الخميس 2014/11/20

آخر تحديث: 14:33 (بيروت)

حرائق الأزهر تشتعل من جديد

الخميس 2014/11/20
حرائق الأزهر تشتعل من جديد
قامت قوات الأمن بالقبض على 30 طالبة من كافيريا الجامعة، بشكل عشوائي، ونقلتهن في سيارات مدنية (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
بحلول الذكرى السنوية الثالثة لأحداث شارع "محمد محمود"، عادت أجواء التوتر إلى القاهرة، عندما بدأ نحو مئة ناشط بالتجمع وسط العاصمة، الأربعاء، استعداداً لإحياء الذكرى، والتظاهر ضد النظام. لم تمهل قوات الشرطة الناشطين ليصلوا إلى شارع محمد محمود، وألقت القبض عليهم، قبل توجههم إلى هناك. وكما قامت بإغلاق المقاهي والقبض على بعض الجالسين فيها، ثم مشطت المنطقة بحثاً عن آخرين. في هذه الأثناء قامت قيادات الداخلية بالتجول سيراً على الأقدام فى مقدمة طابور من المدرعات وسيارات الشرطة، أشبه بمواكب النصر. كما كان من المفترض أن تقوم جبهة "ثوار" بالتظاهر أمام نقابة الصحافيين، قبل أن يتم إلغاء الفعالية، نظراً لما حدث بالقرب من محمد محمود.

أما جامعة الأزهر، فكانت على موعد مع المزيد من العنف؛ فعبّر بعض طلابها عن غضبهم، وأحرقوا الباب الرئيسي لجامعة البنات بعد إنتهاء يوم الأربعاء الدراسي، وانصراف قوات الأمن. لم يكن ذلك إحياءاً لذكرى محمد محمود فحسب، بل إستمراراً لاشتباكات دارت خلال اليومين الماضيين بين الداخلية والطلاب. فقامت قوات الأمن بالقبض على 30 طالبة من كافيريا الجامعة، بشكل عشوائي، ونقلتهن في سيارات مدنية، وقبضت على أخريات من داخل المدرجات، ومسجد ومباني كلية الدراسات الإنسانية. وفي وقت متأخر، من مساء الأربعاء، أطلقت الشرطة سراح 15 طالبة، وبضعة صحافيين، كان قد قبض عليهم مع المتظاهرين وسط البلد، بعد مصادرة كاميراتهم وهواتفهم المحمولة. وعادت قوات الأمن وأفرجت عن بقية الطالبات فجر الخميس.

وكان عدد من طلاب جامعة الأزهر، قد أحرقوا الثلاثاء، سيارة عميد كلية طب الأسنان، أمام الكلية، ثم تفرقوا بسرعة. وعلى الفور مشّطت مدرعات الداخلية المكان لتلقي القبض على من يشتبه بهم. وعلى الرغم من التفتيش الدقيق الذي تقوم به شركة "فالكون" على أبواب الجامعة، والدوريات الأمنية حول أسوارها، إلا أنّ ذلك لم يمنع 20 طالباً ملثماً من أشعال النار في السيارة، باستخدام زجاجات المولوتوف، بحسب ما أوردت الصحافة المحلية.

فى الوقت نفسه، كانت قوات الشرطة تلاحق الطالبات اللاتي قمن بمسيرة في فرع جامعة الأزهر للبنات، بحجة منع التظاهر من دون تصريح. فألقت القبض على بعضهن، وقامت بسحل أخريات على الأسفلت. وحين حاولت بقية الطالبات الدفاع عن زميلاتهن، أطلقت الشرطة عليهن طلقات الخرطوش، وغاز أصفر اللون يسبب حروقاً جلدية.

لم ينتظر رئيس جامعة الأزهر عبد الحي عزب، كثيراً، حتى أعلن عن مراجعة مسألة فتح المدينة الجامعية. عزب وقف قرب سيارة العميد المتفحمة، وأعلن بنبرة حادة: "هقفل لكم الجامعة وأسقّطكم، ولو استمر هذا الأمر سأصدر قراراً بإغلاق الجامعة لمدة عام، وأعتبره عام رسوب". واعتبر عزب فى بيان له، أن القائمين بحرق السيارة "خونة" وأصحاب فكر مناهض لتقدم الدولة ومؤسساتها، واتهمهم بالسعي لإفساد احتفال الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، بعيدها السابع، والتشويش على زيارة وفد قناة السويس للجامعة، لعرض مشروع القناة أمام الرابطة والطلاب المصريين والوافدين.

بعد وقت قصير، أعلنت الصفحة الرسمية لـ"طلاب ضد الإنقلاب" في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، عن إحراق السيارة، رداً على إحالة طلاب الى محاكمة عسكرية وسحل طالبات في الجامعة. كما أعلنت عن إحراق بوابة الجامعة. ولا تتبنى حركة "طلاب ضد الانقلاب" المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، عادة هذ النوع من التصرفات، بل تكتفي بنسبه إلى "طلاب الأزهر". ولكنها تُعد الوحيدة التي تنظم الفعاليات والتظاهرات فى الأزهر، بالتنسيق مع بعض الحركات الصغيرة.

ويرى متابعون أنّ التضيّيق الأمني الذي تشهده الجامعة، والتهديد بعدم فتح السكن الجامعي، أو إلغاء العام الدراسي برمته، لن يؤدي بالضرورة إلى هدوء الأوضاع، بل إنه ينذر بتفجرها من جديد مع أول أزمة وخروجها عن السيطرة. وهو ما حذرت منه "طلاب ضد الإنقلاب" بالفعل، فقبل أيام، علّق المتحدث باسم الحركة محمود الأزهري، على قضية ملاحقة المتظاهرين قائلاً: "إن تخيلتم أنكم تغلقون ساحات الجامعة من التظاهر، فاعلموا أنه قد يكون ذلك فتح لساحات جديدة لن تروق لكم". ولم تقتصر الحركة على التظاهر فحسب، بل دعت خريجي الجامعات قبل يومين للامتناع عن التجنيد الإجباري، حتى يعود الجيش لحماية الحدود، وترك السياسة نهائياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها