الثلاثاء 2015/04/14

آخر تحديث: 15:14 (بيروت)

الزبداني: النظام يخسر حاجزين.. ويحشد للاقتحام

الثلاثاء 2015/04/14
الزبداني: النظام يخسر حاجزين.. ويحشد للاقتحام
بعد خسارة النظام لمعبر نصيب الحدودي، لم يبق له أي منفذ حدودي مع الجوار سوى مع لبنان
increase حجم الخط decrease
جَهِدَ النظام مؤخراً عبر إعلامه في الترويج لسيطرته على محيط مدينة الزبداني، المحاصرة منذ عامين، والمحاطة بأكثر من مئة نقطة عسكرية. لكن كتائب "حمزة بن عبد المطلب" التابعة لحركة "أحرار الشام"، تمكنت فجر الإثنين، من السيطرة على حاجزي قلعة التل وقلعة المضيق، في سفح الجبل الغربي فوق منطقة الجمعيات، في عملية نوعية خاطفة.

المقاتل أبو لقمان، يقول "بدأت العملية قبيل الفجر، مستغلين الجو الماطر والضباب، حيث تسللنا إلى محيط الحاجزين المتجاورين. وحين وصلنا إلى السواتر بدأنا بإطلاق النار، وفي غضون ساعة كنا قد سيطرنا على الحاجزين. وأسفرت العملية عن مقتل ما يزيد عن 40 عنصراً بينهم ضابطان من قوات الفرقة الرابعة، التي تعتبر من قوات النخبة في جيش النظام، وأسر عنصرين". الثوار سحبوا "الغنائم" تحت قصف عنيف، من جميع الحواجز المطلة على ساحة المعركة، وعلى المدينة، وسيطروا على دبابتين وناقلتي جند ومدرعة إسعاف، وقاعدة إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من نوع "كونكورس" مع صواريخها، وكمية وافرة من الأسلحة الخفيفة والذخائر. يؤكد أبو لقمان بأن خسائر الثوار اقتصرت على قتيلين، وجريح واحد إصابته طفيفة.

ويعتبر حاجر قلعة التل ذو موقع استراتيجي، فهو مركز رصد وتزويد بالإحداثيات لحواجز أخرى، تقوم بقصف الزبداني، بالإضافة إلى مسؤوليته عن مقتل الكثير من المدنيين الذين قضوا بنيران دباباته. بينما يعتبر حاجز قلعة المضيق حامياً لحاجز قلعة التل، ومطلاً على حواجز السهل، ما كان يشل حركة المعارضة المسلحة، في هذه المنطقة. وتعتبر السيطرة على هذين الحاجزين أمراً مهماً يسهل حركة المقاتلين بين المدينة والجبل الغربي، حيث ما تزال الاشتباكات مستمرة، على عكس ما يروج له النظام، عن أحكامه السيطرة على الجبل الغربي. يتابع أبو لقمان: "سيطرتنا على هذين الحاجزين ستخفف من ميزة التغطية النارية، التي استفاد منها النظام، ليتمكن من وضع حاجز جديد في منطقة السهل؛ حاجز الأتاسي".

وتأتي هذه العملية في وقت تتوارد فيه الأنباء عن حشود لقوات النظام وميليشيا "حزب الله" اللبناني وميليشيا "الدفاع الوطني"، بغية اقتحام الزبداني من محاور عديدة. وقد كثفت قوات النظام قصفها مدينة الزبداني بالبراميل المتفجرة، وقصف دائم بالمدفعية والهاون من الحواجز المطلة على الزبداني. وذلك لتغطية محاولات النظام المستمرة تضييق الحصار على المدينة، وتدعيم حواجز قواته. وقد حاولت قوات عناصر التقدم من حاجز الشلاح شرقي المدينة باتجاه حاجز زعطوط الذي سيطرت المعارضة عليه العام الماضي، وتم افشال الهجوم وقتل 3 عناصر. بينما نجحت قوات النظام بالتقدم في منطقة السهل، وتمكنت من إنشاء حاجز الأتاسي، وتدعيمه براجمة صواريخ ومدفعي "فوزديكا"، وتدعيم كل من حاجزي عين الرملة والحورات، بمدفعية "فوزديكا". أما على جبهة السهل، فقد استهدفت قوات المعارضة حاجز "كعب القلعة" بنيران دبابة ومدفع "بي 10" ما أسفر عن مقتل 3 عناصر لقوات النظام.

مدير المشفى الميداني وعضو المجلس المحلي بالزبداني أبو نضال، يقول: "بعد خسارة النظام لمعبر نصيب الحدودي، لم يبق له أي منفذ حدودي مع الدول المجاورة سوى مع لبنان. ويعتبر معبر المصنع أهمها وأكثرها حيوية، كونه الأقرب إلى العاصمة دمشق، لذلك فقد دأب النظام على حصار مقاتلي الزبداني، خوفاً من وصولهم إلى اوتوستراد دمشق-بيروت الذي لا يفصل الزبداني عنه سوى الجبل الغربي". وهذا يعكس تشبث النظام بمنطقة صغيرة كالزبداني، وإصراره المستمر على اخضاعها، رغم شراسة المقاومة التي يواجهها هناك، منذ بداية الحراك المسلح. بالإضافة إلى القيمة المعنوية لمدينة الزبداني، كونها المدينة التي شبت عن الطوق عندما أعُلنَت كأول مدينة محررة في سوريا، في كانون الثاني/يناير 2012. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها