الجمعة 2015/07/31

آخر تحديث: 12:58 (بيروت)

سياحة لبنان تختنق بالنفايات

الجمعة 2015/07/31
سياحة لبنان تختنق بالنفايات
عدو السياحة الأول هو عدم النظافة (محمود الطويل)
increase حجم الخط decrease

سياحة لبنان تكاد لا تخرج من أزمة الا وتدخل في أخرى، فبعد انحسار موجة التفجيرات، توالت الأزمات السياسية، واليوم جاء دور أزمة النفايات. ولعل الازمة الأخيرة هي الأخطر. فعدو السياحة الأول هو عدم النظافة، فكيف اذا افتقر كل البلد الى النظافة؟
انتظر لبنان موسم المهرجانات الصيفية لمحاولة استعادة بعض الزخم السياحي، و"كثافة المهرجانات التي تعم مختلف المناطق اللبنانية تعبر عن إرادة الحياة لدى اللبنانيين"، وفق ما يصرح به وزير السياحة ميشال فرعون، لكن ازمة النفايات الحالية، "تسيء لما يبذل من جهود لتحسين صورة لبنان السياحية". وعن المسؤوليات، يحمّل فرعون المسؤولية الى الحكومة. ومع تفاقم الأزمة، لم يعد لدى فرعون كلام جديد، فهو يؤكد لـ"المدن" أنه لم يعد يرغب بالكلام أكثر.


والحقيقة أنّ العديد من المغتربين بدأوا يفكرون بالعدول عن فكرة القدوم إلى لبنان هذا الصيف. وفي السياق، عَدَل زياد (اسم مستعار) عن المجيء من بريطانيا الى لبنان مع عائلته لتمضية إجازته الصيفية وزيارة أهله، وألغى زياد حجزه إلى لبنان. واشار لـ "المدن" أنه يعمل على مدار السنة وينتظر هذا الشهر ليخرج من ضغوط الوظيفة، لذلك "لست مستعداً لأن اعيش ضغوطاً جديدة في لبنان".
زياد عيّنة تختصر التراجع في نسبة الحجوزات السياحية، فقد أكد رئيس "نقابة وكلاء السياحة والسفر" جان عبود أن "85 إلى 90 طائرة كانت شبه ممتلئة بالمغتربين الآتين إلى لبنان، أي بالمجمل يشكلون 15 ألف حجز، لكن نتيجة أزمة النفايات بدا التراجع في أعداد هؤلاء واضحاً". وهذا التراجع، وفق ما أشار إليه عبود لـ "المدن"، يضاف الى "انخفاض نسبة السياح العرب بنسبة 40%، حيث أنّ هؤلاء كانوا يشغلون 45% من القطاع السياحي في لبنان، أما اليوم فعددهم في تراجع مستمر، ومعظمهم من العراقيين والسوريين لا من الخليجيين الذين كانوا نبض السياحة". واعتبر عبود أنه "من الضروري بناء الثقة مع السياح من جديد، فالدخل السياحي خجول جداً نتيجة العامل الأمني والإقتصادي والسياسي"، مشيراً إلى أنّ "أزمة النفايات الآن فاقمت هذا الوضع السيء، حتى أصبحت السياحة في لبنان على شفير الهاوية".


في المقابل، لعب تسليط الإعلام المحلي والعالمي على أزمة النفايات، وتغييبه تغطية المهرجانات والحفلات، دوراً سلبياً زاد من تشويه صورة لبنان، وفق ما قاله أمين عام "اتحاد النقابات السياحية" جان بيروتي، لـ "المدن". ورأى بيروتي انه "من المفترض ان يتم عرض المهرجانات بالتوازي مع عرض المشاكل، واضعف الايمان ان لا يكون تسليط الضوء على المهرجانات في آخر النشرات الاخبارية، وبشكل سريع، فالمهرجانات صورة لبنان". وفي شأن حجوزات الفنادق والمطاعم في ظل هذه الأزمة، أكد بيروتي أنّ "نسبة الحجوزات خارج بيروت بلغت 70 في المئة بينما في بيروت لم تتجاوز الـ40 في المئة، وذلك يعود إلى هروب الناس من العاصمة جراء انتشار النفايات في شوارعها، في حين يفترض أن تشهد الثقل الأساسي للحجوزات السياحية وليس العكس".
تفاقم الازمة وتأخر الحلول حتى هذه اللحظة، لم تسلب اهل القطاع السياحي ثقتهم بعودة الأمور إلى نصابها، لكن هل فعلاً ستتحقق آمالهم؟ فحتى الآن تستمر المناكفات في موضوع النفايات، والحلول لا يبدو أنها ستخرج إلى العلن قريباً، وذلك لا شك سيدفع ثمنه الإقتصاد اللبناني وخصوصاً القطاع السياحي، إضافة إلى الناس.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها