الأحد 2014/12/14

آخر تحديث: 13:36 (بيروت)

خيام اللامي وخالد ياسين: "الألِف" هي كائننا السادس

الأحد 2014/12/14
خيام اللامي وخالد ياسين: "الألِف" هي كائننا السادس
بدايةً، كان همّ المجموعة غناء القصائد العربية.. ثم بدأت تهتم بالموسيقى أكثر
increase حجم الخط decrease
تتشكل فرقة "ألف" من خمسة موسيقيين، هم خيام اللامي، خالد ياسين، موريس لوقا، وتامر أبو غزالة، وبشار فران. هذا العام، قدمت "Alif Ensemble" عرضين في لبنان خلال مهرجان "Beirut and Beyond"، في بيروت وطرابلس.
وحول الفرقة، أو المجموعة الموسيقية، تأسيساً وعملاً وشأناً.. هنا مقابلة مع عضوين فيها، جُمعت أجاباتهما في إجابة واحدة بإسم "ألف"، هذا الكائن السادس، الذي يجدّ الموسيقيون في تطويره وتأليفه وتجريبه. مع الإشارة إلى أن بعض الإجابات وُسم آخرها بباسم المتكلم بين قوسين لأن جملته تحمل صوته الخاص.

- كيف بدأتم مشروعكم؟

* "ألف": لطالما رغبت في تشكيل مجموعة موسيقية تجمع بين الآلات الموسيقية العربية والعصرية والغناء، من دون أن تحمل رسالة مباشرة عن نمطها (خيام اللامي). حصل أن سافرت إلى القاهرة وتعرف هناك على موريس لوقا. أما تامر أبو غزالة، فكنت أعرفه من قبل. اجتمعنا وقررنا أن نبدأ المشروع. كان ذلك في العام 2011. لكن المشاكل التي واجهتنا يومها منعتنا من التقدم. في صيف العام 2012، كان مطلوباً مني تركيب فرقة من أجل إحدى المهرجانات في لندن، طلب القيمون عليه جمع عدد من الفنانين من جنسيات مختلفة. لذا، دعوت موسيقيي مجموعة "ألف". حصلنا على إقامة فنية في "ليفربول". في ما بعد، ذهبت إلى مصر، اجتمعت مع الشباب، وبدأنا بالإعداد لورشة عمل أولى، ثم ثانية، وها نحن الآن، نحضر لإطلاق ألبومنا في الربيع المقبل.

- لنتحدث عن التنسيق بينكم، في حين أن كلاً منكم في بلد مختلف، كيف تلتقون؟

* "ألف": نحاول أن نستفيد من أي فرصة سفر قد تجمعنا. لنقُل أن تامر أتى إلى بيروت، حيث يقطن خالد وبشار، وأنا في الأصل، أعزف مع أبوغزالة (خيام اللامي)، لذا نكون قد اجتمعنا كلنا، فندعو موريس للسفر إلى لبنان، ونُعينه في ذلك. مع العلم أن للمسافة الفاصلة بيننا تأثير إيجابي، فحين نجتمع، تكون درجة تركيزنا على عمل المجموعة مرتفعة جداً. في البداية، كانت هناك عثرات في هذا الأمر. أما الآن، فقد فهمنا اللعبة، وأصبح كل شيء يسيراً بيننا.

- هل تمولكم جهة ما؟

* "ألف": نحصل على تمويلنا الاساس من العروض، التي ننظمها هنا أو هناك.

- ماذا عن التنسيق داخل الاستديو؟

* "ألف": مرّ العمل في الاستديو في مرحلتين. الأولى، تضمنت طرح الأفكار الأساس من قبل خيام وتامر وموريس. في الثانية، اشترك باقي أعضاء المجموعة في هذا الفعل. عندما كنا في إقامة فنية بكوبنهاغن، تدبرنا مكاناً للشغل، كنا نزوره كل يوم، ونتحاور فيه، ونجرب أفكارنا. لقد كانت فترة صعبة للغاية، لأننا كنا في صدد اكتشاف بعضنا البعض موسيقياً وشخصياً، لكن الصعوبة هذه كانت ضرورية كي نتأكد من سير عمل المجموعة.



- وفكرة المجموعة عن نفسها؟

* "ألف": تغيرت فكرة المجموعة كثيراً. بدايةً، كان يهمها غناء القصائد العربية، سركون بولص ومحمود درويش... لكن، في ما بعد، بدأت المجموعة تهتم بالموسيقى أكثر. راح تامر يكتب الكلمات، دخل عنصر الصوت إلى المجموعة كأنه جزء من تركيبتها، وليس مقحماً فيها. لكن، باختصار، لا هدف لدينا أو غاية مسبقة. ما يهمنا هو اشتراكنا في عملية التأليف، أن نلتقي مع بعضنا البعض حول فكرة ما، أظن أن الحديث عن كتلة في هذا المطاف أمر مفيد، لأننا نحاول بناء كتلة مشتركة بيننا، لا مجرد خيوط تجمع بيننا.

- على أي أساس تختارون نصوص أغانيكم؟

* "ألف": في المرحلة الأولى، كان كل منا يقترح قصيدة ما، فنناقش سُبل استعمالها. في المرحلة الثانية، بدأ تامر بكتابة النصوص، وأيضاً كنا نشترك في النقاش حولها. كانت الأغنية تبدأ بأسلوب وتنتهي بآخر. مع العلم أن النص هو جزء من عملية التأليف، وليس مجرد نص للغناء. ثم أن تامر لاحقاً، كان يكتب النص على أساس التركيب الموسيقي، الذي يسبقه.

- ما العلاقة بين النص والموسيقى؟

* "ألف": الموسيقى تفتح الباب للنص، الذي يحل في المقطوعة بوصفه جزءاً من تركيبها، مثل الإيقاع مثلاً. الصوت هو أيضاً آلة موسيقية، عازفة، وليس مجرد مُضاف إلى التأليف الإيقاعي.



- لماذا اخترتم "ألف" كإسم للمجموعة؟

* "ألف": يرمز الإسم إلى حرف الخلق، إلى عمليته المستمرة تحديداً، لنقل أنه يدل على الأسئلة الدائمة: "لماذا علينا أن نعمل بهذا الشكل؟ ولماذا نشترك مع بعضنا البعض بهذه الطريقة؟". ثم إننا، بسؤالنا، نقترب من حال معينة، وهي أنه في مقدورنا الاستناد إلى تجاربنا الخاصة في التأليف، والتخلي عن تلك التجارب في الوقت نفسه. أن نتجاوز تجربتنا المتشكلة خارج المجموعة كي نبني تجربة مشتركة، الكتلة فيها أهم من الخط.

- هل تثبتون على أسلوب موسيقي بعينه؟

* "ألف": أعتقد أن الحاجة هي التي تخلق أسلوبنا. أنا كنت عازف إيقاع فأصبحت عازف "درامز" مع دخولى إلى الفرقة (خالد ياسين). لا خطة لدينا، لكن كلاً منا يأخذ على عاتقه أن يسد نقصاً ما، بقدراته، مهما كانت درجات تمكنه منها. حتى أننا أخذنا قراراً متعلقاً بالإجتماعات التي نقيمها، مفاده، أن لا يأتي واحد منا إلى الإجتماع بفكرة كاملة، بل أن تكون فكرة غير منجزة أو مغلقة. نحن نبني أفكارنا من الصفر. لذا، في ألبومنا، ثمة مقطوعات مختلفة عن بعضها البعض، وهذا بسبب التجربة، لكن هناك رابطاً بينها.

- على ماذا يدل هذا الخلط الموسيقي، البعض يقول أنه جمع بين الشرقي والغربي، هل فعلاً يقع في هذه الجهة، أم لا؟

* "ألف": لم نفكر في هذا الأمر. ببساطة، نستفيد من كل التجارب الموسيقية، بحسب حاجاتنا. لا وجود لبداية أو نهاية، لتمهيد أو غاية. العملية، عملية الإبداع هي الأهم، هي التي تترك أثرها في الإنتاج، والتي تدفع الجمهور إلى الاعتقاد بأن وراء الموسيقى مسار طويل، وبعده أيضاً.

- مسار واشتراك أيضاً...

* "ألف": ربما نجحنا إجتماعياً كمجموعة، أكثر من العائلة، لأن الإنتماء إليها ليس بطريقة جبرية، لنقل أنه إنتساب. الحاجة تدفعك إلى الدخول إليها بكل تجاربك، في مقدورك أن توظفها، وفي مقدورك التخلي عنها في الوقت نفسه. الأهم في ذلك كله، أن المشاركة تُصنع كل مرة نجتمع فيها. يطرح أحدنا فكرة، نناقشها جميعاً من زوايا مختلفة، النقاش جزء من عملية التأليف، ومعه يقع فعل التجاوز. كل منا يتخطى نفسه ليلتقي بالآخرين. التنازل هنا إيجابي جداً. كان من السهل أن نجتمع كموسيقيين من تجارب متنوعة، ونعزف مع بعضنا البعض، لكن هذه ليس رغبتنا، ما نريده هو الدخول في عملية مشاركة، وننتج بذلك كائناً سادساً هو المجموعة، هو "ألف".

- هل لديكم خشية أو خوف من ابتلاع السوق التجاري لكم؟ من إجباركم على التآلف معه؟

* "ألف": الآن، في إمكاننا أن نجزم لك بأننا لن نتآلف مع السوق التجاري. لكن المقبل احتمالاته كثيرة. غير أنه، في الوقت نفسه، ثمة تغيير عالمي على مستوى التسويق، ونحن جزء منه، لأننا نخلق سوقنا الخاص، على أساس لقاء موسيقي، وهو ليس مشروعاً سياسياً على سبيل المثال. وهذا لا ينفي أن تجربة "ألف"، في حد ذاتها، تجربة سياسية من دون أن تتكلم في السياسة أو تحمل خطاباً سياسياً. إجتماعاتنا شكل من أشكال السياسة، نقاشاتنا واختياراتنا وكل أجزاء عملية تأليفنا الموسيقي تتضمن نوعاً من السياسة.
مع العلم أن تجربتنا يكفلها سلوك الإحترام بيننا. نحن نحترم مواقف كل واحد منا، لا يمكن أن نأخذ قراراً بلا موافقة الجميع، فحق الفيتو موجود، وعندما يرفعه أحدهم أو يمارسه، يبرر ذلك، ليحافظ على ديناميكية العمل في المجموعة، ولتطوير عملية "ألف" الموسيقية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها