اعدوا التقرير بطريقة انتقائية وغير مكتملة".

وأرفق ريابكوف انتقاداته لمفتشي الأمم المتحدة، الذين سيعودون خلال أيام إلى سوريا، بالاعلان عن أن السلطات السورية قدمت له ادلة مزعومة عن استخدام معارضي الاسد لاسلحة كيماوية، وذلك بعدما التقى بالرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السوري، وليد المعلم.

في المقابل، وصفت وزارة الخارجية الأميركية المواقف الأخيرة لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والتي تحدث فيها عن وقوف المعارضة وراء الهجوم الكيماوي، بأنها "سباحة ضد التيار".

اذاً، هل يبدو أن ما ذهب إليه بعض المحللين السياسيين من أن "الشيطان" يكمن في تفاصيل الاتفاق لا الاتفاق عينه؟ وبالتالي فإن ما جرى الاتفاق عليه في جنيف لم يؤد سوى إلى تأجيل الضربة العسكرية؟

مصدر  في واشنطن، سخر في حديث لـ"المدن"، من محاولة إعطاء أحجام "غير حقيقية" لهذا الخلاف. وأشار إلى أن "كيري ولافروف لم يخرجا من اجتماعات تواصلت في جنيف لثلاثة أيام باتفاق هش"، ولا سيما أن "الاتفاق الروسي – الاميركي بشأن الكيماوي الروسي يشكل نموذجاً لاتفاق مماثل حول الملف النووي الإيراني، لا تبدو طهران رافضة له. لكنه سيكون بعد الاتفاق في سوريا".

ولفت إلى أن "كل هذه الخلافات ليست سوى تكتيكات شكلية لا تغير من فحوى الاتفاق"، مشدداً على أن "الاتفاق حول تجريد النظام السوري من ترسانته النووية ليس سوى رأس جبل الجليد من اتفاق أكبر بكثير يودي إلى جنيف -2، ولا يبقي الأسد رئيساً بعد 2014".

وأوضح ، أن "الاتفاق الأميركي الروسي يشمل عقد جنيف 2 مع نهاية العام حيث سيشارك الائتلاف المعارض وكذلك النظام السوري". 

والحديث يدور عن أن الأسد "سيخسر صلاحياته ويتحول إلى رئيس شكلي حتى قبل انتهاء ولايته، لأنه سينقل هذه الصلاحيات إلى حكومة انتقالية كان نص عليها اتفاق جنيف-1".وفيما اعتبر المصدر أنه "لا خيار أمام المعارضة سوى المشاركة وإلا سوف يتم اجبارها على ذلك"، رجح أن تعمد الدول الداعمة للمعارضة  إلى "دعم المجلس العسكري برئاسة اللواء سليم ادريس، لكسب المزيد من الأرض. وهو ما تم التوافق بشأنه في باريس الأسبوع الماضي في اجتماع وزراء خارجية السعودية الإمارات والأردن وفرنسا".

رغم ذلك، تبدو المعارضة السورية متشككة ازاء المواقف الغربية، وتحديداً الأميركية. وهو ما انعكس في تصريحات الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، العقيد قاسم سعد الدين، لـ"المدن"، اذ دان الاتفاق الروسي الأميركي، قائلاً: "فليذهب هذا الاتفاق الى الجحيم".ووصف سعد الدين الاتفاق بشأن الكيماوي بأنه مهزلة "لأن الأسد هرّب جزءاً كبيراً من ترسانته الى العراق وحزب الله في لبنان"، داعياً المجتمع الدولي "إذا كان جاداً في تجريد النظام من ترسانته الكيماوية إلى التحقيق بشأن مخزون النابالم والقنابل العنقودية التي يمتلكها الاسد".

increase حجم الخط decrease

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب