الأربعاء 2017/11/08

آخر تحديث: 12:00 (بيروت)

"كرتونة" جايد جورج.. وسوسيولوجيا الأكل

الأربعاء 2017/11/08
increase حجم الخط decrease
في العام 2012، أطلقت جايد جورج مجلة "the carton" (الكرتونة)، التي صدر منها حتى الآن 16 عدداً، بمواضيع طعامية مختلفة، كالبندورة، والبوظة، والطحينة، والعصرونية، والشاورما، وغيرها، وبمساهمات من عشرات الكتّاب والفنانين البصريين. تحوي المجلة نصوصاً وصوراً ورسوماً، وقد جرى تنسيقها في شكل كُتُبي (ما عدا العدد الأخير وهو رزمة واحدة مؤلفة من ثلاث مطبوعات ورقية، وموضوعه هو الإنقراض).

عن المجلة، والطعام، وغيرهما، هنا مقابلة "المدن" مع مؤسسة "الكرتونة" جايد جورج.


- من أين أتى اهتمامك بالطعام؟

* طوال أكثر من عقد، عمدت في عملي إلى الجمع بين الطعام والصحافة. لم أزاول مهنةً لم تكن على صلة بالأولى، أو منقطعةً عن الثانية. لاحقاً، وأخيراً، قبل شروعي في إطلاق "الكرتونة"، اشتغلت في دار نشر، وبعد فترة، شعرت بأن تجربتي هذه انتهت. ذلك أن أفكاري كثيرة، لكني محاصرة بوظيفتي، فقررت الإبتعاد قليلاً، والبدء في التأسيس لشيء ما، لم أكن أعرف ملامحه بعد. حينها، بدا أن عالم النشر يتخلى عن الورق ويتجه إلى الديجيتال، فقررت معاكسة سيره. كان هذا قراري الأساس، ثم، وبالإستناد إلى توفيري لبعض المال، أنشأت شركة نشر خاصة، ومع صديقتي روان جبران وشارلوت حبيب، ارتأينا البدء في نشر المجلة، لتكون متمحورة حول ثقافة الأكل في الشرق الأوسط.

- كيف تنظر المجلة إلى الأكل؟

* تنظر "الكرتونة" إلى الأكل من زوايا متنوعة، ونظرتها هذه مسكونة ومسنودة بالشغف به، وبكونه يحرك كل حواسنا، من التذوق إلى اللمس، ولهذا تمسكنا بأن تكون المجلة ورقية. وفي الوقت نفسه، نطمح إلى أن تضحى المجلة وثيقة أرشيفية عن الأكل في الشرق الأوسط، وأن يجري الإحتفاظ بها على هذا النحو، إذ إن الإنتهاء من قراءتها لا يعني رميها بعيداً، بل على العكس، تتحول إلى مادة مرجعية، مكتوبة ومرسومة ومصورة، عن الطعام.

- لكن، الملاحظ أن "الكرتونة" تقارب الأكل بطرق عديدة...

* هذا كان هدفنا منذ البداية، أن نتحدث عن الأكل، وفي سبيلنا إلى ذلك، نتناول، وبشكل موارب، موضوعات كثيرة، سيوسيولوجية أو أنتروبولوجية مثلاً. يساعدنا في ذلك، أننا لا نختار لكل عدد من المجلة عنواناً عاماً، وبعدها، نستقبل مداخلات المهتمين، الذين يتوزعون بين كتّاب ومصوّرين ورسامين. الهدف الثاني، وفي صعيد النشر، هو فتح المجلة لأسماء مختلفة من عدد إلى آخر، من أجل أن يقرأها كل المهتمين بالأكل حول العالم، ولذلك لغتها إنكليزية.

- لكن، هل هذا يمنع من إضافة اللغة العربية إليها؟

* طبعاً لا يمنع، مع أني أجد الجمع المطبعي بين اللغتين ليس جيداً من الناحية البصرية. تعتمد المجلة على مشاركات المهتمين، الذين يكتب جلّهم بالإنكليزية.


- على أي أساس تختارون عناوين المجلة الرئيسية؟

* نختارها بطريقة عشوائية، بالإرتكاز على استفهام بسيط من نوع "لماذا لا يتحدث أحد عن الطحينة مثلاً؟". ومع استقبالنا مساهمات الكتّاب والمصورين والرسامين، نجد أن بعضها يتمحور حول عنوان ما، فنختاره، كما أن هؤلاء، وبدورهم، يقترحون علينا عناوين من عندياتهم.

- عند الإطلاع على أعداد، تبدو أنها تطورت مع الوقت، كانت بصرية أكثر في البداية...

* من العدد صفر إلى العدد عشرة، كنا لا نزال نجرب في كيفيات نشر المجلة، ولذلك وضعنا فيها الكثير من الرسوم والصور والمقالات، التي تبدو متجاورة لكنها غير مترابطة. كانت المجلة عبارة عن تجميع مداخلات، وكان همّنا الأساس هو تميزها. وهنا، أتذكر تلك المداخلة التي كتبتها إحدى الموقوفات في سجن لبناين، إذ رسمت على أوراق صغيرة وجبات الحبس، وطرق أكلها بالإستناد إلى العلاقات بين السجينات. لاحقاً، أي في الأعداد السادسة والسابعة والثامنة، تكونت البنية التحريرية للمجلة. وفي الأعداد التاسعة والعاشرة، أنجزت بالكامل وصارت وجهة النشر واضحة لنا، وهي التوازن بين البصري والمكتوب، مع التركيز على كون الأكل بوابة لمقاربات شتى.


- كيف كان وقع المجلة في بيروت؟

* كان تلقي المجلة هنا متفاوتاً، إذ إن الموزعين والقائمين على المكتبات لم يكونوا على دراية كافية بالمجلة، كنمط وموضوع. لذلك، أخذنا نشرها وتوزيعها على عاتقنا. أما عرضها، فخلال ورشات العمل، التي نُدعى إليها، أو في محلنا the carton shop. هذا، ومع الإشارة أن البلد له شؤونه الطعامية المهمة. لكن الموضوع منسيّ، أو أن التعامل معه يجري على أساس أنه مألوف للغاية، ولا حاجة للحديث عنه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها